لمصلحة مَنْ يعمل هؤلاء؟

جفرا نيوز -  جهاد أحمد مساعده
يخرج علينا أحد الجهابذة ليصرح أن الحكومة ليست من الدولة، ولا أدري من أين أتى بهذا العلم, وينبغي الإشارة هنا أن مفهوم الدولة أكثر اتساعا من الحكومة، وهي كيان شامل والحكومة ليست إلا جزءا من الدولة. أي أن الحكومة هي الوسيلة أو الآلية التي تؤدي من خلالها الدولة سلطتها وهي تعتبر عقل الدولة.
فلا يجوز التلبيس على الناس بتصريحات ونزوات غير مسؤولة بأن الحكومة ليست من الدولة، وكأن أعضاء الحكومة ليسوا بمواطنين أردنيين، ولا هم أحد مكوناتها.
ولا أدري هل أن قدَرنا كأردنيين أن نكون ضحايا لحماقات بعض الجاهلين الساعين لتصدر المشهد، فننام ونصحو على اسطوانات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع.
هل نترك مستقبل وطننا للعابثين بأمنه والسير به نحو المجهول؟.
أنترك مستقبل وطننا لجاهلين يتصدرون الحشود، ويسعون للظهور ويهتفون بعبارات ظاهرها حق، وباطنها باطل، أو لأفاعٍ صوت فحيحها القبيح يأتي من خارج الوطن.
في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن، وسعي الحكومة لتجاوز هذه الأزمة، نجد هناك من يشحن الأجواء من خلال التأجيج والتحشيد، ليشتت جهود الحكومة عن القيام بدورها ومهامها.
لمصلحة مَنْ تأجيج المعلمين، ودعوتهم للخروج في المظاهرات؟
هل هذا هو لمصلحة الوطن؟ أم لمصلحة المعلم؟ أم لمصلحة أبناءنا؟ أم مكافأة للأجهزة الدولة التي بذلت جهدًا كبيرًا في مواجهة جائحة كورونا؟.
نشاهد أن المعارك التي تتصدر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، ويدور في رحاها تبادل الاتهامات، والدعوات الهدامة لضرب السلم والأمن المجتمعي، نتيجتها سيضيع الوطن ويدفع المواطنُ الثمنَ.
فَمنْ يسعى إلى تحشيد المعلمين وغيرهم للتظاهر هو من يلهث لأجل حرق الوطنَ خدمةً لمصالحه المشبوهة، وبالتالي فإن المواطن هو أول من سيدفع ثمن هذه التصرفات الرعناء، فمقصده سيئ، ومآربه دنيء، هو العدو فاحذره!
فإن ما قامت به تلك الزمرة من أفعال غير مسبوقة يُعد مؤشرًا خطيرًا، وكأننا نعيش في زمن الانفلات والفوضى، فأضحى الحديث معهم أشبه بمصارعة الثيران منه بالحوار، أو بحوار الخرسان مع الطرشان، فلا يأتي منهما خيرٌ.
إن هذا الوطن عصي على من يسعى للعبث به، وأن المواطن الواعي قد سئم من تلك التصرفات التي يقوم بها البعض، وإن كان صبر الدولة طويل عليكم فإن صبر الشعب لن يطول.
يقول الله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
حمى الله الوطن قيادة وشعبًا من شر الطواغيت وأصحاب الفتن.