كلية معان الجامعية ... لمن الفضل يا صاحب الفضل
جفرا نيوز - د. محمد عطاالله الخليفات
من على ثرى أحد ميادين الثورة العربية الكبرى، وتحديداً من على أرض الطاحونة التي امتزجت كثبانها الرملية بدماء شهداء حملوا راية الحق ونصرة الدين؛ جاءت كلية معان الجامعية لتسطر اليوم قصة نجاح وإنجازات ستبقى خالدة ومثالاً يحتذى للإدارة الناجحة. فبعد أن بقيت الكلية لسنوات طوال تعاني من تراجع أعداد الطلبة الملتحقين للدراسة بها، حمل لها العام الدراسي 2019/2020 بشرى كسر حاجز الألف طالب وطالبة والذي حدث لأول مرة في تاريخها، ولم يكن هذا الإقبال الكبير والتسابق من قبل الطلبة من كافة أنحاء المملكة للتسجيل للدراسة في الكلية إلا نتيجة للتحولات الكبيرة والنقلة النوعية التي شهدتها الكلية في بنيتها التحية والأكاديمية والتعليمية، فها هي ترتقي ببنيانها من طابقين إلى ثلاث طوابق وبتوسعة تقدر بحوالي 1500 متر مربع، وها هي تتحول بقاعاتها التدريسية من قاعات درس تقليدية إلى قاعات ذكية مجهزة بأحدث وسائل التعليم التكنولوجي والإلكتروني، وها هي مختبراتها ومشاغلها المهنية والهندسية تتحول كذلك من مجرد فصول لإلقاء المحاضرات إلى مشاغل مهنية وهندسية مستقلة مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة لتأهيل وتدريب الطلبة عملياً.
وفي الجانب الأكاديمي اختطت الكلية نهجاً جديداً يقوم على التحرر من شباك الماضي وتقليد المؤسسات التعليمية الأخرى؛ والتطلع للمستقبل من خلال استحداث تخصصات نوعية وتقنية تعتمد على المهارات والتطبيق بعيداً عن التخصصات الراكدة والتقليدية، وبما يتوافق وحاجات السوق المحلي والإقليمي كتخصص تكنولوجيا السيارات الهجينة، والصيانة الكهروميكانيكية، والصناعات الكيميائية، ومساحة الطرق وحساب الكميات، والتركيبات والمعدات الكهربائية، وتخصص الدعم اللوجستي.
وفي الحقيقة والحق يقال، إن كان هناك فضل لما حققته كلية معان الجامعية من تقدم وإنجازات خلال السنوات الأخيرة، فإن الفضل الأكبر في ذلك يعود بعد توفيق الله إلى رئاسة جامعة البلقاء التطبيقية ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي، الذي امتدت ظلاله الوارفه حيث تنتشر كليات جامعة البلقاء التطبيقية من شمال المملكة إلى جنوبها، فلم ينفك يوماً عن دعم كلية معان الجامعية بكل ما أتيح إليه من جهد ومال وعمل، فقد تبنى منذ توليه رئاسة الجامعة فكرة تحويل كلية معان إلى كلية تقنية تعنى بالتعليم التقني القائم على الموائمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، وعمل في هذا المجال على تذليل كافة الصعاب وصولاً لهذه الغاية، وهذا ما لمسناه بأم عيينا من خلال حرصه الشديد على لقاء أبناء ووجهاء المجتمع المحلي في مدينة معان وحثهم الدؤوب على الوقوف إلى جانب الكلية ودعمها
ومن خلال حرصه على تشبيك الكلية بمؤسسات الدولة الأخرى العامة منها والخاصة للاستفادة من دعمها للكلية وعلى رأسها الديوان الملكي العامر الذي فتح بابه على مصراعيه لمساعدة الكلية في خطتها النهضوية، وكذلك من خلال تشجيعه المستمر لإدارة الكلية وأعضاء هيئتيها الإدارية والتدريسية على تطوير الكلية والاستماع لمشاكلهم وحلها، فكان خلال كل زيارة يقوم بها عطوفته للكلية يجتمع مع أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية ويبدأ حديثه لهم بالقول: "اليوم أنا بينكم لأستمع إليكم، لا أن تستمعوا لي"، فكان بذلك مدرسة بأخلاقه الجمة وإدارته الفذة التي ساهمت بالارتقاء بكلية معان الجامعية خاصة، وجامعة البلقاء التطبيقية عامة.
وإننا هنا إذ نستذكر فضل الأستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي على مسيرة تطور وتقدم كلية معان الجامعية، فإننا لا زلنا ننتظر منه المزيد للمضي قدماً في توسعة مرافق الكلية وبرامجها الأكاديمية والتقنية، لتكون رائدة على المستوى المحلي والإقليمي في إعداد القوى العاملة المدربة والمؤهلة تقنياً وبما يتوافق ومتطلبات العصر.