"هكذا قرأتُ خطاب الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي"

جفرا نيوز - أرى أن الثيمة المركزية في خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني امام البرلمان الأوروبيٌ والتي أطلت من بين كل سطر فيها على شكل سؤال موجه لاوروبا هو" أين دوركم في ظل الغياب الأمريكي عن ساحتنا،فهاهم قد تركوا سوريا لمصيرها وتركوا ليبيا كذلك وتعاملوا مع العراق كساحة مواجهة مع إيران؟

سؤال جدير أن يوجه لأوروبا التي انكمش دورها وتصاغر أما السياسة الأمريكية،وقبِل قادتها الجدد بذلك.

أما السؤال الثاني والذي  أعاد القضية المركزية إلى مركزها بعد أن جذبتها السياسة الأمريكية بعيداً عن هذا المركز،فلسطين بالطبع وفي قلبها القدس فجاء السؤال متحدياً ومستفزاً للوعي التاريخي الاوروبي والحس الديني الملتحم بهذا التاريخ وهو" هل من المقبول أن تتخلوا عن نصيبكم من القداسة في فلسطين وعاصمتها المقدسة القدس؟أليس هناك إرث مقدس مشترك بيننا وبينكم تحاول إسرائيل سلبه وأنتم تتفرجون،هذا الإرث الذي امثل أنا وعائلتي خطه الأول في هذه المواجهة حامية الوطيس مع التغول الإسرائيلي؟

محاولة لهز الوعي الأوروبي المتكاسل لعله يؤتي أكله.

اما حديث جلالته عن البطالة والافق المسدود أمام الشباب فهي التفاتة إلى الداخل الأردني وتذكير ضمني بأنكم تخليتم عنا حتى على الصعيد الاقتصادي.

ولكني على المقلب الآخر أرى أنه يمكن إحداث اختراق حتى للسياسة الامريكية منتهزين ظرف المواجهة مع إيران على الساحة العراقية،والأردن هي الأقرب والأقدر خاصة فيما يتعلق بإعادة الحضور السني إلى واجهة السياسة العراقية،والتي أتوقع أن يأخذها المشروع الأمريكي لمستقبل العراق في الحسبان،فلا بأس أن نبادر بتذكيره بها خاصة وأن الأردن نسجت علاقة وثيقة بإيوائها للاجئين العراقيين وتقوية الوشائج مع عشائر غرب العراق وعبر الحدود الأردنية الشرقية.وهذا الأمر لمسته بنفسي أثناء خدمتي على الحدود الأردنية العراقية.وطالما اعتقدت أن هذه خطوة سياسية ذكية سنقطف ثمارها يوماً ما وبالمناسبة فقد كانت خطوة مباركة أمريكيا في ظل مشروع الصحوات،والذي تخلى عنه الأمريكان فيما يمكن أن أعتبره خطأ سياسيا فادحا ارتكبه الأمريكان.لا بل اظنه تفريطا سياسيا كلفهم غاليا،فلماذا لا نحاول وبالشراكة مع الأمريكان إحياء هذا المشروع السياسي،والفرصة متاحة في ظل التململ الشعبي الذي يقوده الشباب في العراق،فتمد لهم أمريكا اليد بتفعيل المكون السني.

وبالطبع لا أدخر الثناء على الخطاب الملكي ولكني لن أضيف شيئاً في ظل امواج المديح العالي الذي سبقتني إليه الأقلام.

نزار حسين راشد