سليم البطاينه يكتب : (العرب أمام حائط المبكى !!)

جفرا نيوز - كتب : النائب السابق المهندس سليم البطاينة
يكذب من يتوهم أن ما يسمى المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية معنيين ومهمومين ويعملون ليل نهار بالبحث عن حلول لقضايا العرب وأزماتهم !!! فكلمات كالمجتمع الدولي والرأي العام والأمم المتحدة والعالم الحر والدول المحبة للسلام فجميعها مصطلحات وهمية لا معنى لها ، ولا يلجأ اليها الا العرب فهي كيانات وهمية ، وهي حائط المبكى للعرب دون غيرهم ، وهي سياسة الباب الموارب الذي ليس مغلقاً ولا مفتوحاً على مصراعيه ليبقى العرب في حالة انتظار لا حرب تقع ولا سلام يتحقق !!!

فاللأسف فالعرب عباقرة في صُنع الازمات ، وأزماتهم معظمها محلية الصنع والمخجل انهم يطلبون حلها من الخارج !!! وخلاصة تجاربهم الماضية تؤكد أنهم لن يتوحدوا ولن يتحركوا من اجل قضاياهم ، بل سينتظروا لما سيقرره لهم الآخرون !!! فبالأمس كانوا نائمون ، ومنذ مئات السنين نائمون وإلى اليوم نائمون !! والمشكلة انهم يصلون دوماً متأخرين.

فسياسيًا لم تكن الولايات المتحدة الامريكية لتخاطر بإعلانها الصفقة ما لم تكن معظم الدول العربية والإسلامية موافقة على ذلك !! فالصفقة شرعنت ما لا يُشرعن وتواطىء فيها الجميع !! فبات الفلسطينين ليس مطلوبًا منهم القبول أو الرفض !! فالظلم الذي لحق فيهم هذه المرة يأتي من العرب أنفسهم ، فهم يبيعون غدهم بيومهم ،وأصبحت فلسطين بلا أب وبلا ام !! وها هو ترامب الذي استولى على أموال العرب اكثر ما استولى غيره من زعماء الولايات المتحدة الامريكية السابقون غير مهتم لأية مشاعر ولا لأي قوانينن دولية سابقة بشأن القضية الفلسطينية.
والمطبخ السياسي الاردني يعرف ذلك جيداً ويشعر أن اسراءيل والولايات المتحدة الامريكية تعرضه لعملية ابتزاز سياسية اقتصادية أمنية ليوافق على تلك الصفقة !!! فالقبول بات مأزقًا والرفض مأزقًا أكبر !!! والاسرائيليين يريدون أن يقطعوا التواصل ما بين الاْردن وأي منطقة نفوذ فلسطينية ولو شكلياً ؟ لانهم يرغبون بالاستفراد بالفلسطينيين هناك ، بحيث يفتح لهم مجال للعبور في اتجاهين ( اتجاه الاْردن لموضوع الترانسفير !! واتجاه غزة من خلال طريق سريع يتم إنشاءه حالياً !! وبذلك ستتحكم اسراءيل بالمعابر كلها ذهاباً وإياباً !! وفي قادم الأيام والسنين ستبتلع اسرائيل الضفة الغربية حيث بداءت ومنذُ سنوات بأعداد خرائط جديدة لاراضي الضفة الغربية وملكياتها عن طريق العودة إلى القيود العقارية في الفترتين العثمانية والبريطانية !!! وستعمل اسراءيل على ان تكون حدودها مع الاْردن على النهر ضمن ترتيبات جغرافية وديموغرافية.

فالدول العربية مشغولة بأثقالها وتسعى للتخلص منها بثمن أو بدون ثمن !! فسوريا مشغولة بالحرب فيها وعليها !! والعراق بات مستنقعاً للفوضى !! ولبنان مشغول بقضاياه المصيرية الداخلية !! واليمن دخلت نفقاً مظلماً لا تعرف متى ستخرج منه !! والمغرب أخرج نفسه من دوامة الصراع العربي الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية غارقة في فسادها رغم انها قبل سنوات قدمت حلول على حساب قضيتها ومعظم تلك الحلول جاءت بشراكة اسرائيلية فلسطينية وبرعاية دولية !! أذكر منها هنا ( وثيقة أبو مازن بيلن عام ١٩٩٥ ) ( ومشروع نسيبة إيلون عام ٢٠٠٢ ) ( ووثيقة جينيف عام ٢٠٠٣ ) ( ووثيقة Aix En Prevenc ) و معظم تلك الوثائق ناقش واعطى موافقة مبدئية على مواضيع عديدة أهما موضوع اللاجئين والأراضي.
فالذي يلاحظ الان ان أوروبا ضعيفة ولا يعول عليها !! وروسيا واقعية وتعرف مصالحها جيدًا !! والصين طموحة !!! فصحيفة تاغيس شبيغل الألمانية وصفت رودود الفعل العربية اتجاه صفقة القرن بأنها تهويل ساذج ودعت أوروبا والألمان الى تكثيف المشاركة اكثر في عملية سلام الشرق الاوسط و أكثر من اَي وقت مضى !!!! فباتت اسراءيل الان هي الدولة الوحيدة في العالم مرتاحة والجميع يطلب ودها ورضاها ولا احد يريد ازعاجها !!!