اردن ما بعد كورونا .. أردن العزم

جفرا نيوز - أيمن أحمد الشوابكة
تمر اي دولة في العالم بمحطات تاريخية تحدد مسارها السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي وكافة القطاعات الاخرى فبعد الحربان العالميتان أصبح شكل العالم شكل اخر ونحن في الاردن مررنا بمحطات تاريخية وسياسية لازلنا نعاني اثارها الى اليوم ولكننا بعد كل ازمة ننهض ونقوم و نبني هذا البلد بكل عزيمة واقتدار ولم تهن عزائمنا ونعيش في حالة تناغم مابين الشعب والنظام الحاكم بكافة مؤسساته وكنا بعد كل هزة سياسية او اقتصادية نصبح اقوى مما سبق وها نحن اليوم نواجه جائحة المت بنا كما المت بالكرة الارضية اجمع ونحن متكاتفين من راس الهرم الى القاعدة بهمة رجل واحد لهزيمة هذ الفايروس على الرغم من شح الامكانات الا انها همة الرجال الشجعان والاوفياء وشعب يفتدي وطنه بالدم و المال واننا بعون الله اولا على هذه الارض المباركة والمؤشرات باذن توحي باننا قادرون على احتواء هذا الوباء وكسر دائرة توسعه وشفاء المصابين والاعلان قريبا باعلان الاردن بلدا خاليا من فايروس كورونا اذ استمرينا بهذه الوصفة المكلفة اقتصاديا واجتماعيا ولكن يبقى الانسان اغلى ما نملك فهو محور التمنية وعمودها الفقري 
يحذر كثير من المحللين الاقتصاديين من مخاطر هذه الجائحة على الناحية الاقتصادية وتراجع عجلة الاقتصاد وارتفاع ارقام البطالة واتساع رقعة الفقر وتسريح الالاف من المصانع والشركات وانحسار الرافد السياحي وحوالات المغتربين وربما عودتهم القسرية الى البلد في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وربما الامنية في الدول التي يعملون بها اذ ان الدول الصناعية والدول المتقدمة ستتاثر بشكل كبير وكذلك تراجع حجم المساعدات الخارجية الاكيد بعد ما راينا الانانية واللانسانية التي ظهرت بها بعض الدول في تعاملها ورفضها تقديم المساعدة الطبية وكذلك تمترس الوحش الامريكي عن رفع العقوبات عن بعض الدول التي تختلف معها سياسيا ولا تتناغم مع هيمنتها على العالم 
نستطيع نحن بالاردن ان نواجه و نخرج من هذه الازمة كما نحن الان بالتكاتف والتناغم مابين النظام والشعب والانضباطية والعقلانية ببعض الاجراءات التقشفية و اولها ان ينزل اصحاب الطبقة المخملية من برجهم العاجي وان يكفوا عن البذخ في الانفاق في الحفلات والمناسبات و تعيش ضمن القيم الاجتماعية والاخلاقية للمجتمع الاردني وان كان لكورونا من حسنة انه لا يوجد مكان امن ومحصن ضد هذا الوباء لقضاء عطلات الاعياد واشهر العسل واقامة حفلات الزواج خارج اسوار الوطن وان كان لا بد من ركوب الطائرة لمحبي الطيران فلنركبها باتجاه العقبة كوجهة سياحية ونقضي اياما في البتراء ووادي رم واشهر الربيع والصيف الجميلة في ربوع الاردن الخضراء في دبين وغابات برقش وعجلون وغيرها
و كذلك تشجيع الفنادق على خفض كلفة الاقامة للسائح بمنحها اعفاءات معينة ، كذلك لا بد من ازالة التشوهات في رواتب بعض المواقع الادارية في القطاع العام اذ لا يعقل في بلد كالاردن تاكل المديونية النصيب الاكبر من موازنته يتقاض البعض رواتب خمسة الاف وعشرة الاف واكثر فلابد ان تتناسب مع الوضع العام الاقتصادي والاجتماعي للبلد وكذلك القطاع الخاص لابد من تشجيعه على ضخ المزيد من الاستثمارات عبر مزيدا من اصلاح القوانين واولها اعادة النظر بقانون الضريبة المجحف والرسوم والجمارك وغيرها وايضا التعويض او التخفيف من الالتزامات المالية والعقدية على الشركات التي تضررت من هذه الازمة حتى تستطيع الاستمرار بعملها وعلى الحكومة ان يكون نصب عينيها اولا التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية يليها الامن حتى ننعم بالتقدم والازدهار والامن معا لا ان يكون قطاع يتغول على قطاع اخر وتعزيز مبداء المساواة في توزيع مكاسب التنمية على المحافظات والتخلي عن المحسوبية والشللية والتوصيات الحميمة لتولي المناصب العامة وعلى المواطنين التكيف مع الاوضاع الجديدة والتخلي عن الانفاق الزائد في المناسبات الاجتماعية وتخفيض ايجارات واسعار الشقق حتى يستطيع شباب اليوم على انشاء اسر مستقرة والتخلي عن غلاء المهور حتى لا ندخل في مصيبة اجتماعية ويجتاح مجتمعنا وباء اخر الا وهو وباء العنوسة وما يتبعة من مخاطر 
ان العالم اجمع يمر بظرف لا نعرف عبوره للافضل او الاسواء فقد شهدت اروبا في العصور الوسطى ثورات ضد ديكتاتورية الكنيسة نامل ان لا نراها اليوم ضد ديكتاتورية راس المال 
وطننا جميل وغالي فلنحافظ علية ونامل من الحكومة و صانعي القرار ان لا يكون عملها الحالي مع الازمة كحال عامل اليومية ينتهي بانتهاء يومه وان يكون هذا النهج مستمرا ، فلغاية الان نحن المتميزون في مواجهة كورونا ، هذه بعض الاضاءات ممكن ان تكون بداية نهضة وربما هناك افكار اروع  واجمل ممكن ان تبحر بمركب الوطن الى بر الامان