الاردنيون وثقافة الشاورما
جفرا نيوز - نصر شفيق بطاينه
منذ اواخر التسعينات وما بعد عام الفين بدأت تدخل علينا اطعمة ووجبات متداولة في دول الغرب وامريكا تحديدا بما يسمى ( الفاست فود ) وبما اننا مهووسون في ان كل فرنجي برنجي وجاهزون للتقليد الاعمى حتى وكما قيل ( لو دخلوا جحر ضب لدخلناه ) على اعتبار ان هذا التقليد نوع من التقدم والحضارة والرقي ومواكبة العصر في طريقة الاكل اما الاختراعات العلمية فليس لنا فيها نصيب حسب قول احدهم ولسنا مكلفين بها ولذلك علينا ان نأخذ كل ما يقدم لنا من اختراعات حتى في وجبات الطعام
نبذه عن الشعب الاميركي في عادات الاكل فهو ليس لدية وجبات او اكلات كثيرة مشهورة متداولة لديهم باستثناء وجبة الديك الرومي المتداولة والمشهورة في اعياد الميلاد , فهم يعتمدون على اكل المطاعم اولا بسبب رخصها قياسا على دخلهم وثانيا كسلا عن الطبخ وثالثا اغلب الاسر موظفين ولا وقت لديهم للطبخ وهناك الكثير من المشردين (هوم لس) , وجبات (الفاستفود وهي تسمى الجنك فود) اي الاكل الهربش او ما تيسر هو اكل الغلابا والفقراء والزنوج والطفرانين وهي رخيصة في متناول يد الجميع من اغنياء وفقراء ولا يتفاخروا في اكلها فهي اشبه بسندويشة الفلافل او اكلة الحمص والفول في المطاعم الشعبية ايام اللولو قبل ان ترتقي بعد ارتفاع سعرها الى الطبقة المتوسطة , عندنا هذه الوجبات ( الفاست فود او الجنك فو) اسعارها عالية وهي ( برستيج ) وهي حلم الاطفال والشباب واحيانا كثيرا من العائلات تراهم يتفاخرون بأنهم أكلوا وجبة (همبرجر) او دجاج (كنتاكي) او غيره وهي الامل الذي نحيا به وعمره ما يرخص يوم
وجبة الشاورما ايضا دخلت حديثا على مجتمعنا وغزت كل البيوت واصبحت حلم الجميع باستثناء الذين بدون اسنان في ان يتناولون وجبة شاورما واصبحت هوس كما هوس التصوير الذي تحدثنا عنه في مقال سابق , واصبح الاطفال في البيوت يزعلون او يدعون الزعل او عدم محبتهم لبعض وجبات الطعام البيتية طمعا في ارضائهم بوجبة شاورما لينام مستريح البال قرير العين وكأنما حيزت له الدنيا , هذه المأكولات التي في المطاعم معرضة لكثير من اسباب التلف والذي يؤدي الى افسادها وتسمم المواطنين مثل القلي في الزيت عدة مرات , ابقاء الطعام مكشوفا او يبقى خارج الثلاجة لليوم التالي او انتهاء صلاحية بعض المكونات أو اطفاء بعض المطاعم او المتاجر للثلاجات والبرادات نتيجة ارتفاع فاتورة الكهرباء خاصة اثناء الليل
وكما اشار الكاتب ماهر ابو طير في احد مقالاته منذ مدة قريبة وهي حقيقة ومشهودة , وبرغم حالات التسمم التي حصلت للمواطنين بعد تناولهم وجبات الشاورما من المطاعم مرات عديدة وسنوات سابقة الا ان وجبة الشاورما بقيت متصدرة قائمة الطعام لدى الاطفال والشباب وخصوصا الاناث ولم يفت في عضدهم ذلك وهذا دليل الوفاء والمحبة للوجبة , وان نسيت لا انسى المايونيز العزيز الذي لا تتم وجبة الشاورما بدونه وايضا لا انسى الكاتشب الغالي الذي لا تؤكل البطاطا المقلية بدونه
وبالرغم من ما حصل في مطاعم عين الباشا الا انه لم يؤثر قيد انملة على الاقبال على وجبات الشاورما في باقي المناطق, ان 90% من عيديات الاطفال تذهب الى مطاعم الشاورما في الاعياد وهي منتهى المنى كما اسلفت وتراهم زرافات ووحدانا يغزون مطاعم الشاورما بشكل انتحاري ولسان حالهم يردد شعار .. الموت ولا الملوخية .. الموت ولا الملوخية ... .
ان هذه الوجبات وغيرها من الشيبس والشكولاتة الرخيصة والبسكويتات والعصائر هي التي ستسبب الامراض لأنها بدون قيمة غذائية وسيصبح معدل الاعمار ما بين الخمسين والستين بدلا من الستين والسبعين حسب مشايخنا الكرام , حمانا الله والاردنيين من وجبات الشاورما الفاسدة والمقالي وكرهنا فيها وحبب الينا المجدرة والقلاية والزيت والزعتر....
واليكم هذه الطرفة , في بداية انتشار مطاعم الشاورما صادف ان كان مجموعة من الشباب في احدى القرى في جلسة ويتداولون كيف انهم اكلوا سندويشة شاورما وتحدثوا عن محاسنها ومذاقها الطيب ومن جميل الصدف انه كان بالقرب منهم احد الرجال كبير السن وكان يسمع لكلامهم الامر الذي اثار شهيته لها ورغبته في تجربتها واكلها فسألهم اين توجد هذه الشاورما وما ثمنها فأجابوه وابلغوه ان ثمن السندويشة هي ربع دينار وهذا سعرها بداية تداولها , ايام قليلة وذهب الرجل الى المدينة وبعد ان انهى واجباته واعماله سأل عن مطعم الشاورما فدلوه عليه وذهب مسرعا اليه وسأل البائع عن وجود مكان وجود الشاورما فأ شار البائع الى سيخ الشاورما المعلق فقال الرجل هاي ربع دينار ( وقد كان ربع الدينار في ذلك الوقت له قيمته في السوق ) ولف لي لفة شاورما فأخذ البائع كالعادة في حفحفة الدجاج وقصقصته وهو يلف السيخ حيث اللهب الامر الذي ازعج الرجل واستطول الوقت فصاح بالبائع ويحك ربع دينار وبتحفحف فيه كمان ما تلفه وتخلصنا بدنا نروح ........