شباب واعي في إدارة الأزمات

جفرا نيوز - هيا سامي الفواعير
 في ظل مواجهة الخطر الذي يفرضه فيروس كورونا وكيفية مكافحته، لا يمكن أن ننجح بالشكل المطلوب ما لم يتوافر إحساس بالمسؤولية من قبل أفراد المجتمع وفئاته المختلفة وخاصة الشباب، فهذا الوقت يشكل حافزاَ للجميع للمشاركة وتقديم ما يجب في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها مجتمعنا الأردني والعالم أجمع. 
تفاعل الشباب الأردني مع هذه الأزمة بكل حنكة وحكمة إيماناً منه بدوره الفاعل في المجتمع، فرأينا شبابنا الأردني يحول التحديات إلى فرص، فقاموا بإطلاق عدة هاشتاقات منها #خليك_بالبيت، الذي كان له الأثر بتحويل الأزمة إلى معلومة ومعرفة، باستغلال وقت الفراغ في كيفية عمل تطبيق خاص بكل شخص على اندرويد عبر بوابة "فرص" الإلكترونية، للتسجل بالدورات التي تناسب كل فرد وتخصصه، وذلك لتنمية المهارات المطلوبة للتكيف مع مثل هذه الأزمات ونقدم أفضل ما لدينا، فكانت الأزمة سبباَ لظهور تحدي التطبيقات والبرمجيات الإلكترونية التي تسهم ولو بشكل بسيط في الاقتصاد الأردني. 
فقاموا بتحويل مواقع التواصل الإجتماعي لمواقع تبث الإيجابية والإرشاد والتوعية للمواطنين بدلاَ من الإشاعة في ظل التباعد المجتمعي الذي نعيشه اليوم بعد أن تعاملت الأردن مع الأزمة بوقت قياسي من خلال تطبيق قانون الدفاع بحظر التجوال المفروض للحفاظ على سلامة المواطنين ومقدرات الوطن. 
فتكلل دور الشباب أيضاَ بوضوح في الميدان من خلال تجربة (هيئة شباب كلنا الأردن) وهي أحد برامج صندوق الملك عبدالله للتنمية والتي أثبتت جدارتها وأنه يمكن الاعتماد عليها لإدارة عمل الفرق الشبابية الشعبية التي ستساعد بتنفيذ إجراءات الحكومة والمحافظة على عدم الاكتظاظ والاحتكاك ، كون هذه الفرق تمثلهم وقريبة من نبض الشارع، فاليوم يتطلب العمل منا الخبرة والاحترافية في الميدان للتعامل مع هذا الفيروس ، فكانت تجربة ناجحة في إدارة نشر الوعي، كما أثبتت ثقافة (التطوع) أنها قادرة على خلق جيل قادر على العطاء وعمل المبادرات الوطنية ضمن تعليمات الدولة.  ففي إطار ما اتخذته الحكومة من إجراءات احترازية ووقائية وما تقوم به من خطط مستقبلية للوقاية من هذا الفيروس، أثبتت أنها تعمل على مستوى عالٍ من المسؤولية بالرغم من قلة الموارد والأزمات المحيطة، ليتوج هذا العمل الجماعي بالوعي والثقافة الموجودة عند شباب الوطن. 
وكان صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية من أوائل من تعامل تعامل بآلية نشر الوعي في أزمة الكورونا، من خلال التركيز على أهمية البقاء بالمنزل، ونشر الوعي بكيفية التعامل مع المستجدات، فالوعي يحارب الشائعة وينتصر عليها، ولأن الصندوق راهن على الإنسان الأردني، فقد كان يستثمر به قبل الأزمة، استطاع مخاطبة العقول وبث الرسائل المعلوماتية المؤثرة.
جميعنا مسؤولون ....... بالعلم والمعرفة سيذكر العالم ذات يوم بأن الأردن استطاع إدارة الأزمة إيماناّ بالله اولاّ وبالوعي والثقافة ثانياَ، والثقة في القيادة الهاشمية الحكيمة والجيش العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية كافة.  حمى الله الأردن قيادةَ وشعباَ ومقدرات من كل مكروه .