جفاف التمويل الخارجي وخسائر الخزينة تُغيّر "لهجة" العسعس وتُمهد لقرارات صعبة جدًّا

جفرا نيوز - يبدّل ويغيّر وزير المالية الدكتور محمد العسعس بإفادته العلنية ولغته ويصبح أكثر وضوحا وصراحة عندما يتعلّق الأمر بكلفة المواجهة مع فيروس كورونا ونتائجها على الخزينة.
قبل نحو شهر ونصف وعندما بدأت المواجهة مع الفيروس أنتج العسعس كمية هائلة من التفاؤل وتحدّث عن متانة البنية المالية والاقتصادية، لكن مساء الأحد ومع قرار الحكومة تسريع عملية تحريك جميع القطاعات التجارية والاقتصادية بدت لهجة العسعس أكثر دقة ووضوحا خصوصا بعدما بدأ جهاز الضريبة يتحدّث عن انحسار كبير في عائدات الضريبة بالخزينة بسبب سياسات الإغلاق والحظر وتداعيات المواجهة مع الفيروس
تحدّث الوزير العسعس بالحقيقة أكثر من أي وقت مضى وأشار لوجود "جفاف” في التمويل الأجنبي والخارجي وهي مفردة تستخدم لأول مرة وتعكس حسب مراقبين سياسيين توثق "محاسب الحكومة الأردنية” ورئيس طاقمها الاقتصادي عمليا من القناعة بعد سلسلة اتصالات بأنه لا دعم حقيقي سيأتي من دول صديقة أو شقيقة على خلفية فيروس كورونا.
وعلى الأغلب قصد العسعس باعلان "جفاف التمويل الخارجي”، الاعتماد بعد الآن على الذات في إدارة الاقتصاد الأردني وهو التحدي الأبرز
بالترسيم الرقمي المباشر أعلن العسعس بأن الإغلاق والحظر تسبّبا ضمنيا بخسائر عائدات للخزينة وصلت ل602 مليون دينار وهو خيار يعني بأن السبب ليس المرض والفيروس بل ما نتج عنهما في خيارات الغلق والحظر وهو ما يشير له الوزير العسعس عمليا عندما يتحدّث عن الانتباه الآن لما كانت تنصح به الحكومة سابقا حيث "الإجراء الوقائي الصحي ينبغي أن يسير بالتوازن والتوازي مع الاقتصادي”، لذلك دعم العسعس على الأرجح خطوات أوسع تقرّرت أمس فعلا في مجال تفكيك الحظر ومقتضياته.