(الأردن وفلسطين) في خندق واحد ضد الضم والاحتلال

جفرا نيوز - كتب - ماجد الامير
مساء الخميس كان وزير الخارجية ايمن الصفدي في رام الله لنقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني الى الرئيس محمود عباس عنوانها السياسي الوقوف ضد الحكومة اليمينية الصهيونية بضم المستوطنات وغور الأردن.
وزارة الخارجية قالت إن الصفدي «نقل رسالة من جلالة الملك للرئيس عباس في إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين الجانبين حول التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية».
زيارة الصفدي جاءت بعد سلسلة تحركات دولية وعربية مكثفة لجلالة الملك الذي يخوض معركة من اجل منع الحكومة الاسرائيلية من ضم المستوطنات وغور الأردن.
الملك شكل ضغطا قويا على اسرائيل من خلال التحرك داخل الكونجرس الاميركي وخاصة اللقاء مع رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي وقيادات الكونجرس لتوضيح خطورة توجه حكومة اسرائيل بضم المستوطنات وغور الأردن على المنطقة وعلى العالم، فالتحرك داخل الساحة الاميركية لتشكيل رأي عام ضاغط على ادارة الرئيس دونالد ترامب بهدف مراجعة سياساتها المنحازة لليمين الصهيوني المتطرف الذي يسعى الى اخذ المنطقة الى الصراع والحرب من خلال ضم غور الأردن والمستوطنات.
السياسة الخارجية الأردنية بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية كثفت من تحركاتها خلال الايام الماضية والايام المقبلة من اجل تشكيل تحالف دولي ضاغط على اميركا واسرائيل لالغاء مخطط الضم الذي سيؤدي الى الصراع والصدام في المنطقة، وهنا كان وزير الخارجية واضحا حينما اعلن من رام الله (إن ضم إسرائيل لأراض فلسطينية يعني أن إسرائيل اختارت الصراع بدلا من السلام).
القيادتان الأردنية والفلسطينية موحدتان لتشكيل راي دولي قادر على اسقاط الضم من خلال التواصل المباشر مع زعماء العالم وخاصة دول الاتحاد الاوروبي التي اعلنت معارضتها للضم.
الموعد الذي حدده رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو لضم المستوطنات وغور الأردن اقترب وتفصلنا عنه ايام «الاول من تموز »، لذلك فان معركة اسقاط الضم اصبحت اولوية قصوى للسياسة والدبلوماسية الأردنية التي تعتبر الضم هو عدوان مباشر على الأردن وخرق لاتفاقية السلام بين الأردن.
الأردن وفلسطين يسعيان الى تصليب الموقف العربي الرسمي في مواجهة الضم، كما تشير القراءات الى السعي الأردني والفلسطيني الى اعادة احياء التضامن العربي كما كان قبل سنوات في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومواجهة صفقة القرن التي اعلنها الرئيس ترمب.
السياسة العدوانية للحكومة الاسرائيلية المدعومة من الرئيس الاميركي الذي انحاز الى اليمين الصهيوني المتطرف ستؤدي الى توتر كبير في المنطقة وتغيير في العلاقات بين الدول.
الأردن منذ بداية خطة صفقة القرن التي اعلنها الرئيس الاميركي ترمب حسم موقفه مبكرا برفض هذه الصفقة والعمل على افشالها وهو ما اكده الملك باللاءات الثلاث وهي (لا للتوطين ولا للوطن البديل ولا للتنازل عن اي شبر في القدس الشرقية) واصبحت هذه اللاءات البوصلة للسياسة الأردنية ولكل المواقف في التعامل مع القضية الفلسطينية واي طروحات متعلقة بحل القضية الفلسطينية وتحظى هذه اللاءات باجماع اردني كامل،وان الشعب يقف خلف جلالة الملك في مواجهة المخططات الاميركية والاسرائيلية.
الموقف الملكي القوي الرافض بداية لصفقة القرن ثم الاعلان بان الضم سيؤدي الى صدام مع الأردن منح زخما قويا للتحركات الأردنية والفلسطينية وحتى العربية لافشال مخطط الضم.
الموقف الفلسطيني صلب اذا منذ اعلان الرئيس الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل اعلن الرئيس الفلسطيني قطع العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية ورفض اي اتصال مع الرئيس الاميركي او اي مسؤول في الادارة الاميركية ثم اعلن موخرا بأن الاتفاقيات مع اسرائيل ملغية ووقف اي تنسيق مع اسرائيل بما فيه التنسيق الامني.
المرحلة القادمة ستشهد تأزيما في علاقات الأردن مع اسرائيل في ظل اصرار حكومة الاحتلال على مخططاتها تجاه الضم وتهويد القدس، فالموقف الأردني يعتبر الضم عدوانا على فلسطين و الأردن لذلك يجب مواجهة الضم وافشال هذه الخطوة الخطيرة التي ستؤدي الى قتل الدولة الفلسطينية وقتل اية فرصة للسلام في الشرق الاوسط.
الموقفان الأردني والفلسطيني القويان بحاجة الى موقف عربي قوي، فالاستفادة من الموقف الدولي تتطلب موقفا قويا من جامعة الدول العربية في مواجهة سياسة الضم.
فالمطلوب موقفا عربيا مساندا للتحركات الأردنية والفلسطينية في مواجهة الضم، وايضا مطلوب تحرك عربي موحد لايصال رسالة للادارة الاميركية ولاسرائيل بان الضم يعني تهديدا للامة العربية،ويضع المنطقة على شفير الهاوية والمواجهة، كما ان المطلوب من الدول العربية وقف اية محاولات تطبيعية مع الاحتلال ووقف التواصل السري والعلني مع مسؤولي الاحتلال الذي يسعون الى فصل المسار الفلسطيني عن العلاقات مع الدول العربية، لذلك المطلوب عربيا هو دعم الموقف الأردني والفلسطيني في مواجهة صفقة القرن والضم.