التعليم عن بعد "معضلة أم حاجة ملحة", عويس: "لسنا مؤهلين بعد", والحياري " لا تكافؤ للفرص بين الطلبة"
جفرا نيوز – فرح سمحان
"التعليم عن بعد" معضلة أم حاجة ملحة لمتطلبات العصر ؟ السؤال الأكثر جدلا وتداولا في زمن التعليم مع وجود جائحة كورونا ، فلم يعد التعليم مقتصرا على فكرة ايصال المعلومة وحسب بل بات هاجسا كبيرا يؤرق الطلبة وذويهم وحتى القائمين على العملية التعليمية
اليوم وبعد اعلان نتائج الثانوية العامة ومع قرب عودة الطلبة للمدارس ، نحن مقبلون على اعتاب موجة جديدة من القرارات التي سيتم اتخاذها في القريب العاجل خاصة مع الحالة الوبائية غير المستقرة التي تشهدها المملكة وعدد الحالات الكبير واجراءات العزل التي عادت من جديد بعد عودة خيوط كورونا .
اذن ما هي استراتيجيات وقرارات وزارتي التربية والتعليم العالي للمرحلة المقبلة ، ونحن على مشارف العودة للمدارس والجامعات ، خاصة مع المصطلحات " الفضفاضة" التي يلجأ المسؤولين لاستخدامها عند التأكيد على أن دوام المدارس سيكون في موعده حتى الآن ، فما هو المقصد من جملة حتى الآن ، وهل سيكون التعليم عن بعد خيارا أخيرا لإدامة التعليم ؟
في سياق متصل قال وزير التعليم العالي الأسبق وجيه عويس أن التعلم عن بعد يعتبر تجربة حديثة على الأردن وغير مهيأ لها بعد حتى وأن كانت جيدة اذا ما تم اللجوء اليها بسبب جائحة كورونا
وأوضح عويس في حديث "لجفرا نيوز" ، أن الدمج بين التعليم عن بعد والتعليم المباشر من شأنه العمل على تطوير هذه العملية بصورة أفضل، الا أن عدم توافر البنية التحتية وأجهزة الانترنت والأجهزة الحديثة عند الجميع جعلت من عملية التعليم عن بعد غير متكافئة عند كل الطلبة
عودة كورونا ومخاوف مشتركة ... هل "حفظنا " الدرس ؟
في صدد ذلك ، أضاف أن وزارة التربية والطالب أصبح لديهما خبرة ومرجعية في التعامل مع مجريات التعليم عن بعد في حال عودة كورونا مرة أخرى ، اذ يمكن تفادي الاخطاء التي تمت اقترافها سابقا والاستفادة منها في الوقت الحالي في المضي قدما بعملية التعليم عن بعد .
أما بالنسبة للتعليم الجامعي ، أشار عويس أنه تأثر شأنه شأن التعليم المدرسي ، وذلك لأن الجامعة تعد مجتمعا لدمج الثقافات ، لذلك استمرارية التعليم المباشر في الجامعات هام بدرجة تفوق في أهميتها التعليم المدرسي
أما عن الحلول التي يمكن اتباعها لتطوير التعليم وعدم اعتباره كعائق أمام الطلبة والأهالي وحتى وزارة التربية ، فتكمن في توفير شبكة الانترنت بحيث تغطي المناطق النائية في المحافظات ، توفير الأجهزة والبنية التحتية ، والدمج ما بين التعليم عن بعد والمباشر لتحقيق التكافؤ بينهما وبما ينعكس على مصلحة الطالب
من جانبه قال أمين عام وزارة التربية والتعليم الأسبق محمد الحياري اننا في الأردن لازلنا في منأى عن تحقيق الهدف من التعليم عن بعد ، لأن العديد من الطلبة غير مدركين لماهية هذا التعليم اضافة لعدم توافر ادواته خاصة في القرى النائية التي تفتقر لوجود شبكة الانترنت والأجهزة الحديثة وغيرها من الأدوات التي تساعد في نجاح التعلم عن بعد
وأوضح في حديث "لجفرا نيوز" ، أن هناك مشكلة تتمثل ايضا في عدم المعرفة الكافية من قبل أهالي الطلبة في متطلبات التعليم عن بعد خاصة في تقنيات التكنولوجيا الحديثة ، مما يشكل عائقا من عدة عوائق قد تواجه التعلم عن بعد
وفي مفارقة واضحة مابين التعليم عن بعد في المدارس والجامعات ، بين الحياري أن التعليم عن بعد ميسر في الجامعات أكثر من المدارس من ناحية التطبيق والعمل به ، نظرا لاختلاف البيئة التعليمية ووجود عدة محددات وعوامل أخرى من شأنها التأثير بمسار التعليم في كلا الجانبين
وأشار الى أن هناك العديد من الظواهر السلبية التي كانت واضحة في عملية التعليم عن بعد خلال أزمة كورونا ، منها دخول أهالي الطلبة للاختبارات وتقديمها بدلا منهم ، وعدم تكافؤ الفرص بين الطلبة من حيث الاستفادة فالطالب في محافظة العاصمة وضعه مختلف عن طلبة القرى من حيث توافر الادوات التي تساعد على تلقيهم المعلومة بسهولة ويسر
وتساءل الحياري في رده على سؤال "لجفرا" قائلا : هل تستطيع وزارة التربية والتعليم ادارة مشروع التعلم عن بعد دون الاستعانة بشركات أخرى للقيام بهذه العملية التي تعتبر بالأساس مكلفة جدا من الناحية المادية
لكن من جانب آخر ، أشاد بدور وزارة التربية والتعليم خلال الأزمة في أنهم جعلوا الطالب على تواصل مع النهج دون انقطاع وادامة العملية التعليمية بالرغم من أن الجائحة اتت بشكل مفاجئ ضمن الامكانيات الموجودة ، الا اننا لم نصل بعد لمرحلة ادارة مشروع التعليم عن بعد والذي يعتمد تطوره ايضا على ثقافة المجتمع الأردني في الاستجابة لهذه العملية
وتابع قائلا ان الحكومة لا تستطيع في الوقت ذاته توفير الأجهزة الحديثة لكل طالب على حذا ، لكن في حال دخلنا في موجة ثانية من كورونا فسيكون هنالك معرفة ودراية بشكل أكبر في التعامل مع التعليم عن بعد
بدورها صرحت وزارة التربية والتعليم مؤخرا ، أن العام الدراسي سيبدأ في موعد المقرر في الأول من أيلول ، الا أنه سيتم اغلاق اي مدرسة ستسجل حالات اصابة بفيروس كورونا لمدة 14 يوما ، وسيتم حينها اللجوء للتعليم عن بعد
بينما التعليم الجامعي ،فقال وزير الصحة أن الحكومة تدرس الخيار الأنسب وهو عودة الطلبة للجامعات لاستمرار التعليم لكن ذلك سيتم بالاعتماد على الوضع الوبائي وعدد الحالات في الأردن