هل الكوليسترول متهم أم بريء؟
جفرا نيوز- لا يزال الكثير من الناس حتى وقتنا الحالي يعتبرون الكوليسترول المتهم والمتسبب الرئيس في أمراض القلب والشرايين.
ما سبب هذا الاتهام؟
جاء هذا الاتهام لتواجده الدائم وزيادته مع أمراض القلب والشرايين، لذلك هو المتهم الرئيس في الإصابة بها.
أما للاستدلال على براءته من هذه التُّهم، يوضح أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف أنه عندما تتعرض الشرايين للأذى بفعل الشوارد الحرة كجزيئات البيروكسيد أو السوبرأوكسيد الناتجة من المواد المؤكسدة التي تنتج أثناء قلي الطعام، أو بفعل المواد الكيميائية والأسمدة والمبيدات والأدوية والألوان الصناعية التي تنتشر في الطعام الذي نتناوله هذه الأيام، إلى جانب الملوثات الموجودة في الماء الذي نشربه، والهواء الذي نتنفسه.
وفي الوقت نفسه، يكون الجسم غير قادرا على التغلب على هذا الكمّ من السموم والملوثات لضعف كفاءة أجهزة الجسم، أو سوء التغذية، أو قلة مضادات الأكسدة في الغذاء الذي يتم تناوله، فإن النتيجة تكون حدوث التهابات شديدة بالشرايين.
ولكي يحافظ الجسم على الشرايين من التمزق، ولكي لا يحدث نزيف داخلي قد يؤدي إلى الوفاة، فإن الجسم يقوم بإنتاج كميات كبيرة من الكوليسترول من النوع (LDL) والتي تقوم بإصلاح الشرايين، وإعادة بنائها، وفق الشريف.
وعند تكرار الالتهابات بسبب تكرار التعرض للكيماويات والشوارد الحرة، فإن جزيئات الكوليسترول تتراكم كجزء من الضمادة التي تحمي الشرايين من الالتهاب والتمزق وتحمي الجسم من النزيف الداخلي؛ لذلك هي جاءت بغرض الإصلاح وتراكمها في جدران الأوعية الدموية ومن ثم حمايتها.
كيفية منع الكوليسترول من التكوّن
من الممكن منع الكوليسترول من التكون في الجسم بكميات كبيرة ومن التراكم بجدار الشرايين من خلال منع حدوث الالتهاب فيها منذ البداية عن طريق تجنب المواد الكيماوية والملوثات في الطعام والشراب قدر الإمكان، إلى جانب تناول الغذاء الصحي الذي يحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة والفيتامينات والأملاح المعدنية والتي تزيد من كفاءة الجسم في التخلص من الكيماويات الضارة والملوثات.
وعندئذٍ لن يحدث أي التهاب في الشرايين ولن يقوم الجسم بإنتاج كميات كبيرة من الكوليسترول ولن يتراكم في جدران الشرايين.
أهم النصائح
لهذا كله، ينصح الشريف، بتجنب الأغذية المحفوظة والمعالجة كيميائياً، وكذلك المعالجة وراثياً، والعودة إلى الطعام الطازج.
كما ينصح أخيراً بأهمية إكثار الجميع من الخضراوات لما تحتويه من قدر كبير من الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة، مع عدم إغفال الفاكهة، والحرص على غسلها جيداً، وتجنب المعالج كيميائياً ووراثياً منها.
وبهذه الطريقة نكون قد منعنا المسبب الحقيقي لأمراض القلب والشرايين، أي المقصود من وراء المواد الكيميائية والملوثات والتي تتسبب في التهاب جدران الشرايين، وبذلك لن يحتاج الجسم إلى إنتاج كميات كبيرة من الكوليسترول ويظل مستوى الكوليسترول في الدم طبيعيا وبدون تناول الأدوية التي تخفض مستوى الكوليسترول في الدم.