السفير الأمريكي الجديد (وستر) قادم لعمّان بعد مغادرة ويلز من (39) شهر بصلاحيات واسعة واستقلالية بالقرار ..وحرائق الإقليم تزداد اشتعالاً

جفرا نيوز - عصام مبيضين
من المتوقع؛ أن يصل بداية شهر أيلول القادم إلى العاصمة عمّان؛ السفيرالأمريكي (هنري ووستر)، إذ يفترض أن يتسلم مهام عمله ميدانيًا، حيث تمّ إنجاز معاملات التصديق على القرار، وذلك بعد أن وافق مجلس الشيوخ والكونغرس رسميًّا؛ بُعيد جلسات استماع مطوّلة على تعيينه بصلاحيات واسعة، ووفق التحليلات، والتي تؤكد أنه ولأوّل مرّة منذ سنوات؛ سيعمل السفير مستقلًا في الأردن، وبصلاحيات واسعة لاتخاذ القرارات بمعزل عن سفارات واشنطن في الدول المجاورة.
  السفيرالجديد (هنري ووستر) قادم إلى العاصمة عمّان حسب التقارير؛ بصلاحيات واسعة، مع وجود توجهات سياسية واضحة لديه حول كيفية التعامل مع قضايا الإقليم الملتهب، والتي تتقاطع أحيانًا مع تناقضات صارخة، وتتلاقى مرّات أخرى على حائط تفاهمات الحد الأدنى، وكذلك هنالك أكثر من ملف وقضية ساخنة في المحيط.
  في نفس الوقت؛ لن تغيب الملفات الاقتصادية المحلية، والتفاهمات مع صندوق النقد الدولي، والدعم الأمريكي المالي السنوي للأردن، وقضايا أخرى منها: تداعيات صفقة القرن والرؤية السياسية الأردنية، والتي تتضمّن مخاوف حقيقية، وهواجس واضحة ومحاذير من ضم الأغوار من الجانب الإسرائيلي وغيرها من القضايا عن أجندة السفير القادم.
  وتتوقع مصادر خلال حديث خاص لـ"لجفرا"؛ أن السفير الأمريكي (ووستر) والذي سبق أن خدم في المنطقة قادم إلى عمان في خضم تداعيات صفقة القرن، وضرورة وجود خطوط ساخنة مع الإدارة في واشنطن؛ من أجل الوصول إلى تفاهمات معينة، وقد عُيّن سفيرًا فوق العادة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو مقرّب من الإدارة الأمريكية.
في الآونة ذاتها؛ تسري تسريبات بأن هنري عُيّن سفيرًا، وهو مقرب من الحزب الجمهوري الحاكم، وكذلك على مقياس طاقم الرئيس ترامب، ومع صفقة القرن، وخطة السير في إطار خارطتها وأجندتها، وهي بالتأكيد تتصادم مع أجندة عربية وأردنية محددة تجاه رفض صفقة القرن ، وبالتالي فإن الثوابت موضوع إنشاء دولة فلسطينية لا خيار فيه وعاصمتها القدس وحفظ حق اللاجئين.
ولهذا تتعامل عمان بحساسية تجاه أي تغييرات في وضع القدس، ولا سيما بعد قرار إدارة ترامب الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل منذ عام، وإعلان صفقة القرن لأن مهما بلغت الضغوط؛ لن يتغير الموقف الأردني.
لكنّ المعادلة تبدو حساسةً جدًا، وذلك لأن الفلسطينيين يقاطعون الإدارة الأمريكية منذ أن اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، والمنطقة في زلزال عاصف بعد إعلان صفقة القرن، وهنا لا يستطيع أحد أن ينكر وجود خلاف بين الأردن والإدارة الأمريكية حول صفقة القرن والقضية الفلسطينية، وأن المملكة لديها أولوية إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا خلاف جوهري وكبير بين الطرفين.
على العموم؛ تطرح الأسئلة ما إذا كان هنالك ما هو مخفي وراء الأكمة في المنطقة، وإذ ما كان هذا المخفي يتغلغل تحت ستار الهدوء الظاهر، والذي تبرز تفاصيل نافرة يمكن أن تطيح في هذا الضباب السائد، خاصةً، وأنه ليس هناك معلومات كافية وافية عمّا حصل ويحصل وما سيحصل.
وهنا التقديرات تتفاوت؛ حيث يؤكد البعض أن العلاقات الامريكية ـ الأردنية في أحسن مستوياتها، وأن اختلاف الرؤية حول مجمل القضايا في المنطقة، والاجتهادات المتضاربة، واحتلال الأولويات، ونهج التعامل مع ازمات المنطقة لا يفسد للود قضية ،خصوصًا، أن أولويات الأردن الآن مختلفة كثيرًا، وتتركز محاورها حول مواجهة الأزمة الاقتصادية، والقضية الفلسطينية، والانتهاكات في المسجد الأقصى.
جدير بالإشارة؛ أنّ السفيرة (الیس ویلز) غادرت العاصمة عماّن، قبل حوالي ( 39) شهرًا تحديدا في شهر اذار عام 2017، وكانت آخر سفیرة أمیركیة في الأردن حتى هذه اللحظة.