انشقاقات في الجيش السوري وتحذير من حرب أهلية

جفرا نيوز - قال نشطاء ان القوات السورية قتلت ما لا يقل عن ثمانية محتجين وأصابت 25 آخرين في دمشق يوم الاربعاء في واحد من اكثر الهجمات دموية خلال الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد المستمرة منذ سبعة اشهر. وفي نيويورك، قالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان يوم الاربعاء ان عددا متزايدا من الجنود السوريين ينشقون وينضمون الى المعارضة مما يزيد احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.

وفي تفاصيل الحدث السوري، قال نشطاء لرويترز ان افرادا من الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس اطلقوا النار على حشد تجمع في منطقة البرزة.

وتجمع الحشد في جنازة بسام عبد الكريم وهو محتج قتل في الحي يوم الثلاثاء.

ومنعت السلطات السورية عمل معظم وسائل الاعلام المستقلة منذ بدء الاجتجاجات في مارس اذار وهو أمر يصعب معه التحقق من الانباء بشكل مستقل.

محادثات للمعارضة في الجامعة

الى ذلك، قال وفد من المعارضة السورية وصل الى القاهرة يوم الاربعاء لإجراء محادثات مع الجامعة العربية انه يؤيد إرسال مراقبين الى سوريا لتوثيق هجمات حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين، غير ان الوفد قال انه يعارض التدخل الاجنبي. وقتلت قوات الجيش والامن في سوريا أكثر من 60 شخصا منذ أن وقعت حكومة الاسد خطة سلام توسطت فيها الجامعة العربية في الاسبوع الماضي.

واجتمع حسن عبد العظيم المنسق العام للوفد مع نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية قبل اجتماع طاريء للجامعة يوم السبت لبحث الحملة السورية على المحتجين المناهضين للحكومة.

وقال عبد العظيم انهم طلبوا من الجامعة العربية عدم منح النظام السوري مهلة جديدة.

وأضاف انهم طلبوا من الجامعة توفير اليات لحماية الشعب من القتل والقمع والتعذيب بارسال مراقبين عرب ودوليين وفتح الطريق لمنظمات حقوق الانسان ووسائل الاعلام لزيارة سوريا.

ولم يطلب عبد العظيم تحديدا تجميد عضوية سوريا في الجامعة. وقال انه قبل تجميد العضوية فانهم يريدون من الجامعة العربية ان تقوم بدورها.

هجوم بالبيض

وتعرض الوفد المؤلف من اربعة اعضاء برئاسة عبد العظيم لهجوم من محتجين تجمعوا خارج الجامعة العربية في القاهرة حيث رشقوهم بالبيض واتهموهم بالعمل سرا لصالح الاسد.

وقع الحادث عندما غادر ثلاثة من اعضاء الوفد سياراتهم وحاولوا السير وسط حشد من نحو 100 محتج تجمعوا عند المدخل الرئيسي للجامعة.

وقال أمين وهو محتج سوري رفض ذكر اسمه كاملا ان المارة أبعدوا اعضاء الوفد عن المحتجين ونصحوهم بركوب سيارات اجرة لمساعدتهم على النجاة.

وتابع أمين "هذا الوفد مزيف مئة بالمئة. انه يريد حوارا من أجل النظام وبقائه."

وأضاف "رشقنا هؤلاء الخونة بالبيض وعادوا أدراجهم. نحن لا نريد مفاوضات مع النظام السوري. نحن نطالب باسقاط النظام."

وتدعو الخطة العربية الى وقف كامل للعنف والافراج عن السجناء وسحب القوات من شوارع المدن السورية لاتاحة الفرصة أمام حوار وطني.

ودعت الحكومات الغربية بقيادة الولايات المتحدة الاسد الى التنحي عن السلطة لكن روسيا والصين عرقلتا فرض عقوبات أكثر صرامة على سوريا.

اجتماع السبت

وقال دبلوماسي بالجامعة العربية انه من المقرر ان يقدم ممثلو المعارضة مطالب ليناقشها وزراء الخارجية العرب يوم السبت من بينها تجميد عضوية سوريا وطرد سفراء سوريا من الدول العربية.

وقال الدبلوماسي انهم يتجهون لمطالبة الجامعة العربية بتقديم قائمة بالجرائم التي ارتكبتها القوات السورية ضد المدنيين الى المحكمة الجنائية الدولية.
لكنه قال انه "من غير المرجح بدرجة كبيرة" ان تقطع الجامعة العربية العلاقات مع سوريا.

وقال "مع من سنتحدث للعمل لحل هذه المشكلة اذا قطعنا كل العلاقات مع الدولة السورية ..".

ويمكن أن يبعث تعليق عضوية سوريا في الجامعة برسالة مفادها ان الحكومات العربية تخلت عن محاولة اقناع الاسد بالتنحي عن السلطة ولذلك فانها قد تؤيد شكلا ما من اشكال التدخل الاجنبي المباشر.

وقد يجد زعماء عرب اخرون يبذلون جهودا مضنية للتعامل مع شعوبهم ان تلك الخطوة بعيدة المدى وانها قد تقوض سلطتهم.

وقال الدبلوماسي ان الوزراء العرب قد يختارون اجراءات أقل شدة مثل ارسال لجنة عربية الى دمشق لمراقبة الوضع هناك أو ارسال وفد ليرى من الذي ينتهك خطة السلام في سوريا.

ويقدر نشطون سوريون عدد المدنيين الذين قتلوا في اعمال العنف بنحو 4200 . وتتهم الحكومة المعارضة بأنها البادئة باطلاق النار.

وقال مندوب سوريا لدى الجامعة العربية ان دمشق قطعت شوطا طويلا نحو تنفيذ خطة السلام مشيرا الى الافراج عن نحو 500 معتقل بموجب عفو مشروط اعلن عنه في الاسبوع الماضي.

انشقاقات في الجيش

في نيويورك، قالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان يوم الاربعاء ان عددا متزايدا من الجنود السوريين ينشقون وينضمون الى المعارضة مما يزيد احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.

وقالت بيلاي أمام مجلس الامن الدولي "حيثما تنتهك الحقوق الاساسية للانسان وتقابل المطالب السلمية بالتغيير بعنف وحشي يضطر الناس في اخر المطاف للجوء الى التمرد على الطغيان والقمع."

وأضافت خلال مناقشة عن حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة "حدث ذلك في ليبيا وربما يحدث في سوريا. يرفض المزيد والمزيد من الجنود أن يصبحوا شركاء في جرائم دولية وينضمون الى الجانب الاخر. ثمة احتمال كبير أن تنزلق سوريا الى صراع مسلح."

وفي تأكيد لكلام بيلاي ذكر ناشطون سوريون ان قوة مدرعة حكومية داهمت منطقة شمال غربي مدينة حماة اليوم الاربعاء لمطاردة منشقين عن صفوف الجيش يتحدون حكم الرئيس بشار الاسد.

وأكدت بيلاي مجددا أن تقديرات الامم المتحدة نشير الى أن "أكثر من 3500 شخص" قتلوا في سوريا منذ بدأت المظاهرات المناهضة للحكومة في مارس اذار.

وقالت "اعتقل عشرات الالاف من الاشخاص تعسفيا منهم أطباء وممرضون وجرحى وما زال كثير منهم معزولا عن العالم الخارجي الامر الذي يزيد احتمال تعرضهم للتعذيب."

وقالت بيلاي أمام مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا انها "تشعر بالقلق من أن قتل المدنيين لم يتوقف". وحثت دمشق على السماح لبعثة مراقبين لحقوق الانسان بالمساعدة في ضمان التزام سوريا باتفاق الجامعة العربية.

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) الشهر الماضي ضد مشروع قرار أوروبي في مجلس الامن كان يدين قمع الحكومة السورية للمحتجين المطالبين بالديمقراطية ويهدد بعقوبات محتملة.

وقال دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون مرارا انهم مستعدون لتقديم مسودة قرار جديد مضمونه يماثل مشروع القرار الاخر بمجرد أن تغير روسيا والصين موقفهما. لكن دبلوماسيين غربيين ذكروا أن موسكو وبكين ما زالتا حتى الان تعارضان الفكرة بقوة.