وين كنتوا..؟

جفرا نيوز - كتب عبد الهادي راجي المجالي
أعرف أن هذا البوست سيجلب لي ألف انتقاد ...ولكني سأكتبه ، ليس دفاعا عن ذاتي ولكن استحضارا لتاريخ قريب جدا ...
في أزمة المعلمين لم يمارس الأردن الحظر على العقل ، وترك للناس حرية شتم الحكومة ، ونقد النظام .. وتحويل صفحات الفيس بوك ، إلى ساحات للهجوم والتنمر والردح ... وأنا طالني من الهجوم ما طالني وعالجت ، كل شيء بالزمن ..
في اللقاء الذي بثته قنال رؤيا ، مع الزميل محمد الخالدي ، طرحت مسألة الأولوية ...طرقت باب الذهن في سؤال مشروع تحول فيما بعد لإدانتي ..قلت من هو الأولى بمال الدولة ...الجندي الذي يقف (٨)ساعات على الحدود ، الذي حمى الوطن من داعش ..من الإرهاب المعولم ، والذي صان الوجدان الوطني عبر انضباطه ، أم المعلم ..؟ وأنا لم أقصد الإنتقاص من وظيفة أو مهنة ...بل طرحته ، لأني كنت أؤمن أن الهوية الوطنية ، وصون الشخصية الأردنية ..لا يتم عبر المعلم بل عبر الجندي ..
كانت النتيجة أن (مسخا) مدفوعا من هنا ويعمل في قناة عربية ، على ضفاف نهر ( التايمز)..أطلق (هاشتاغ) على قناله المشؤوم ..يحمل عنوان ( وين كنتوا) .. واستعملته شرذمة ، لشتمي باعتبار أن السؤال عن الهوية والشخصية وتعبيراتها صار محرما ..لابل تواطأ معه بعض المتقاعدين من بيرقراط الدولة المدانين شعبيا بالرشوة ، في محاولة منهم لاعتبار ، أن ما قلته لم يكن هاجسا وطنيا ..بل كان بوقا حكوميا ، علما بأن أول قرار اتخذ في عهد هذه الحكومة هو خلعي من مؤسسة ، أمضيت فيها ٨ سنوات دون سبب ، ويشهد الله أني تلقيت لكمات منها ..لم تسددها لي أي حكومة ، بما فيها حكومة النسور التي قامت بسجني .. من حقي الان أن أوجه سؤالي الذي وجهته قبل ٨ أشهر .. والذي يحمل عنوان وين كنتوا ..وأنا سأوجهه للحزب .. الذي حرض شعبيا ، وتلقف قصة المعلمين ، وعمل على تضخيمها .. من حقي أن أسأل تيار الإخوان .. وين كنتوا ..من حملة التبرعات لأجل همة وطن .. علما بأن الإقتصاد الموازي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن .. يقدر بالمليارات ..فجمعية المركز الإسلامي وحدها التي تم حلها في زمن البخيت قدرت موجوداتها بما يزيد عن مليار دينار أردني ...وكما هو معروف للكل حجم المدارس والمصارف والمستشفيات والجمعيات الإسلامية في الأردن هائل وكبير.
من حقي أن أسأل وين كنتوا ..عن عمال المياومة ، أليست تجربة الإخوان المسلمين ..في الرعاية والدعم الإجتماعي أنضج من تجربة الدولة ..ألم يقم المهندس ليث شبيلات نفسه ، بدعوة الحكومة للإستفادة من التجربة بحكم عمقها وعفويتها ..
وين كنتوا ، عن بيان ولو بسيط ، يشكر القوات المسلحة والقوى الأمنية ، يشكر عرق الساهرين من الجيش الأبيض ... أم أن القصة المحلية لديكم هي مجرد عنوان جزئي ..والقصة التركية ربما أو السورية تشكل أولوية ..
وين كنتوا عن المحافظات، عن الجوع وضيق الحال الذي حدث لأهلها ، بالمقابل ..كنا نشاهد طرود خيركم التي عبرت الحدود لبغداد ، شاهدنا أيضا فزعاتكم للاجئين من سوريا ..شاهدنا تبرعاتكم لدعم صمود الأهل ...لماذا مالكم محرم علينا ،بينما محلل لكل من يخدم قضية التنظيم
وين كنتوا ..عن فتوى نصرة الوطن ، عن فتوى جهاد العسكري الأردني ..في سبيل حماية الروح والوطن ... أم أن الفتاوى فقط مخصصة لطائفية النظام السوري ، ومخصصة لتجريم القوميين والتقدميين .. ومخصصة أيضا لجواز الجهاد في أرض الشام .
وين كنتوا ...حينما ، احتاج الأردني الخبز ... كنا نرى باصاتكم والبكمات ..ووسائل النقل التي تملكونها ..وهي تقل من يريدون المشاركة في مسيرات ..نصرة المجاهدين ..بالمقابل لم نشاهد تلك الاليات تنقل الخبز للأردنيين ولو على سبيل المجاملة . من حقي أسأل وين كنتوا عن أزمة كورونا ؟ بالمقابل تحدثتم في كل الأزمات ...أم لأنها أزمة ..محلية ، لا علاقة لكم بها ... وبانتظار جني قطافها
وين كنتوا ...من حقي أن أسألها ..عن الدولة التي حمتكم ، حين تعرضت لضغط عربي قاس جدا ..بعدما قامت دول محورية بحضركم ، وتعاطت معك بأشد مما تتعاطى مع الكورونا ..ألا تحتاج تلك الدولة منكم الان لرد القليل من الجميل ، ولو ببيان أو تبرع سخي ..أو فتح مستشفى ليعالج من لايملك تأمينا بالمجان ..
أنا أعرف أنكم ستوظفون كل الذباب الإلكتروني لشتمي الان ... ولكن السؤال ..الذي دفعت ثمنه غاليا ..قبل ٨ أشهر ، والذي سمح لبعض من أغمضت الغشاوة عيونهم أن ينسوا ما خلف الستار ويفكروا فقط بما أمام الستار ..السؤال الذي دفعت ثمنه غاليا من حقي أن أعيده الان ..وين كنتوا ..
لأنه لم يكن سؤالا ، بل كان جرسا يقرع في ظل صمت الهوية ، وفي ظل محاولات طمس الشخصية الوطنية الأردنية .. وين كنتوا عبدالهادي راجي