أُسُ الداء
جفرا نيوز- كتب: د. داود المناصير كثيرٌ من دفعَ بنفسهِ إلى صفحاتِ التواصل الاجتماعي ليُعلنَ عن ترشحه للانتخابات النيابية القادمة رغبة منهم بحجز مقعد أو دور قبل أن يترشح غيره، وكأن الذي يُعلن أولاً هو صاحب الحق بالترشح دون اعتماد برنامج أو حتى فكرة أو تبني قضية يريد الدفاع عنها أو دعمها أو حتى تسليط الضوء على خدمة أو قضية. كل ذلك يأتي في خضم أنانيات فردية ووسوسات ليليلة طامعة في تحقيق مكاسب شخصية ليس أكثر، مع يقيني أن أمنياتهم تكاد أن تكون مستحيلة وهي مجرد أحلام يقضة، لأسباب أعرفها تماماً بحكم التجربة الطويلة كمراقب للانتخابات منذ عام ١٩٨٩. وأقول لو أن بعضهم أو جلَّهم اعتمد تحكيم النظر والبصيرة في قراره لخجل من وسوساته وأحلامه الوردية. إن الشارع الأردني يعرف تماماً أن النواب المحترمين (إلا من رحم ربي) في المجالس السابقة ضلوا عن الحق وتاهوا في بيداء الوهم والغلط لولعهم بالمغانم والمكاسب فكان ضياع حقوق الناس وأملهم بتحسين الحال، فزاد الحال سوءاً واتسعت دائرة الجوع والفقر والمحسوبية والفساد بمساهمة أو بغض الطرف منهم لحسبةٍ في دواخلهم، فكانت ارتدادات قناعة الناس إلى صفر ثقة في أن يكون اللاحق أفضل من السابق، لأن السابقين حادوا عن الصدق والشجاعة. أقول للراغبين بالترشيح، إن أحوال الأردنيين وعاداتهم وقناعاتهم وسلوكهم لا تدوم على وتيرة واحدة ونهج مستقر، فمن كان يؤمن بالقبيلة والمناطقية والجهوية أصبح يلعنها لأنها أُسُ الداء (في الانتخابات السابقة واللاحقة)