"الحرس القديم" وتعطيل مخططات الاصلاح
جفرانيوز – محمد سعادة
ملفات من الكلام كثيرة ،نظرية في الاصلاح غير مسبوقة ، دراسات للواقع،ولجان هنا وهناك للوصول الى نتائج،حتى بات المواطن الاردني ضائعا سابحا في بحر من النظريات الاصلاحية التي لا تطبق على ارض الواقع ،والتي ان طُبقت سوف تجعل الاردن اول المجتمعات الفاضلة ،بكافل مواصفاتها وسماتها،هذه النظريات التي توضع هناك من يحاول تعطيلها لانه ليس من مصلحته الاصلاح،فتلك التيارات المناهضة للاصلاح ضمن اجراءاتها المضادة تسعى لكي يظل هم المواطن الاردني لقمة العيش،ومشكلته توفير سبل الحياة له ولعائلته بعيدا عن الواقع السياسي ،وعن الحقائق المؤلمة لواقعنا الاقتصادي.
جلالته المفدى بكلماته التي دوت في فضاء الاعلام العالمي اكد للعيان انه قلبا وقالبا مع الاصلاح،وانه اعلنها منذ توليه مهامه الدستورية، مؤكدا انه كأي اردني يسعى وراء الاصلاح ووراء تصويب الخلل المتراكم منذ سنوات،فهو الادرى باوضاع المواطنين وهو المطلع دائما على رغباتهم وعلى إحتياجاتهم،موضحا انه مع مطالب الشارع الاردني ومع الاصلاح بأوجهه كافة و قطاعاته، لكن المشكلة التي طلت براسها واثارت الكثير من ردود الفعل المحلية والعالمية هي تأكيد جلالة الملك "حفظه الله ورعاه" ان هناك تيارات مضادة للاصلاح "الحرس القديم"،تضم اعضاء لا يرغبون في اتمام مخططات الاصلاح.
تلك كلمات تفسر بطئ الحكومات في الاصلاح،وعدم اتمامها اي من تلك المخططات الاصلاحية التي وضعت بعناية حثيثة بعد رفع وتيرة المطالبات الشعبية،والاتهامات التي اُكيلت على الحكومات المتعاقبة، لعدم رغبتها في القيام بالاصلاح للمحافظة على الامتيازات التي حصلوا عليها،وعلى مصالحهم الشخصية التي استطاعوا سعيا في إثرها مزاوجة السياسة بالمال، وقد جمعت المصالح المشترك هؤلاء المتنفذين والاقتصاديين الفاسدين في دائرة،والتي شكلت الان عقبة حقيقية في طريق الاصلاح،وبقيت الحكومات المتعاقبة تعمل ضمن اطر "تخديرية"،تعتمد على الحملات الاعلامية للترويج لمنجزات غير قائمة،ولاصلاح وهمي بعيدا عن مواطن الفساد والفاسدين،حتى بقيت رموز الفساد في مواقعهم،عناصر وشوائب ،ضلالات ثابتة ترمق الاصلاح ،وتعارض الاصلاحيين.