"حمى الانتخابات" ترتعش في صدور المرشحين اجتماعات وانقسامات عشائرية..والحشوات يتحركون..والنواب السابقون في زوايا حرجة

جفرا نيوز- عصام مبيضين
بدأت حمى الانتخابات النيابية مبكرًا ترتعش في صدور بعض النواب والمرشحين في البوادي والمحافظات، وسط ماراثون الاجتماعات العشائرية في مختلف المناطق.
ورغم المخاوف من فيروس كورونا، وحظر النشاطات، والبحث عن حرية التحركات؛ فإنّ ذلك لم يمنع من البحث عن (حشوات) لـ(دفشها) في قوائم الزعيم الأوحد، وسط انتشار منظومة (دق الأسافين) والنميمة وماكينات استخراج سير الماضي القريب والبعيد، و(علك) المثالب لشخصيات مع وجود فرق استطلاع متنقلة بين المرشحين والكشوفات.
إلى ذلك بدأ نوّاب حاليّون وسابقون راغبين بالترشح إجراء زيارات إلى المحافظات والمناطق والعشائر والمخيمات، وإعادة ربط خيوط تقطعت لترسيخ علاقات أوسع مع قواعدهم الانتخابية بعد غياب سنوات.
وتنشط عمليات جس النبض والرصد والاستكشاف، ومعرفة فرصة الوصول إلى الكرسي النيابي، والحرص على صلة الرحم مع القواعد، والاجتماع مع الأصدقاء.
ونشط نواب سابقون في شرح إنجازاتهم، وإعداد من قاموا بتوظيفهم، ونقلهم، ودعمهم من أبناء العشيرة، والمناطق عبر قوائم يحملونها معهم في تسويق أنفسهم أمام جموع المواطنين المسحوقة من الفقر والبطالة وغلاء الأسعار.
ويأتي التواصل، وعمليات جس النبض من المرشحين للانتخابات المقبلة، إضافةً إلى نقل إقامتهم مؤقتًا، أو تكثيف الزيارات من عمان إلى بيوتهم في القرى النائية والمخيمات، واستثمار فرصة التواصل مع المواطنين لمشاورتهم بفكرة الترشح مجددًا، وإعداد العدة المالية ووضع الخطط لكيفية التحرك وكسب الدعم.
في المقابل؛ فإن بعض المرشحين الذين عدلوا عن الترشيح (كرمال وجوه العشيرة) في الانتخابات السابقة؛ ربطوا قرار عدولهم بأنه يعطى لهم الفرصة في هذه الانتخابات على قاعدة (حجز دور سلفًا).
وفي ليالِ الصيف؛ أصبحت جلسات، وأحاديث الانتخابات؛ تطفو هذه الأيام، والتي لا تخلو من حديث عميق، وهناك بورصة، حيث السؤال الذي يتردد:"شو ناوي تنزل الانتخابات هذه المرة؟!".
إلى ذلك أكدت مصادر نيابية أن 80ـ90) من النواب الحاليين؛ سيخوضون الانتخابات النيابية المقبلة، بينما يدرس الباقون ترشحهم.
في نفس الوقت؛ فإن أغلب النواب والمرشحين كأنّ على رؤوسهم الطير من الترقّب واللهفة، ومعهم النخب والأوساط السياسية بانتظار الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسط مخاوف من التأجيل في آخر لحظة،و إن التحركات من النواب والمرشحين (هبت عليها رياح الانكماش) بسبب أزمة كورونا، وباتت تتحكم في تعامل النوّاب مع الملف الانتخابي بحذر، ومع جميع القضايا الحرجة التي تواجهها، ورسّخت بعض التوجهات والتصرفات هذا الانطباع، وحالَ هذا الطريق دون الانخراط في أزمات مفتوحة، أثبتت انعكاساتها وتصاعد التوتر في الإقليم، ولكن الاستحقاقات الداخلية والإقليمية، والتصعيد و(رأس السنام) إجراء الانتخابات النيابية، ومكافحة فيروس كورونا، والأزمة المالية، وصفقة القرن هي الأهم.
ويسعى البعض إلى موسم دعائي مبكر مميز قبل شهور من الانتخابات، ويعتمد على القوة المادية والنفوذ الجماهيري، وحل المشاكل الطارئة، وحل القضايا المستعجلة لكسب القلوب في موسم تتقاطر فيه قوافل النواب والمرشحين من عمان الى الأرياف والبوادي والمخيمات. من جهة أخرى؛ تفاجأ المواطنون بالمودة والحميمية والزيارات التي لا تنقطع من الراغبين بالترشح، وبمجرد أن يعرفوا ذلك من خلال أعوانهم من سكان المناطق؛ يفتعلون مناسبات وسهرات، ويقدمون انفسهم كخادمين للناس، وأحيانًا يجعلونك لا تشك في مصداقيتهم من خلال ما يقدمونه من وعود جميلة تسيل (لعاب) عامّة الناس وبخاصة المحتاجين للخدمات.
ويتحدث ناشط سياسي:"أن نواب حاليين ينوون خوض الانتخابات، فيما نوّاب آخرون يشعرون أن الانسحاب أفضل، خاصّةً من نواب الخدمات؛ خوفًا من الفشل، حيث أن المشاورات أظهرت عدم وجود حماس من قواعدهم، ومعاناة قواعدهم المنهكة من قرارات اقتصادية قاسية جدًا أكلت الأخضر واليابس".
وفي خارطة مطبخ الدولة طموح بلا حدود من أجل انتخابات نوعية؛ تساهم بالدخول الآمن والمشاركة الشعبية بأرقام كبيرة، خاصّةً أن هناك عصب حساس في الخاصرة من تقليب وفصول التغذية الراجعة، وذكريات التصويت بالصناديق، وأن هناك انخفاض نسب المشاركة، بالرغم من كل الروافع والتغذية، ودخول العشائر والأحزاب، وأحيانًا المال الأسود وغيرها.
والأهم أن هنالك تعويل على الانتخابات القادمة بأن تحقق زخم شعبي، والتفاف وطني، وتمتص الصخب والصوت المرتفع، وتجمع بعض أطياف المعارضة تحت عباءة الوطن البناءة، دون (ريموت كونترول) من الخارج، وحتى يرتفع صوتهم عبر ظلال الدستور، وتكون قفزة داخل فضاءات (السيستم) في طريق تطبيق الحكومة البرلمانية، وتعيد الزخم لتحفيز الجميع، وبالتحديد الشباب، للمشاركة في العملية السياسية.
وفي حمى الانتخابات؛ فإن رجل الشارع مسكون في إشكالياته اليومية، وهو مطحون بالهموم التي رغم كل ما تحقق في الحياة من تقدم؛ لا تزال مجرد أوهام أو إشكاليات عالقة في التفاصيل.