الإسلام السياسي المستفيد الأول من الربيع العربي
***المصالح الاسلامية السياسية في طريقها للتحقق
جفرا نيوز - خاص
في وقت أعلنت فيه جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في مظاهرات غدا الجمعة في ميدان التحرير احتجاجا على عدم إجراء تعديلات مرضية في وثيقة المبادئ الدستورية ، يستعد إخوان الأردن لمسيرتهم غدا والتي أطلقو عليها جمعة (الاصرار).
المتتبع لمجريات ومآلات الربيع العربي يجد أن أكثر المستفيد تجسد في الاسلام السياسي الذي تمثلة حركة الاخوان المسلمين العالمية عبر فروعها المنشرة في مختلف دول العالم.
الحركة التي عرفت ببراغماتية عالية لحظة التأزم يبدو انها حققت سلسلة منجزات اعادتها لواجهة القوى المؤثرة على توازن السياسية الدولية فاخوان تونس إن جاز التعبير والذين يمثلهم حزب النهضة الاسلامي استطاعوا الفوز بأغلبية مقاعد المجلس التأسيسي التونسي وبدأت التيارات الاسلامية في تونس الخضراء تظهر علانية بعدما حجر عليه العمل السياسي في ظل نظام بن علي فقد ظهر العمل والبروز السياسي للتيار السلفي قويا ومؤثرا على بعض مفاصل المدن التونسية.
في ليبيا التي لم تستفق بعد من حطام المعركة مع نظام القذافي تسير الأمور في طريقها نحو السيطرة السياسية الاسلامية حيث أن معظم قادة المجلس الانتقالي يمثلون تيارات اسلامية تتناغم مع بعض الافكار السياسية لعدد من القياديين الليبراليين ، كما ان الشهية الليبية والعربية عامة منفتحة على الوجبات السياسية الاسلامية وتريد تجريبها.
في مصر لا تحتاج الامور لتوضيح فالمعلومات القادمة من القاهرة تشير لعمل جبار قام به اخوان مصر في ميدان التحرير من التنظيم والمنشورات وتوفير الاطعمة فهم دون شك سيلعبون دور كبير في انتخابات الرئاسة القادمة وستسعى كل القوى لاستمالتهم ودغدغة مطالبهم.
في سوريا كذلك فالعمل الذي يقوم به اخوانها المبعدين واجتماعاتهم مع بعض القوى الغربية والمعارضين الآخرين مثل عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق على أشده وفي اعلى الدرجات ، فمرشد الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البايانوني سيحدد الخارطة السياسية مما لا شك فيه في حال سقوط نظام الرئيس بشار الاسد.
في الاردن لا تبدو الامور بحاجة لسرد السناريوهات المحتملة فالحركة يتضح للعيان انها تمارس النهج الناعم عبر تهدئة واضحة المعالم وان كانت اعلنت مسيرة الاصرار غدا ، فهي باختلاف الواقع في البلدان الاخرى تريد تقاسم الكعكة وفق مبدأ اصلاح النظام ، فاتفاقاتها غير المعلنة مع حكومة عون الخصاونة تتمحور حول اربعة مطالب لا خامس لها علاقة جديدة متطورة مع حماس وانتخابات نزيهة تسبق البلديات والوصول لاتفاق حول آليىة تشكيل الحكومات وفق المادة الدستورية (35) ، وعودة جمعية المركز الاسلامي لأحضانها، وقد تحقق على ما يبدو مطلبين الاول التمهيد للعلاقة مع حماس والثانية الانتخابات النيابية التي يبدو انها ستسبق البلدية بعد ان اعلنت الحكومة نيتها تأجليها لثمانية شهور، فيما يبقى مطلبا الحكومة المنتخبة وعودة جمعية المركز الاسلامي في طريقهما للتحقيق.