كيف يؤثر حامض المعدة على أمراض المناعة الذاتية؟

جفرا نيوز- قد يتعجب كثيرون من العلاقة بين حامض المعدة وأمراض المناعة الذاتية، ولكن ما لا يعرفه هؤلاء أن حامض المعدة له الكثير من الفوائد لجسم الإنسان، إذ يُعدّ حائط الصد الأول ضد الميكروبات التي قد تتواجد في الطعام.
كما له دور أساسي في هضم البروتينات الموجودة في الطعام، وهذه البروتينات هي من أخطر الأشياء ضررا على الجهاز الهضمي ومناعة الجسم والصحة العامة إذا لم يتم هضمها جيدا.
وعن هذا الموضوع، يبيّن أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف بأن البروتينات التي لا يتم هضمها بسبب ضعف الحامض المعدي بعضها قد يدمر الجهاز الهضمي ويسبب حدوث تسريب في الأمعاء فتنتقل بعض هذه البروتينات غير المهضومة إلى الدورة الدموية وتلتصق ببعض الأعضاء التي لها قابلية لهذا النوع من البروتينات، ما يتسبب في هجمة شرسة من الجهاز المناعي على هذا العضو متسببا في حدوث بعض الأمراض المناعية.
إلى جانب ذلك، فإن البروتينات التي لم تهضم بسبب ضعف الحامض المعدي تمثل غذاء شهيا للبكتيريا الضارة في الأمعاء فتقوم بعملية التعفن في الأمعاء، وتنتج مواد سامة تدمر الجهاز الهضمي، كما قد تمر إلى مجرى الدم.
النتيجة
أما النتيجة فهي بحسب الشريف، قد تسبب تدميرا في الأوعية الدموية أو قد تتسبب في بعض أمراض القلب والشرايين أو قد تدمر عضوا من أعضاء الجسم متسببة بمرض من الأمراض خصوصا مع تكرار تناول كميات كبيرة من البروتين دون علاج لمشكلة ضعف الحامض المعدي؛ فتتراكم هذه السموم وتزيد احتمالية المرض خصوصا إذا كانت كفاءة الجسم في التخلص من هذه السموم ضعيفة بسبب ضعف أعضاء الجسم وخصوصا الكبد.
أو من جهة أخرى، بسبب سوء التغذية وعدم تناول القدر الكافي من مضادات الأكسدة والفيتامينات والأملاح المعدنية أو الأغذية الغنية بها كالخضراوات والفاكهة.
ومما سبق، يتضح مدى أهمية حامض المعدة وعلاقته بالكثير من الأمراض المناعية والأمراض المزمنة.
نصائح
أول ما ينصح به الأخصائي الشريف، المحافظة على حامض المعدة في أحسن حالاته عن طريق عدم الإكثار من شرب الماء أثناء تناول الطعام؛ لأن ذلك يتسبب في تخفيف الحامض المعدي فيصعب على الجسم هضم البروتينات التي في الطعام.
كما ينصح بعدم الإكثار من تناول العصائر أو المشروبات الغازية أثناء أو بعد الطعام مباشرة للسبب نفسه أيضا.
ومن نصائحه الأخرى، الحذر من تناول الفاكهة بعد الوجبة مباشرة، لكونها تضعف حامض المعدة وتقلل من قدرة الجسم على هضم البروتين. لذلك يُفضل دائما أن يكون تناول الفاكهة بعد ساعتين على الأقل من الوجبة الأساسية لتجنب هذه المشكلة.
وأخيرا، يجب تجنب الإسراف في تناول مضادات الحموضة وبالأخص أن الكثير من شكاوى الحموضة والحرقان يكون سببها الارتجاع، وليس الحموضة الزائدة كما نعتقد؛ إذ إنها تحتاج إلى علاجات أخرى غير مضادات الحموضة التي تضعف الحامض المعدي وتتسبب في عدم قدرة الجسم على هضم البروتينات فتسبب الأمراض سابقة الذكر.