أمل الدباس "لميلودي" : الحكومة جسدت مقولة "الانسان أغلى ما نملك" في أزمة كورونا ، ولهجة "أم فؤاد" اختيرت بناءا على استفتاء من الجمهور وادعو طلبة التوجيهي "للفرح " بالتزام
جفرا نيوز – فرح سمحان
حلت الفنانة الأردنية أمل الدباس ضيفة على برنامج هذا المساء يوم أمس مع الزميلتين دعاء الشروف والاء المجالي عبر أثير اذاعة "ميلودي الأردن" في حلقة اعتبرت" بالاستثنائية والخاصة" بحضور فنانة قديرة وعريقة كأمل الدباس .
وتنوعت الأسئلة والمحاور التي قدمتها الزميلتين الشروف والمجالي لمحاورة الفنانة الدباس مابين فنية وجدلية واجتماعية وسياسية ، وكانت الاجابات مليئة بالمحتوى الذي ينم عن اتساع الأفق والثقافة الواسعة والاطلاع الكبير لدى أمل الدباس ، الفنانة التي تحمل من اسمها نصيب .
-أمل الدباس معروفة بشقاوتها منذ الصغر ، هل الشقاوة بالفن لها دور بمحبة الجمهور وزيادة النجاح ؟
في الحقيقة "شقاوة" الفنان التي تفرز ابداع تؤثر بالآخرين حسب شخصيته كل فنان والشقاوة التي تلقى الاستحسان دائما هي التي لا تؤذي الغير ، بمعنى آخر قد يكتسب الشخص صفات مثل الابداع والتميز بمجال ما وهذا ما قد يغفر له شقاوته وانا ما زلت شقيه الى الآن
-الفن لم يأتي بالصدفة عند أمل الدباس فمنذ الصغر انت محبة للفن ووالدك كان الداعم لك للخوض في هذا المجال كيف شكل ذلك الدعم فارقا في مسيرتك ؟
بالتأكيد ،الفضل يعود من بعد الله لوالدي في دعمي بمسيرتي ، فأذكر ان والدتي كانت تمتلك صوتا جميلا ووالدي كان لديه حسا كوميديا ، ولكن قديما كان من الصعب الخوض للاحتراف في مجال الفن تبعا للظروف الاجتماعية أو ماشابه ، فالفن كان حاضرا في جلساتنا المسائية في المنزل وكان يطلب مني الغناء وهنا كانت المفارقة اقبالي على الغناء أكثر من التمثيل ، والدعم الذي قدم لي منهما كبير جدا
وتابعت : والدتي كانت تقول لي دائما " زمان ما شفتك عالتلفزيون " والسبب أنه لم يكن هناك سوى التلفزيون الأردني ولم تكن المحطات كثيرة ، أما والدي فبالرغم من اننا مجتمع شرقي الا أنه كان داعما لي ، وبدايتي في منذ الصغر في عمر 12 عاما في كورال أطفال الاذاعة الأردنية شكل لي فارقا كبيرا في مسيرتي ، فكان مقبولا عند العائلة دخولي للفن لكوني طفلة ، لكن عندما كبرت تلقيت ملاحظات من العائلة بقولهم " ما في داعي تكمل " الا أن والداي كانا بالمرصاد لكل من يتدخل لايمانهم بموهبتي
-ماهو الفن بالنسبة لأمل الدباس ؟
الفن رسالة وهدف وغذاء الأرواح هذا ما كنت اسعى لايصاله من خلال مسيرتي ولم أقل يوما أنا بنت الدباس بل كنت أسعى لأن تقول العائلة هذه ابنتنا ، وقد دفعت ثمن ذلك من عمري في المحافظة على اسمي وعائلتي ورسالتي وهم المجتمع الذي احمله
-أسم أمل الدباس لم يكن عابرا فقد لقبتي بالعديد من الألقاب منها " سيدة الكوميديا الأردنية" و " ووردة الزمن الجميل" وحصلت على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه للتميز في المسرح السياسي ، كل ذلك كيف شكل دافعا وحافزا لديكي لمواجهة الصعوبات والتحديات التي مررتي بها ؟
أنا مؤمنة بمقولة (لكل مجتهد نصيب) ، والجهد الذي يبذله الانسان بإيمان دائما ما يحصد ثمار هذا الجهد ، خاصة اذا ما كانت النية سليمة والهدف سامي ، وحب الناس بالنسبة لي ثروة حتى وأن كان هناك أشخاص لايحبون أمل الدباس
-ماهي دلالة ورمزية مسرح "هشام ونبيل وأمل" ؟ وماهي معقيات المسرح في فترة العصر الذهبي له ؟
هذا المسرح ما يميزه أنه ابتعد عن الرمزية ، وقلد شخصيات معاصرة وعندما كنا نتحدث على خشبة هذا المسرح وننتقد فهذا كان من أجل مصلحة الوطن والنقد البناء من أجل التحسين ايضا ، وبعض الأمور تحكمها العلاقة مع بعض دول الجوار بهدف الحفاظ على سوية هذه العلاقات ، ولأن الفنان كذلك جزء لا يتجزأ من مجتمعه
وأضافت قائلة : الظرف الاقتصادي في فترة التسعينات أثر حينها على مدى اقبال الناس على المسرح اليومي بشكل عام ، لأن الشخص الذي يملك دخلا محدودا لن يقبل على دفع مبلغ لحضور المسرح في الوقت الذي يحتاج فيه المال للإنفاق على متطلبات الحياة الأساسية
ماذا عن دور نقابة الفنانين الأردنيين في الساحة الفنية ؟
في الحقيقة هناك الكثير من الجهات التي تعني بالشؤون الفنية مثل النقابة بالتأكيد وزارة الثقافة والتلفزيون الأردني ، هذه المؤسسات الوطنية التي من واجبها الاهتمام بالفن والفنانين الا انهم مقصرين بحقهم ، لأن العديد من المواهب الأردنية التي لم تتمكن من ايجاد فرصة لإبراز فنها ، كما يجب تسليط الضوء من خلال الفن على تاريخنا العريق والجميل وانتصاراتنا العديدة
وفي سياق متصل قالت : برأيي السبب يكمن وراء تقصير الجهات المعنية بحق الفن والفنانين أما في ضعف من يقود هذه الجهات من المعرفة والثقافة الفنية والالمام بها أو قد يكون لديه معرفة الا أن لديه خوف من فكرالفنان ، ويجب العلم بأن الفنان هو رافد لوطنه ولإعلاء صورته في المحافل الدولية
-الفنان على قدر نجاحه وتميز أعماله الا انه من الممكن أن يتعرض للانتقاد والتنمر وغيرها من الأمور ، وهناك انتقادات كثيرة تعرضت لها أمل الدباس في شخصية "أم فؤاد " بالمسلسل الرمضاني الذي حقق شعبية وحضور كبير بسبب اللهجة الذي اعتبرها البعض مبالغ فيها ، فما هي قصة اللهجة تحديدا "قبرت عزك" "ويكشيلها صفية" ، وهل كان متعمد أن تكون بهذه الصورة ؟
بالتأكيد الفنان معرض للانتقاد وما شابه ، لكن في لهجة أم فؤاد بمسلسل جلطة التؤامه بين ضفتي النهر الأردن وفلسطين ووحدة الدم والحال كانت منبع فكرة هذه اللهجة ، وهناك أجيال أصبحت نتاج هذا التزاوج بين الأردن وفلسطين ، وفكرة اختيارها لم تأتي بشكل عشوائي بل من خلال عمل استفتاء حول اللهجة الأقرب بعد أن قدمت 13 شخصية متنوعة اللهجات من شتى مناطق الأردن وفلسطين في مسلسل جلطة بجزأة الأول فكانت لهجة أم فؤاد في الجزء الثالث هي الأقرب من الجمهور والأكثرتأثيرا وفق اختيارهم ، فرسى بالتالي الاختيار على اللهجة الفلاحية الموجودة بالأساس في العديد من قرى فلسطين ،
وتابعت : وكانت التوليفة بوجودي كأردنية من أصول أردنية ووجود الفنان القدير زهير النوباني الأردني من أصول فلسطينية بهدف تحقيق الوحدة الوطنية الراسخة بين الضفتين الأردن وفلسطين ، ولم يخطر في بال اي شخص منا أن يسأل احد في نطاق اللهجة والمكان
-حصدتي أعجاب ومحبة كل الفئات من كبار وأطفال وشباب في مسلسل جلطة وحتى في غيره من الأعمال ما السر وراء ذلك ؟
في الحقيقة لو تحدثت عن الأطفال تحديدا ، فهذه الفئة من الصعب الدخول لقلوبهم مالم يشعروا بصدق الفنان وقربه من قلبهم ، وهذا سر توليفة مسلسل جلطة المتمثلة بصدق المشاعر ولكون الأدوار حقيقة في أدائها ، اضافة لإيماننا بفكرة ان ننسى من نكون ونعيش كل شخصية بصدق وواقعية حتى نكون قريبين من الناس وعلى طبيعتنا
-كان هناك توليفة جميلة بين كادر عمل مسلسل جلطة اضافة الى وجود جيل من الشباب الصاعد في الفن ، كيف حقق ذلك نجاحا للعمل ؟
حقيقة كنت أشعرأن الممثلين الشباب في جلطة هم ابنائي فعلا وليس فقط في نطاق العمل ، ونحن على تواصل واتصال دائم ومستمر ، حتى أن "جروب واتس اب " عيلة أبو فؤاد مازال موجودا حتى الآن وهم كشباب بمثابة ابناء لي وللفنان القدير زهير النوباني كانوا دائما يأخذون بنصيحتنا وكلامنا لأن العمل الناجح بالنهاية هو نجاح للجميع
-أمل الدباس اسم محفور ومخلد في الدراما الأردنية للآن وصدى أعمالك وفنك الشامل مازال حاضر ايضا ، لكن انتشار الفنان عربيا هل هو شرط بالنسبة لفنه وأسمه ومسيرته ، وهل يجب على الفنان أن يقدم فنه خارج بلده حتى ينتشرعلى نطاق أوسع ؟
للأسف بالأردن تحديدا يجب على الفنان أن يقدم فنه بالخارج حتى يحقق الانتشار والمسؤولية تعود بالتأكيد للقائمين على الجهات المسؤولة عن اظهار الفنانين وترويجهم عربيا ، وحتى تتحقق المنافسة عربيا يجب تحقيق الأجود من حيث الانتاج ، وانا احترم بهذا الشأن الأشقاء السوريين الذين جعلوا من الانتاج الفني وبيعه للمحطات رافدا ماديا للدولة
وتساءلت : " ليش ماعنا هيك " ولماذا تتسم أعمالنا "بالخجل" حتى تبقى فقط في نطاق الساحة الأردنية
-قدمتي الفن بكل أشكاله شاشة ومسرح وغناء و برامج تلفزيونية مثل ليلة أمل واذاعية مثل "كابسة عالدبابسة"، وشاركت ايضا كعضو لجنة تحكيم في برامج ومهرجانات منها برنامج "نجم الأردن" عام 2015 ، وعضو لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الدورة 34 عام 2018 ، لكن المشاركة بالأعمال الفنية السينمائية كانت قليلة بمسيرة أمل الدباس واقتصرت بفيلم واحد هو "طعم الطين" في عام 2019 ما السبب وراء ذلك ؟
في هذا النطاق أود ان اوجه تحية للشباب الأردني الذي قدم شيء من لا شيء خاصة في الأعمال الفنية السينمائية ، لأن صناعة الفلم الطويل مكلفة جدا بكل تفاصيله ، وبالتالي تم اللجوء لصناعة الأفلام القصيرة بمحتوى جيد ، وعلى المستوى الشخصي كان لي تجربة واحدة من خلال فلم "طعم الطين" عندما كنت رئيس اللجنة العليا في مهرجان المسرح الحر الدولي وهو من أهم المهرجانات ولكون الفلم ذو قيمة انسانية شاركت فيه
-ماذا حقق برنامج ليلة أمل من فكرته كبرنامج ؟
Standup comedyفي الحقيقة أحببت فكرة البرنامج لكونها جديدة ، خاصة في وجود فقرة بداية البرنامج وهذا يعتبر لون من ألوان العمل المسرحي الذي لم يكن لي تجربة سابقه فيه ، فكان بالنسبة لي تجربة جديدة وتحديت نفسي في ادائه
-ماذا عن الانتقاد القائل بأن نقاشك لقضايا مهمة بطريقة ساخرة من خلال برنامج "ليلة أمل" قلل من شأنها ؟
على العكس تماما ، مناقشة القضايا بطريقة كوميدية مخرج للتأثير ، وأنا أعتبر بأن الخطاب الثقافي والفني هو المؤثر على الأرض أكثر من الخطاب السياسي ، وأي مشكلة محلية سواء كانت سياسية أم اقتصادية أو حتى اجتماعية عند طرحها من خلال مشهد ستكون أقرب للوصول للناس من القائها بشكل جامد
-ماهو رأيك بأداء الحكومة خلال أزمة جائحة كورونا ، وما مدى التزامك بالإجراءات الوقائية ؟
ترفع لهم القبعات على أدائهم خلال هذا الجائحة وعلى رأسهم جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، لأنهم جسدوا مقولة "الأنسان أغلى ما نملك " ، اي أن حياة الأنسان الاردني هي الأهم بالرغم من الوضع الاقتصادي والموارد القليلة ، ونتمنى أن نخرج من المعضلة الاقتصادية التي نتجت عن اعطاء الأولوية لحمايتنا وحماية الوطن
واضافت :"على المستوى الشخصي التزمت بشكل كبير بالإجراءات الوقائية "
-ما مدى أهمية أن يكون الفنان فعال بمجتمعه ورأيه حاضر سواء بالفن أو المجتمع أو السياسة وبكل المجالات ؟ ، خاصة وانت تعتبرين من الفنانات اللواتي يملكن رصيد من الأعمال الخيرية والتفاعلية التي تركت بصمة وأثر ؟
لكوني سفيرة نوايا حسنة ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لمكافحة الفقر والجوع الذي اصبح يقضي على الكثير من الأفراد ، اعتبر أن العمل الخيري أو الانساني صعب أن يتجرد من الانسان، فما بالكم لو كان فنان ذو حس مرهف ، هذا يعني أن عمله سيصل بشكل مؤثر وكبير، وهذا اللقب هو تكليف قبل أن يكون مجرد لقب وهو يعطى للفنان حسب نشاطه وتأثيره بمجتمعه
-ماهي الألوان الغنائية القريبة من قلبك ؟
أنا أميل للغناء الشرقي والأغاني الطربية القديمة لأم كلثوم وعبدالوهاب وكل عمالقة الفن العربي ممن تركوا بصمة
-ماذا شعرت عندما كانت عمان مغلقة بسبب جائحة كورونا ؟
حزنت كثيرا وكان الوضع مؤلما ، الا اننا نراهن على وعي الشعب في الالتزام بالتباعد الاجتماعي واجراءات الوقاية ، ونقدر ونحترم الجهود التي بذلتها الأجهزة المعنية في حماية الوطن والمواطن خلال أزمة كورونا .
-لو عاد الزمن الى الوراء في أمل الدباس ماذا ستغير في حياتها ؟ وماهو مفهوم الأمل بالنسبة لأمل الدباس ؟
الأمل بالنسبة لي هو الثقة و الأمل في الله ، ولو عاد بي الزمن قد أغير بعض الأمور لكن في ما يتعلق بالمسلمات أو الأقدار فأنا راضية عن كل ما مر بحياتي ولم أندم على شيء
-كلمة من أمل الدباس لطلبة الثانوية العامة "التوجيهي" مع قرب اعلان النتائج ؟
التوجيهي بالتأكيد مرحلة مفصلية للانتقال الى مرحلة أخرى ، لكن لا يجب الوقوف عندها لتقرير المصير وهذا المفروض ، ويجب أن تتغير النظرة بالتمحور في تخصصات معينة بل يجب الاتجاه نحو التخصصات المطلوبة غير تخصص دكتور أو مهندس وتحديد الاختيار حسب ميول الشخص ، مثل تخصص الفنون الجميلة وغيره من التخصصات ، وامنياتي التوفيق لجميع الطلبة مع الالتزام بإجراءات التباعد والفرحة بدون تبعات سلبية من شأنها التأثير على الوضع الوبائي
وختمت حديثها قائلة : " كل جميل قادم وأجمل الأشياء هي التي لم نعيشها بعد "