حزب الكنبة!
جفرا نيوز- كتب د.عامر بني عامر
دون أن نسلب الحق في الرأي والتعبير ولكن! لدينا الكثير من النماذج التي تفّتي في كل شيء وتقدم حلولاً لكل المشكلات، تلوم جميع المسؤولين وتدّعي معرفة الطريق السليم والمعرفة بالتحديات وبنفس الوقت، لا ترغب هذه النماذج مغادرة مقاعدها وبيوتها للمشاركة بأي فعل قد يحدث فرقاً أو إحداث تغيير إيجابي، نعم هذا هو حزب الكنبة!
وهنا نرمز إلى مجموعات المواطنين الذين لا يشاركون في الانتخابات والحياة العامة والنشاطات السياسية ولا حتى النشاطات الاقتصادية، بالمقابل يملكون القدرة على لوم الاخرين ويستنكرون نتائج الأفعال مهما كانت ويطالبون بنتائج أفضل.
هم نفسهم من ينتقدون نتائج الانتخابات ويقللون من قيمة مخرجات الصندوق الذي لم يشاركوا فيه بالأصل وقدرات النواب الجدد، ويسوقون مبررات عدم مشاركتهم وهي المبررات ذاتها التي يسوقونها منذ عقود، ويمارسون نفس الطقوس ويستخدمون أدوات النقد ذاتها، إزاء مشاركة الآخرين في اعتصام أو نشاط سياسي حزبي أو اجتماعي مؤثر، مقدمين آلاف النصائح دون أن يبذلوا جهداً لمغادرة بيوتهم!
تواجه المملكة، تداخلات وتعقيدات تصلان إلى حد الاستعصاء، في كافة الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذه المرحلة، حيث لا نملك رفاهية زمنية ولا مساحة واسعة للاجتهاد، حيث بدت نتائج كثير من السياسات يظهر سوء مخرجاتها، وعلينا كأردنيين واجب وطني حقيقي يتمثل بـ بذل جهداً وفعلاً حقيقيين لمغادرة حزب الكنبة وحزب اللامبالاة وحزب السكون وحزب اللوم إلى حزب "الفعل والتأثير".
سيبقى أداء البرلمان متواضعاً وضعيفاً وهشاً، ما لم نشارك في صندوق الانتخاب والتصويت بكثافة لصالح مرشحات ومرشحين نعتقد بصلاحهم وقدرتهم على التغيير ومواجهة الملفات المطروحة، وإلا سنبقى في المربع الأول، حيث مزيداً من قوانين الضرائب ورفع الأسعار وفساد النواب وفساد الحكومة وفساد الغذاء والبطالة والفقر!
حزب الكنبة! مشكلة مستعصية في المنطقة العربية بشكل عام وليس في الأردن فقط وهو نتاج كثير من سياسات القمع وانعدام التنظيم والحزب الواحد وغياب الممارسات الديمقراطية لفترات طويلة، ما أوجد طبقة شعبية تكلست أفكارها وطريقة تعاملها مع كل ما هو مرتبط بالمشاركة.
لا نملك في الأردن البقاء في حواضن هذه الطبقة المتكلسة ويجب علينا كسر وطحن هذا الكلس وإذابته من خلال صناديق الاقتراع لأنها الطريقة الأمثل والأقصر والأسلم، لأحداث التغيير وعلينا أن نستحضر مخرجات انتخابات سابقة جرى فيها شراء الاصوات او التصويت بناء على القربى والمجاملة، ما أنتج واقعاً اقتصاديًا وسياسياً واجتماعيا غاية في السوء والتردي، ولكنه يمكن أن نعيد انتاج الواقع الذي نريد من خلال مغادرتنا من حزب الكنبة إلى حزب "الفعل والتأثير والمشاركة".