هل العرب مستهدفون فعلاً ؟ ( 2 )
جفرا نيوز - م.سليمان عبيدات
تتعرض المنطقة العربية الى مخاطر وتهديدات هي محصّلة تضارب وتصادم مفاهيم الوطنية والقومية والدين، فتنافست على قيادة العالم العربي تيارات مختلفة ادعت انها الأقدر على قيادته والحفاظ على وحدتها فكان :
* التيار القومي العربي الذي نادى بالوحدة كحل اساس للتخلص من التشرذم والضعف العربي واستثمار خيراته بما يخدم الامة، الا ان بعض الدول شعرت بتهديد هذا التيار لأنظمتها الوطنية وخصوصيتها القطرية .
ونتيجة لهذه الارهاصات والمواجهات، بات الطموح لدى ناشطي العصر من اصحاب هذا الفكر، ان تكون الوحدة على نموذج الاتحاد الاوروبي، وحدة اقتصادية بين كافة الدول.
* التيار الديني الذي تبنى الدين في نهجه ونظم نفسه بمساعدة ودعم رسمي من قبل أنظمة شعرت ان النهج القومي يهدد كياناتها القطرية، لذلك ظن التيار الديني على انه الاقدر على تسويق نفسه شعبياً، والاقدر على اعادة امجاد الماضي ومقاومة دول الاستعمار الطامع بخيرات ومقدرات العالم العربي والاسلامي. الا ان هذه الانظمة فشلت في الحفاظ على احتواء هذا التيار.
نتيجة ذلك دخلت القوى المهيمنة العالمية واستطاعت بث بذور الفرقة والفتنة، فانقسم على اساس طائفي الى تيارين :
- تيار يدعوا الى التشيع بعد عودة الامام الخميني فوجد ضالته في النظام الايراني كقدوة وملاذ يُلجأ له ويشد عضده، واستطاع ان يفرض نفوذه ويتوسع في بعض الدول، واصبح الاقرب للخط الايراني كحليف، وتيار للممانعة.
- اما السنة فوجدوا انفسهم مُنقسمين على انفسهم، فمنهم من توجه الى النموذج التركي بعد تولي حزب التنمية والعدالة برئاسة اوردوغان، وقد حقق ما حقق من انجازات كبيرة لبلاده، ووجدوا فيه حليفا قويا ومُدافعا عن الأمة.
هذا الوضع خلق صداما بين التيارين السني والشيعي يتصارع على الأرض العربية، مما ادى الى اضعاف دول المنطقة والأقليم، وفسح المجال امام توسع الكيان الصهيوني والدول الداعمة له في العالمين العربي والاسلامي .
* اما وباقي المجتمعات العربية في هذا العصر، فذهب الشباب عصب الامة في تيه وضياع في بلادهم نتيجة الفقر والبطالة ، فمنهم من هاجر يبحث عن مستقبل له ولابنائه في بلاد المهجر، ومنهم من رأى في الرياضة ضالته، فاعتبر مسي ورونالدو ومحمد صلاح وزيدان والكثير من قبلهم، يُحقق لهم النصر لفريقهم الذي يُشجعوه واحبوه، يُرضي ويُشبع غرورهم وعنفوان شبابهم. وآخرون تاهوا وتركوا انفسهم تتلاعب بهم بعض التنظيمات الظلامية والدول المهيمنة لتنفيذ اهوائها .
وها نحن على هذا الحال حتى يصلحه الله الى احسن الأحوال .
قال تعالي: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ..