الهجرة النبوية ... الدروس والعبر
جفرا نيوز - الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
شكلت الهجرة النبوية مفترقا للطرق بين الحق والباطل وبداية الطريق لتكوين الدولة الاسلامية المحمدية، بعد سنوات من الضعف والهوان واستباحة الدم والمال من قبل القرشيين، وبذلك رسم لنا الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه الطريق النير المستقيم، وأعطانا الدروس والعبر الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومن أهمها:
1.إن الليل ومهما اظلم لا بد ان ينتهي ببزوغ فجر جديد، والظلم ومهما طال فلا بد أن ينتهي هو وأهله، ولكل بداية نهاية، وأرض الله واسعة، ولا تقتصر بمكان محدد، فلنا في هجرة الصحابة الأولى الى الحبشة عظيم الدروس والعبر، فقد تظلم في مكان ما وتضيق عليك الدنيا بما رحبت، ولكنك اذا هجرت الى مكان آخر طلبا للرزق وهربا من الظلم، فإنك حتما ستجد مكانا ما، يوسع الله عليك فيه بالرزق والمال والعيال.
2.على الانسان أن لا يتمسك برقعة محددة من الارض ويندب حظه فيها، فأرض الله واسعة وما عليك إلا السعي والتخطيط والأخذ بالأسباب ومن ثم التوكل على الله.
3.الهجرة من مكة الى المدينة كلها محطات تستوجب التوقف عندها والتأمل فيها، ابتداء من ايجاد الحليف الجديد، ومن ثم اعداد العدة لهجر كل ما هو غالي على القلب من مكان ومال وأهل وعشيرة، والأخذ بالأسباب والتخطيط وتضليل العدو، ولكل صحابي قصة مع الهجرة، تعتمد على طبيعته وقوته وتخطيطه.
4. شكلت الهجرة النبوية مولدا للدولة الاسلامية والمبنية على التشريع الرباني، فلكل سواسية والجميع يبذل الغالي والنفيس من أجل قوة هذه الدولة ورفعتها، وتعتبر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار من الدروس العظيمة والتي حببت القلوب ببعضها وأزالت الحواجز، وعززت الأخوة والوحدة بين المجتمع المسلم الواحد بغض النظر عن المنابت والأصول.
5. التاريخ الاسلامي بدأ ببداية الهجرة، فأصبح لنا تقويما خاصا، اتخذه الخليفة العادل عمر بن الخطاب تقويما وبداية للدولة الاسلامية.
6. ببناية المسجد النبوي تكون أول مكان للعبادة والتعليم والحكم وتدريب للجيش ومنه انطلق النور الى أقصى بقاع الأرض، بقوة الرجال الذين صدقوا الله، فأيدهم بنصره ووسع عليهم وفتح على أيديهم أرض الشام وفارس ومصر وغيرهما، وبذلك انتشر وعم فجر الاسلام وسكن القلوب والعقول.