سنة ابو علي لا طبخ ولا قلي


جفرانيوز – محمد سعادة
في ظل الاجواء والظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها المواطن الاردني وفي ظل الفضاءات الملبدة بالغيوم الداكنة التي لا تمطر والتي عكست بظلالها السوداء والكئيبة على هذا الوطن يتمخض عن الكثير من المواطنين بعض الشعارات التي تنقل الصورة مصغرة عن الواقع المرير وتختصر كل ما يجول في صدورهم بكلمات قليلة وقوافي،حتى باتت الامور اقرب لتقليد شعبي اردني منذ منتصف القرن المنصرم ففي عهد سمير الرفاعي الجد اطلق الاردنيين شعار "سنة سمير لا قمح ولا شعير" وتكرر هذا الشعار في عهد سمير الحفيد كما اطلق الاردنيين شعار "سنة نادر لا حصيدة ولا بيادر" في عهد رئيس الحكومة السابق نادر الذهبي، اما حكومة علي ابو الراغب فقالوا فيها "سنة ابو الراغب لا لبن ولا رايب"،وحكومة عدنان بدران ايضا اطلق شعار "سنة عدنان بدران لا كيل ولا ميزان" اما في عهد المرحوم ابو شاكر الامير زيد بن شاكر رحمه الله وادخله فسيح جنانه اُطلق شعار "سنة ابو شاكر القمح والرز وافر " اما في عهد عون الخصاونة ابو علي فقد تتردد شعارات جديدة خاصة ان المرحل لم تختلف عن سابقاتها ولم يشهد الشارع اي تغيير ،حيث يتردد شعار جديد ومن المتوقع ان يتم اطلاقه خلال المسيرات القادمة والاعتصامات والمطالبات الشعبية وهو شعار "سنة ابو علي لا طبخ ولا قلي".

فتلك شعارات تصدر عن مواطنين باتوا بين مد وجزر لا يسقي زرعا ولا يروي ارضا فهؤلاء شبعوا وعود مخادعة كالسراب ،ومن اصلاحات لا توحي بالخير ومن حكومات لا تعرف لغة سوى المماطلة والتسويف، وهذا مؤشر على اوجه الشبه بين اليوم والامس تحت وطأة جمر يدوس عليه المواطن طمعا في لقمة الخبز يغيث بها ابناءه اذا ليس غريبا ان نعود بذاكرتنا الى الحكومات المتلاحقة والتي لم تقدم شيئا للبلاد، والى زمن الاحوال الصعبة والظروف السقيمة التي تتجسد امام اعيننا اليوم في واقع مرير لم يشهد الشعب الاردني.

فلعل في هذه الشعارات التي نرفعها والتي تعبر عن واقع الحكومات المتلاحقة ما يواسي جرحنا ويمسح دموع اطفالنا ويشفي الآمنا.