حرائق الغابات خطر "مافيات التحطيب" يتهدد ومطالب بتغليظ العقوبات
جفرا نيوز - تهدد حرائق الأعشاب الجافة والاشجار التي تحدث خلال فصل الصيف مناطق واسعة في المحافظات والغابات الحرجية والاراضي ، وتسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير ووجود كميات كبيرة من الأعشاب الجافة والشجيرات بنشوب العديد من الحرائق ما يهدد الغابات الحرجية.
جهات معنية بالتعامل مع حرائق الأعشاب الجافة والحراج وحماية الغابات، تؤكد أن النسبة العظمى من تلك الحرائق بفعل فاعل، إذ ترجع إما لافتعالها من قبل» مافيات التحطيب» ، بحيث يتم إشعالها بمزارع مملوكة وتمتد للحراج.
ويؤكد ناشطون ، إن مسلسل الحرائق بحاجة إلى التعامل بشدة مع العابثين الذي يكلفون الكوادر الوطنية الجهد والوقت والمال، مؤكدين أننا بحاجة إلى حملة واسعة وتعاون أبناء المجتمع من أفراد وعشائر ومؤسسات «في ظل أزمة كورونا» إلى التكاتف وللضرب بيد من حديد على الذين لا يعرفون الا الأذى، وعلى كل عابث ومن تسول له نفسه الأضرار بمقدرات الوطن وابنائه.
عجلون
وتؤكد مصادر الدفاع المدني في عجلون ، أن ما يزيد المشكلة هو انتشار الحرائق بمناطق يصعب وصول آليات الإطفاء إليها، ما يضطرهم لاستخدام الوسائل اليدوية في عملية الإطفاء، ما يستدعي التوسع بفتح المزيد من طرق الطوارئ، داخل الغابات رغم كلفها المرتفعة.
وأشارت مصادر في دفاع مدني المحافظة الى انه تم التعامل منذ بداية الصيف مع 33 حريقا بمساحة 1571 دونما الحقت اضرارا بــ 2700 شجرة حرجية ومثمرة .
رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني، طالب بإزالة الأعشاب والتعاون ما بين وزارتي الأشغال والزراعة من خلال فتح ممرات بين الغابات للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى مواقع الحرائق، وزيادة عدد أبراج المراقبة لحماية الثروة الحرجية، لافتا إلى أهمية السماح بالرعي في المناطق الحرجية وأماكن تواجد الأعشاب، للتخفيف من نموها وحراثة جوانب الطرق وتجهيز الآليات من لودرات وصهاريج ضخ المياه، للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى أماكن نشوب الحرائق التي تقع في الغابات.
وشدد رئيس جمعية البيئة الأردنية الزميل علي فريحات، على أهمية تغليظ العقوبات على مرتكبي الحرائق المفتعلة، وتزويد مديرية زراعة المحافظة بالمعدات والإمكانات الكافية من مركبات وسيارات إطفاء وطوافين ومراقبي حراج وعمال حماية وأبراج مراقبة موزعة في مختلف المناطق.
وأكد علي المومني، على ضرورة تنسيق وتوحيد الجهود بين جميع الجهات والأطراف المعنية لمواجهة الحرائق والعمل بروح الفريق لحماية الغابات ومنع التعديات عليها، لافتا إلى أهمية التعاون للتخلص من الأعشاب الجافة لما تسببه من أضرار وخسائر كبيرة على الثروة الحرجية والغابات التي تعد رئة ومتنفس المحافظة.
جرش
طالب معنيون وسكان في محافظة جرش بضرورة إيجاد حلول رادعة لحرائق الغابات التي تتزايد في فصل الصيف.
ودعوا لتنفيذ خطط الطوارئ التي أعدتها الجهات المعنية للحد من ظاهرة الحرائق التي تلحق أضرارا كبيرة بأراضي المزارعين والثروة الحرجية، وخاصة الأشجار المعمرة والمثمرة والمحميات الطبيعية.
وقال مدير زراعة محافظة جرش، الدكتور عماد عياصرة، إن الحرائق ألحقت أضرارا بما يقارب 10 آلاف دونم من أراضي المزارعين و1300 دونم حرجي، مبينا أن سرعة التعامل مع الحرائق بالتعاون مع الدفاع المدني ساهم في التخفيف من آثار هذه الحرائق على الأشجار.
وأضاف ، أن عدد الحرائق وصل لغاية الآن إلى 40 حريقا وأن كوادر المديرية مستمرة في تنفيذ خطة مكافحة الحرائق من خلال صيانة كافة المعدات والآليات التي تقوم بعملية إطفاء الحرائق وحراثة بعض الغابات وتكثيف الرقابة وازالة الأعشاب الجافة.
ودعا العياصرة المزارعين لحراثة أراضيهم للتخفيف من الآثار السلبية للأعشاب الجافة على الأراضي والحد من الحرائق، بالإضافة إلى أهمية تعاون الزوار والسياح للمناطق الحرجية من خلال عدم ترك المخلفات أو إشعال النار تلافيا للحرائق.
وحذر رئيس مجلس محافظة جرش، رائد العتوم، من مخاطر الحرائق على الغابات والثروة الحرجية، مبينا أن المجلس يعطي أهمية للقطاع الزراعي، نظرا لدوره التنموي والحيوي وحرصه على تعزيز التشاركية مع جهود الزراعة والدفاع المدني لتفعيل خطة مكافحة الحرائق والحفاظ على القيمة البيئية والسياحية للأشجار وأهميتها.
وأشارت رئيس فرع جمعية البيئة الأردنية في جرش، فريال النظامي، إلى أهمية تكاتف جهود كافة الجهات المعنية من أجل التخفيف من الآثار السلبية للحرائق التي تتكرر بشكل مستمر في مناطق واسعة قرب الغابات الحرجية القريبة من الأحياء السكنية ومن الأراضي المملوكة.
وبينت أن الجمعية عملت على إصدار بيانات تحذر فيها من خطر الحرائق على الغابات والثروة الحرجية والغطاء النباتي، عدا عن أضرارها السلبية التي تلحقها بالبيئة.
وبينت عضو مجلس المحافظة، هند الشروقي، أن الأعشاب الجافة، وخصوصا المتواجدة على جنبات الطرق والقريبة من الغابات هي الأكثر خطورة على الغابات، الأمر الذي يستدعي إزالتها والسماح بالرعي داخل الغابات، بهدف التخفيف منها، مطالبة بضرورة زيادة أعداد الطوافين، ودعم إمكانيات مديرية الزراعة لتتمكن من القيام بواجباتها تجاه الغابات وحمايتها.
الزرقاء
دعا رئيس قسم الحراج والمراعي في مديرية زراعة محافظة الزرقاء المهندس فؤاد العطار، المزارعين إلى عدم اللجوء لحرق الأعشاب الجافة في أراضيهم والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة للمتنزهين أثناء رحلاتهم.
وقال العطار إن الحرائق في الغابات الحرجية بلغت حتى الآن 15 إلى 20 حريقا، وتضرر بها 90 إلى 100 شجرة حرجية فقط أغلبها من أشجار اللزاب لأنها الأكثر تأثراً وسريعة الاشتعال.
وأشار إلى أن أهم أسباب هذه الحرائق لجوء بعض مزارعي الأراضي المملوكة إلى حرق الأعشاب الجافة في أراضيهم بغية التخلص، منها وعدم التأثير على مزروعاتهم ما يؤدي إلى خروجها عن السيطرة وامتدادها إلى الأراضي الحرجية.
وتابع أن حرائق صيف العام الحالي حتى الآن، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، كانت الأكثر بسبب الموسم المطري العالي الذي أسهم في زيادة نمو الأعشاب، وبسبب جائحة كورونا وظروف الحظر، حيث لم يتم التعامل معها من خلال الرعي.
وأوضح، أنه بعد انتهاء فترة الحظر، كانت هذه الأعشاب جافة وكبيرة، فلجأ بعض المزارعين إلى حرق الأعشاب في مزارعهم للتخلص منها، ما أدى إلى امتدادها إلى الأراضي والغابات الحرجية في بيرين والعالوك، مشيداً بجهود كوادر مركز دفاع مدني بيرين.
وأشار إلى وجود 13 طوافاً ومأمور حراج وسائق دورية للحراج لتغطية ما مساحته 42 ألف دونم من الغابات الحرجية في بيرين والعالوك، لافتاً إلى ان بعض المناطق ذات طبيعة جبلية وعرة ما يصعب على آليات الدفاع المدني الوصول إليها، ويدفعهم مع الطوافين للعمل على إطفاء الحرائق بشكل فردي.
وأفاد أن المديرية تقدم برامج توعوية وإرشادية متنوعة للمزارعين والمتنزهين من خلال الطوافين الذي يمارسون دوراً توعوياً بإرشاد المتنزهين إلى السلوكيات الصحيحة، سواء أثناء عمليات الطهي أو الشواء أو إشعال الأراجيل.
وقال محافظ الزرقاء حجازي عساف إن مشكلة حرائق الأعشاب الجافة والأشجار والمزروعات تبرز بشكل كبير خلال فصل الصيف من كل عام لأسباب تتعلق بالاستهانة بمتطلبات السلامة العامة ولجوء البعض إلى حرق هذه الأعشاب وهي في مكانها بهدف التخلص منها، مشيدا بدور طواف الحراج العاملين في مراقبة ومتابعة كافة المناطق الحرجية ضمن المحافظة.
السلط
حذرت مديرية زراعة البلقاء من خطر انتشار الحرائق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الأعشاب المنتشرة في المناطق الحرجية، ولاسيما الفترة الحالية التي يكثر فيها اعداد المتنزهين.
وقال مدير مديرية زراعة السلط المهندس قيس ابو عميرة إن المديرية اعدت خطة متكاملة للحد من انتشار الحرائق، بالتعاون مع مديريات الاشغال العامة والدفاع المدني والبلديات لحماية الثروة الحرجية خاصة مع ازدياد المتنزهين خلال هذه الفترة.
وبين أن هناك دوريات راجلة ومتحركة وتأمين اطفائية وثلاثة صهاريج ماء لاستخدامها حال اندلاع الحرائق، اضافة إلى فتح خطوط النار والطرق داخل الغابات لتسهيل وسرعة الوصول إلى مكان الحريق وتكثيف عمليات المراقبة من الطوافين للإبلاغ عن الحرائق.
واشار إلى أن كمية الامطار التي هطلت خلال هذا الموسم ساعدت على نمو الاعشاب والحشائش بمختلف مناطق المحافظة ومع ارتفاع درجات الحرارة اصبحت تشكل خطرا ما يتطلب اخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الحرائق.
وقال مدير مديرية الحراج في وزارة الزراعة المهندس خالد القضاة إنه تم الايعاز لجميع مدراء الزراعة في المحافظات لإعداد خطط للوقاية من انتشار الحرائق في المناطق الحرجية من خلال تسيير دوريات راجلة ومتحركة واقامة ابراج مراقبة في الغابات والمحطات الحرجية وفتح خطوط النار وتوفير المعدات والآليات اللازمة.
واشار إلى اندلاع نحو 20 حريقا في محافظة البلقاء داهمت نحو 200 دونم منذ بداية الموسم الحالي والتعامل معها بكل حرفية، داعيا المواطنين والمتنزهين للتخلص من بقايا النيران قبل مغادرة المكان، مؤكدا ان مسؤولية المحافظة على الثروة الحرجية تقع على عاتق الجميع.
واكد محافظ البلقاء نايف الحجايا ان اجتماعا عقد لمختلف الدوائر ذات العلاقة بالمحافظة للتأكيد على الحكام الإداريين في التواصل مع المؤسسات بمناطقهم للوقاية من الحرائق.
إربد
وقال مدير مديرية زراعة محافظة إربد الدكتور عبدالوالي الطاهات، إن المديرية وضعت خطة متكاملة بالتعاون مع مديرية الأشغال العامة والبلديات والدفاع المدني والحاكمية الإدارية للحد من الحرائق خلال الصيف الحالي.
وأضاف الطاهات أن المديرية وبالتعاون مع الجهات المعنية وضعت استراتيجية متكاملة لمكافحة الحرائق من خلال تأمين سيارات إطفاء في جميع المناطق الحرجية وصهريج مياه لاستخدامها مباشرة عند حدوث أي طارئ، وتدريب موظفي الحراج للتعامل مع الحرائق بالتنسيق مع مديرية الدفاع المدني، وتزويدهم بجهاز لاسلكي للتبليغ عن الحرائق فور حدوثها.
وأبدى الطاهات استعداد المديرية لتقديم الدعم الكامل لمساندة كوادر الدفاع المدني، والتزويد بالمياه عن طريق استخدام صهاريج مديريات الزراعة في المحافظة والألوية، واطفائية مديرية زراعة الكورة عند الحاجة.
من جهته، اشار رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة إربد المهندس عمار جرادات إلى أن كوادر وموظفي الحراج يشاركون كوادر الدفاع المدني كمساندين لهم من خلال جولات الطوافين على المواقع الحرجية للاستجابة السريعة عند حدوث أي طارئ مزودين بالمعدات اللازمة وأجهزة التعامل مع الحريق.
وقال رئيس الجمعية الأردنية لحماية الحياة البرية عمر العودات، إن الأردن يعد من أفقر الدول بنسبة الأراضي الحرجية البالغة 8 بالمئة من الأراضي الزراعية، وتتعرض باستمرار للاعتداءات المتكررة سواء أكانت طبيعية أو بشرية، داعيا المواطنين إلى إزالة الأعشاب عن طريق الحراثة وليس بحرقها وعدم رمي أعقاب السجائر على جوانب الطرق.
الكرك
وضعت مديرية زراعة الكرك بالتعاون مع البلديات والدفاع المدني خطة لحماية الثروة الحرجية في المحافظة من الحرائق والاعتداء.
وقال مدير زراعة الكرك المهندس خالد الصرايرة إن الموسم المطري هذا العام أسهم في نمو الحشائش بكثافة، ما تطلب وضع خطط عملية للتخلص منها تجنبا لحدوث الحرائق في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وأشار إلى أن الخطة تركز على عمل خطوط نار وطرق زراعية داخل الغابات لتسهيل وسرعة الوصول إلى مكان الحريق، وفتحها في فصل الربيع للرعي للتخلص من الأعشاب، بالإضافة إلى تكثيف عمليات المراقبة الدائمة من قبل الطوافين والحراس للحد من الاعتداءات وتنفيذ الأعمال التطوعية لجمع الأعشاب والحشائش الجافة.
وأوضح الصرايرة أن هناك لقاءات واجتماعات ونشرات توعوية للمواطنين والمتنزهين والطلبة بأهمية التخلص من بقايا النيران قبل مغادرة المكان وخاصة في موسم الرحلات والتنزه.
يشار إلى أن أكبر الغابات الحرجية في المحافظة هي غابة اليوبيل التي تزيد مساحتها على أربعة آلاف دونم، بالإضافة إلى غابات المشيرفة ودمنة وبتير والسنينة.
المفرق
وضعت مديرية زراعة المفرق بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، خطة للحيلولة دون نشوب حرائق الغابات والأشجار الحرجية.
وبين رئيس قسم الحراج والمراعي في مديرية زراعة المفرق المهندس محمد الدلابيح أن الخطة هدفها الحفاظ على الغابات من الحرائق والاعتداء وذلك بالتنسيق مع الحاكمية الادارية، مشيرا إلى ان مساحة الأشجار الحرجية في المفرق تبلغ 75 الف دونم، اغلبها في مناطق بلعما وحيانات والدجنية والمدور.
ولفت إلى ان كوادر قسم الحراج والمراعي اتخذت عدة خطوات للحفاظ على الثروة الحرجية والغابات من الحرائق، منها فتح خطوط نار داخل الغابات وتنظيف جوانب الطرق المحاذية لها، وإزالة الاشجار الحرجية الجافة داخلها بما يضمن سلامة الغابات.
وأكد انه لم يتم تسجيل أي حريق في الغابات والأشجار الحرجية في المفرق بعد الإجراءات الاحترازية للحفاظ عليها، داعيا المواطنين للمحافظة على الغابات من خلال عدم إشعال النيران والامتناع عن تقطيعها وكسرها باعتبارها ثروة وطنية ومتنفسا طبيعيا.
وطرح مجلس محافظة المفرق عطاء لاستحداث غابة أشجار حرجية بتمويل من مخصصات المجلس، بهدف إيجاد منطقة ترفيهية لأهالي المحافظة، وفقا للناطق الإعلامي في المجلس صبري الزيادنة.
وبين إن المجلس خصص مبلغ 90 ألف دينار للمشروع ضمن مرحلته الأولى التي تشمل إنشاء سياج ضمن مساحة 30 دونما وتزويده بكرفان وخزان للمياه بسعة 25 مترا مربعا ومضخة مياه ومولد للكهرباء.ولفت الزيادنة إلى تخصيص 60 الف دينار للمرحلة الثانية من المشروع. (الدستور)