القلاب يكتب: يستغلون طيبة الملك ويرجمون الأردن ..!
جفرا نيوز – رداد القلاب
يتساءل الأردنيون بعد كل حالة رجم للدولة وكيانها يقوم بها مسؤولون سابقون في محاضرات او تصريحات صادرة عن صالونات سياسية أو ربما غرف مغلقة أو منصات الكترونية، أين كان هؤلاء عندما تقلدوا أرفع المناصب والمسؤولية؟ ولماذا لم يفعلوا كذا وكذا ..؟!.
مؤلم جدا، ما تقوم به بعض القيادات الأردنية السابقة، من رجم الدولة لأنها فقدت وظيفة أو امتيازاً أو تقاعدت، وكأنها لا تريد التقاعد أو ترك الامتيازات أو اقتصارها على "الورثة"، وينسى هؤلاء أنهم كان يوما من أولادها! ثم يختار طريق "الشيطنة" والإساءة لرموز الدولة وقيادتها ويهاجمها بما يمتلكه من أسرار اطلع عليها بحكم وظيفته!. أو يتخذ موقف "المتفرج "وقت الشدة والازمات "!.
لم تقف تلك الطبقة موقف المتفرج بل أوغلت في التخطيط والانتقام من الدولة ونظامها وشعبها الطيب، وصار خبر عادي أن المسؤول السابق له الحق في نقد الحكم ودون مراعاة لواجبه تجاة دولة فقيرة تئن بسبب أعمال بعض هؤلاء ابان كانوا يتقلدون المسؤولية والمناصب.
"محزن جداَ" ما يجري في بلدنا عندما يطعن بعض المسؤولين السابقين الدولة وأركانها، ومحزن أكثر عندما يمارس هذا الفعل أولئك الذين يفترض أنهم تخلقوا بأدبيات "الهاشميين" أو تكرست في شخصياتهم تقاليد مؤسسات الدولة الكبيرة ذات القيم العالية، أو يفترض أنهم تشربوا أخلاق الأردنيين الخّيرة.
نخجل من "تنظير" هؤلاء خاصة وبعض شبهات الفساد تحوم حولهم، بينما هم يمارسون عملية تظليل كبيرة كونهم كانوا يوما في سدة المسؤولية واليوم ينظرون في المجالس بأساليب بالية وبأثر رجعي، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يصل إلى فعل انتقامي أو ثأري بأحاديث تفتقد الدقة والمصداقية في الغرف السوداء وإلى الحد الذي تصل فيه إلى لغة التجريح والاساءة لرموز الدولة وقيادتها .
في المقابل، تتشكل حالة شعبية وطنية تشخص الأزمة بانها متعددة الأوجه والتحديات التي تعيشها المملكة تبدأ وتنتهي عندما يتصدر هؤلاء المشهد بواسطة انفسهم او عبر "وكلاء "ويعمقون" الأزمة بهدف الابتزاز السياسي او المالي. وتعترف هذه الحالة بأن هؤلاء مارسوا الاقصاء الممنهج خلال تقلدهم المسؤولية لرموز الخبرة والمهارة، وعلى مدار عقدين من السنوات، لأجل المصالح الشخصية وبعيدا عن الولاء بدون مهنية.
يدرك هؤلاء الذين تخلوا عن قيم النبل والفروسية وباتوا معارضين بعد خروجهم من مناصبهم أن "الازمة" ليست بإدارة الملفات والمشكلات الاقتصادية والتحديات المالية الناجمة عن المشكلة الاقتصادية بل استهداف "الكيان الاردني" من الخارج في ظل اصرار على الوقوف موقف المتفرج.."انه نكران الجميل "على اقل تقدير .
مؤسف ان يقرر أبناء الدولة التخلي عنها وقت الحاجة لهم وهم رصاصها وذخيرتها ويتراجع مسؤولون من نخب سياسية ومدنية وعسكرية وبرلمانية وحتى إعلامية، إلى نحو حالة انفصام وطني كبيرة!
يتجاهل هؤلاء وبشكل مريب وبانتهازية في بعض الأحيان، ما تمر به البلاد وما تتعرض له من هجوم اليمين الاسرائيلي المتطرف ضد الملك عبدالله الثاني شخصيا جراء ما عرف بـ"لاءات الملك الثلاث" ومواقفه ضد الوطن البديل وحق العودة وعدم المساومة على الوصاية الهاشمية وعلى المقدسات الاسلامية والمسيحية .
لقد شكلت تلك المجاميع شبكات "شللية " واحيانا عشائرية لحماية مصالحها ومحاصصة "مناطقية " أو "عائلية" وليس على أساس الانحياز الطبيعي لخيارات الشرعية. فيتم استغلال "طيبة الملك " وإيمان القائد الأعلى طوال الوقت بضرورة تجديد النخب، حيث يتم استغلال هذه الفلسفة الملكية من قبل أبطال تلك المحاصصة .
وسرعان ما خذلت الطبقة الجديدة القيادة والدولة معا فانشغلت بملفات هامشية وشكلت مجموعات شللية صغيرة نافذة جدا، لحماية حضورها ودورها ومصالحها بتزاحم شديد فيما بينها على امتيازات النفوذ والمكتسبات وميزات المصالح بكل أشكالها.
هؤلاء استفادوا من المواقع وتقاسموا سلسلة طويلة من المناصب العليا في السابق، منها: سفارات أو ادارة مؤسسات ووزارات وترؤس حكومات وهيئات وتقلد مناصب عسكرية رفيعة ايضا، لكنهم سرعان ما يتخلون عن البلاد بمجرد مغادرة تلك المواقع، وإن لم يتورطوا بمخططات التآمر فهم يصبحوا في أقل الأحوال إما محرضين أو متفرجين!