اليمين الصهيوني يكشر عن أنيابه السامة ، اين اليمين الأردني ؟

جفرا نيوز - كتب الصحفي خلدون عبدالسلام الحباشنة اليسار " الوزاري " في الاردن يرفل في ابراج موضعية ، اليسار الحزبي مثقل بالديكورية الشكلانية ، اليمين  الديني والوسط السياسي  في حالة انتظار صنمية  ، عدا عن اليمين الوطني الأردني المتطرف في اتجاهه والذي بنا وجوده على فكرة الهوية الوطنية وصراعها مع الهويات الفرعية لكن الأهم أن فكر الدولة ، فكر الهوية ومفكريها ومنظريها الذين فهوا هذا الدور على أنه لتحقيق منافع ذاتية على حساب مشروع الدولة وانسحبوا بمجرد الوصول إلى حالة الاشباع ، بكل ثقة الدولة الان بحاجة إلى من يعيدون القيمة والفكر الى مستوياتها السياسية الهجمة الصهيونية  ليست مجرد عاصفة سياسية ، انها مخطط مرسوم محدد الزمان والمكان .
أحد أهم أركان المشروع السياسي الوطني الأردني هي التنوع المبني على جذور واقعية تلمست وجودها عبر قيم مشتركة لا يمكن القفز عنها  ؛ عندما واجهت الدولة خطرا وجوديا كان أحد أهم أسباب استمرارها وصمودها انها امتلكت أسماءها سياسية كبيرة ذات وزن اجتماعي وقيادي حصر الطموح عند مجاميع تمت محاصرتها فكريا وسياسيا وتعريتها قيميا بفعل السطوة الكبيرة للخطاب السياسي الأردني الذي أفقد هذه المجاميع توازنها حتى أمام قواعدها الحزبية أو حواضنها الاجتماعية إضافة إلى القوى الخارجية التي كانت تغذي المشروع المضاد ، وهو ما سهل عملية الانتهاء منها باسرع وقت وجهد وتضحيات . سقوط النسق الأهم من الاعتبار السياسي الأردني وهو بناء منظومة فكرية ذات قوة في المسارات السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية لحساب مجموعات متنفذه خاوية فكريا اعتمدت إدارة سطحية رقمية غرقت واغرقت الجميع في فوضى مشكلات حياتية يومية ، كشفت عن رداءة طرحها وفتحت الباب على مصراعيه إلى نقد وشتيمة مستمرة وحتى جرأة كبيرة بلغت حد التشهير والحفر في الاساسات الصلبة للبنية الوطنية بكاملها .  المشروع الصهيوني في أوج غطرسته وهو يحشد العدو  و "الشقيق " من أجل استمراريته وطموحاته وأهدافه ، بينما نحن وحيدين الان كاردنيين في الساحة بعد أن دفعنا ثمن غياب فكر الدولة لحساب توجهات حكومه ، أداء وحيد على الساحة الأردنية شكل خطورة نوعية على الأهداف الصهيونية تمثل في التدريبات العسكرية التي حضرها الملك عبدالله واتخذت مسمى عميق " سيوف الكرامة " وهي الحالة التي جسدت قراءة مباشرة للواقع السياسي والاستراتيجي الذي يجري التعاطي معه في المنطقة والاقليم . ركون نخب إعلامية وفكرية وحزبية الى منطق  " السيغار " وقراءة الاخبار والانزواء في مكاتب البيوت وممارسة دور عميق الذاتية وكان الأمور بلغت حدود الاطمئنان السياسي المريح جدا كشفت ظهر المشروع الوطني الأردني وأثبتت أن الجوعى بمجرد أن يشبعوا يخلدون الى نوم عميق . كل الممارسات السياسية الصهيونية تبنى على قراءات عميقه للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي العربي عموما ، انا الواقع الأردني تحديدا فهو يشكل قراءة أكثر عمقا ومجهرية لدى الصهاينة . نحن انسحبنا باتجاه صراع طبقي وظيفي محموم ، مشفوع باعراض تشير إلى إصابتنا بحمى الهوية ومخاوفها ومحاذيرها دون أن نعي أن ادوات تثبيت هذه الهوية باتت مفقودة ونادرة حتى على مستوى الخطاب اليومي وتحت وطأة معركة اغتيال مباشر لشخصيات والتشهير والإساءة لكل ما هو وطني نجحنا في استبعاد الثقة ودفن القيم التي نحتكم إليها في اي حوار كان . قصة غور الاردن وقضية الضفة الغربية والانقسام الفلسطيني الداخلي والرهانات الإقليمية تطل من جديد برأس اكثر قبحا على الساحة الأردنية عبر إعادة إنتاج الانقسام الأفقي والعامودي نفسه . نحن مطالبون اليوم بإعادة انتاج الطبقة التي تحترف بناء المواقف ، واستبعاد الطبقة الإدارية الخرساء التي لا تتقن سوى التصريح المستفز سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .