طلبة التوجيهي ما بين رهبة النتائج و"شبح " كورونا والتربية وضعت الخطط والاستعدادات فهل ستبرهن نجاحها ؟
جفرا نيوز – فرح سمحان
*نظرة في واقع الحال
لم تستثني جائحة كورونا أحد من خيوط تأثيرها ، ولكن قطاع التعليم على وجه الخصوص اخذ حيزا كبيرا من هذا الأثر بشيء من القبول والرفض تارة وتقبل الأمر الواقع واستهجانه تارة أخرى ، فخيار التعلم عن بعد لطلبة الثانوية العامة المرحلة التي تشكل ذعرا للطلبة وذويهم حتى ما قبل جائجة كورونا لم يكن مقبولا في بداية الأمر لكن كما يقال " للضرورة أحكام " .
*ما الذي أفجع طالب الثانوية العامة "كورونا" أم "أخطاء" متراكمة في التعليم ؟
طالب الثانوية العامة كان يعتمد بشكل كبيرعلى المراكز التعليمية والدروس الخصوصية وأسئلة السنوات السابقة ، اضافة لنمط ونهج معين من الأسئلة وهذا ما كان سائدا بين الطلبة وذويهم وحتى عند المعلمين ، وأي طريقة خارج هذا الاطار كانت مرفوضة وغير مقبولة عند الطلبة ، لكن جائحة كورونا التي لم تكن بالحسبان فرضت على فئة الثانوية العامة من طلبة وأهالي ومعلمين منهجية وخطط جديدة البعض اعتبرها نقطة ضعف والبعض الآخر اعتبر انها فرصة للطالب ، لكن النتيجة هي البرهان لتثبت اين مواطن القوة والخلل .
وفي سياق متصل لو تساءلنا قليلا ما الذي استفاده طلبة "التوجيهي" من كورونا ؟ ، سنجد بأن توفير الوقت والجهد واستغلال كل الامكانيات المتاحة كان مكسبا لهم ، فالوقت الذي كان يهدره الطلبة اثناء ذهابهم للمدرسة والعودة منها ومن ثم الذهاب للمراكز التعليمية والتشتت هنا وهناك استطاع الكثير منهم ان يستغلوه لتوفير الوقت عليهم والدراسة عن بعد في المنزل من خلال المنصات والدروس التعليمية والمراجعات الالكترونية المتوفرة على شبكة الانترنت وغيره .
لكن من جانب آخرلا يمكن صرف النظرعن التحديات التي واجهها العديد من الطلبة وذويهم من حيث توفر البنية التحتية من أجهزة حاسوب وانترنت خاصة في الأماكن النائية ، ولا يمكن لوم الطلبة وذويهم على عدم المعرفة الكافية بتقنيات وأساليب التعلم عن بعد، اضافة للبيئة التي يعيش فيها الطالب هل بالفعل مشجعة لفكرة التعلم عن بعد ؟ كل هذه التساؤلات كانت حاضرة من قبل الكثيرين منذ بدء الجائحة وحتى الآن ، لكن اعلان النتائج يوم غد سيكون الفيصل في تحديد مدى نجاح التعلم عن بعد في زمن كورونا ، وهل كانت وزارة التربية والتعليم قادرة على تحمل زمام الأمور ووضعها في الجانب الصحيح ؟
"التربية والتعليم" نجحت في استمرارية التعليم لكن ماذا بعد ؟
منذ بدء جائحة كورونا كانت وزارة التربية والتعليم حاضرة في المشهد بكل مفاصله وجوانبه ، من حيث وضع الخطط التعليمية للطلبة في كل المراحل وبالتحديد طلبة الثانوية العامة ، فالبرامج والمنصات التعليمية وفرت للطلبة كل ما يحتاجونه لإتمام واستدامة تعلمهم ، لكن البعض اعتبر أن ما تم تقديمه لم يكن بالمستوى المطلوب الذي يلبي حاجة ورغبة كل طالب على حذا
"عدم توفر الأجهزة والانترنت ، ووجود لبس في بعض أسئلة الاختبارات التي عقدت الكترونيا وعدم كفاية الوقت " كانت أبرز الملاحظات التي تلقتها التربية من قبل طلبة الثانوية العامة وتعاملت مع بعضها بمرونة والبعض الآخر بشيء من المنطق حول امكانية توفير اجهزة حاسوب خاصة لكل طالب ، لكن قرار التربية بعقد الامتحانات وفي موعدها المحدد داخل القاعات بناءا على متطلبات الوضع الوبائي شكل تحديا فارقا في نجاح الامتحان على الرغم من وقوع بعض الأخطاء في الأسئلة وضبط مخالفات وملاحظات الا أن الامتحان سار بالشكل المطلوب والنتيجة هي الفيصل تبعا لنمط الأسئلة الموضوعية (ضع دائرة ) ومدى مراعاة الاسئلة للفروق الفردية بين الطلبة ، وتهيئة الجو العام لديهم .
*أجواء الفرحة ستكون مختلفة والسبب كورونا فماذا عن الالتزام ؟
قامت الأجهزة المعنية مؤخرا باتخاذ عدد من الاجراءات لضبط مجريات اعلان نتائج الثانوية العامة للحفاظ على التباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط في ظل ازدياد عدد الحالات المصابة بكورونا ، فلم تكتمل طقوس الفرح التي كانت تعم شوارع المملكة هذه المرة بسبب "شبح" كورونا الذي مازال يطارد الجميع ، فهل فرحة النجاح ستجعل البعض ينسى وجود كورونا والعقوبة أم أن الخوف على الصحة والسلامة العامة وانتشار الوعي سيكون سيد الموقف غدا ؟!