المملكة الرابعة عشرون عاما من الانجاز
جفرا نيوز - كتب - عبدالمنعم صواخنة
لم يكن ذاك اليوم يوما عاديا ابدا ، كان يوم الاحد الموافق للسابع من شباط عام ١٩٩٩ ، كان يفترض ان اكون نشيطا حين ذهابي للدوام ، لا اعلم لماذا كانت قدماي ثقيلتان .
صعدت باص الدوام من منطقة راس العين ، وانطلق الى منطقة الدوار السابع ، كعادتي كل يوم ما ان وصلت حتى وصلت قهوتي وكاسة الشاي ( حيث كنت معتادا انذاك ان احتسي قهوتي مع الشاي ) ، لا اعلم يومها لماذا كنت اشعر بطعم غربب في قهوتي .
اشعلت سيجارتي وبدات العمل وانا اشعر بان هناك شئ ما سيحدث لي ، مع الظهيرة بدات الامطار تتساقط وكنت كعادتي عند.سقوط المطر اقف على شباك مكتبي وافتحه لاشتم رائحة المطر ، لكن هذه المرة كانت الرائحة تبث حزنا لم اعهده بامطار عمان ، دقائق معدودة وإذ بمساعد المدير في حينه تحسين الجريري يدخل مكتبي ، لم يكن كعادته ، كان يدخل ضاحكا وسيجارته في يده على الدوام ، لكنه هذه المرة قاطب الوجه اسوده ، عينيه تمتلئ بالدموع ، قال كلمتين : سيدنا مات .
لم اتمالك نفسي واجبته دون تفكير اطلع برا حسين ما بموت .
دقيقة وتدخل إحدى زميلاتي وهي الاخت الفاضلة بتول الحياري ، تبكي وتضرب وجهها بكفيها ،
ادركت حينها ان الامر كما اُخبرت .
لم افعل شيئا ، غادرت مكتبي سيرا من منطقة السابع الى المقابلين ولم اكن ارى غير صورة واحدة ، صورة اعظم الرجال والقدوة التي كنت على الدوام انظر اليها بعين الاكبار وارتشاف حروفا ذهبية من كل كلمة يطلقها هنا او هناك .
جلست الى التلفاز وإذ بجلالة الملك.عبدالله الثاني يعلن الخبر للشعب الاردني وللعالم ، حينها فقط ايقنت ان الحسين لم يمت رايت نفس الرجل ينعى نفسه كفكفت دموعي ، واستذكرت مقولة من خلف ما مات .
واليوم.في الذكرى العشرين للمملكة الرابعة لا زالت المشاعر ذاتها ، الفخر والعزة ، ولا زالت النفس تتوق لكل كلمة او بنت شفة يطلقها جلالة سيدي ، لا زلت اشعر بنفس عذوبة اللعاب حين اقول : سيدي عبدالله .
ولا زالت عبقرية بني هاشم تلهمنا المزيد.من النجاح ، وتعطينا دفعات من العزم.
للانجاز سيدي عبدالله إمض لما اراده الله فمعك وبك إنا ماضون ، فوالله ما بدلنا وعدا ولا نقضنا عهدا ، ولن نكون.ممن يجعلون غزلهم من بعد قوة انكاثا