مع أزمة كورونا ... الجميع أمهات

جفرا نيوز – كتبت – فرح سمحان  
عيد الأم لهذا العام جاء مختلف مع وجود أزمة كورونا ، فلم يتمكن الأبناء من جلب الهدايا للأمهات ولم يتمكن أصحاب المحال التجارية من تحقيق المكاسب من العروض لهذا العيد ، فالمحال التجارية مغلقة والضجيج الذي كان يعم شوارع العاصمة عمان ومحافظات المملكة والأضواء الصاخبة لم يعد لها وجود ،فكورونا هذا الضيف الماكرأو كما يقال بالعامية "ضيف وحامل سيف" تمكن من تفريق الناس ومحاربتهم لكنها بالطبع حرب غيرمتكافئة فالعدو هذه المرة لايمكن محاربته 

ولم تكن انعكاسات هذا المرض صحية فقط وانما توسعت لتؤثر على التجارة والاقتصاد ، فعيد الأم مثلا كان بمثابة فرصة أمام التجاروالمحال التجارية وأسواق الذهب والمطاعم ومحال الأجهزة الكهربائية وغيرها للبيع الوفير والدخل الكبير، وبيع أكبرعدد ممكن من البضائع المكدسة في مخازنهم الا أن فرض حظر التجول بسبب كورونا ضرب بآمال هؤلاء التجار عرض الحائط ، فلم يعد هناك لابيع ولا شراء وهذا طبيعي في ظل الوضع الراهن 

محبة الأم لايعبرعنها بالهدايا فقط فهي راسخة في القلب ، ومظاهر التعبير عن حب الأم في يومها كثيرة ومنها جمعة أو "لمة" ابناءها حولها فهذا من أكثر مايسعد الأمهات ، لكن الأبناء المتزوجين أو المغتربين لن يتمكنوا من ذلك والسبب كورونا ، فحملة "اقعد ببيتك" كونت رادع عند الجميع بأهمية التزام البيت للحفاظ على صحتهم وصحة من حولهم ، ليكتفوا تبعا لذلك بمعايدة الأم على الهاتف أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فقط ، شأنه شأن الكثير من العادات التي تمكن كورونا من تغيرها 

لكن ما يبعث التفاؤل في النفس هوأن جميع الأردنيين قلبهم واحد كقلب الأم ، ومدى التعاون والتكاتف من كل الجهات من بمن فيها الصحية والأمنية والتجارية وغيرها كان واضح منذ بداية أزمة كورونا، فتعاملوا مع المواطنين كمعاملة الأم لأبناءها ليكون بذلك عيد الأم للجميع وليس فقط للأمهات