فنان فلسطيني يحول الصبَّار إلى كمامة.. فما هي رسالته؟
جفرا نيوز - بين كفيه يمسك بلوح صبار، يقلبه يمنة ويسرة ليستدل على منطقة تصلح لمقبض تمسك فيه رؤوس أصابعه، ثم ينزع شوكاته واحدة تلو أخرى من جهة ويبقي على الجهة الأخرى ممتلئة بشوكها، ويغرس حبلا من المطاط في طرفيها ثم يتقنعها مثل كمامة.
في عمل رمزي تركيبي وتحت عنوان "أقنعتنا" يبدع الفنان التشكيلي الفلسطيني أحمد ياسين في صنع كمامة من ألواح الصبَّار للوقاية من فيروس كورونا، في رسالة يحث بها على ضرورة وأهمية التقيد بإجراءات الوقاية لمنع انتشار المرض.
بجرأة يتعامل ياسين مع لوح الصبَّار وهو يقلبه بين يديه وكذلك خلال قطعه عن شجرته ولا يبدو منزعجا أو متخوفا كما نحن، فهو اعتاد هذا العمل واختاره أساسا لشق مشواره الفني، وبه وجد موهبته التي تتوسع يوما عن آخر.
ولكمامة الصبار حكاية أخرى عند ياسين، فهو اختارها لرمزيتها وعميق معناها في الصبر والتحمل، وهو ما يحتاجه الفلسطيني تحديدا أمام فيروس كورونا وفيروس الاحتلال نفسه، وبنفس الوقت يشكل الصبر أيقونة النصر للفلسطيني.
وللصبر رمزيته الخاصة لدى الفلسطينيين كما أرادها ياسين، وهنا وجد الشاب الفنان نفسه فيه واختاره هدفا لأعماله، حتى إنه بات يحترف زراعته وتكثيفه "فأنا لا أجيد القطع فقط".
وتجتمع عناصر ثلاثة في عمل ياسين الفني، أولها الطبيب والظروف الصعبة التي مر بها خلال فترة كورونا وما تحمله من ويلات، والمنظومة التعليمية المتمثلة بالطالب.
إضافة للعنصر الثالث المتمثل بالإنسان، وهنا يتجرد ياسين من ملابسه العلوية ويرتدي الكمامة فقط وكأنه يقول للعالم أن لا شيء يقيكم إلا إجراءات السلامة العامة وإن أثقلتم أجسادكم بكل الملابس.
كما يدعو الفنان بعمله هذا إلى التفاؤل مستمدا ذلك من اللون الأخضر وليونة الألواح، فضلا عن مبادرته في زراعة ألواح جديدة تصير شجرا فيما بعد.
يقول ياسين "هنا رسالة للاجئ الفلسطيني بأن مصيره هو العودة لأرضه مهما طال الزمن، فإن قطعوه من بلده فسيرجع لها ثانية".
بيسر يطوي الفنان الفلسطيني ألواح الصبَّار ويثنيها مرارا قبل قطعها ليتأكد تماما أنها تصلح لصنع كمامة مستغلا ليونتها بهذه الأوقات قبل أن تجف وتصبح صلبة، وبالتالي عصية على الثني.