من بئر مذكور ...إلى بئر مقهور

جفرا نيوز - الإعلامي عدنان خليل القراله تحملني نسمات الجنوب من البحر الميت إلى خليج العقبة ،ولا أكف عن التلدد هنا وهناك، أصتدم النظر على لوحة مكتوب عليها بئر مذكور فأعجبني اسم المكان ،ولكن الخواطر عصفت بي، أججت في نفسي هياجاً لموج صاخب من النفس مبني على هذه المفارقة المضحكة "من بئر مذكور إلى بئر بلدنا المقعور" فإذا كانت بئر مذكور معروفة لدينا في مكاننا الجنوبي فإن بئرنا المقعور هو الجاثم في خلايانا وتغذيها بالسخط والغضب بدلاً من الحياة. بمعنى أن القنوات التي تؤدي إلى البئر المقعور هي قنوات موازنتنا العظيمة التي نقرأ أرقامها فنستبشر خيرا ، ونذهب إلى البئر المقعور فلا نجد في الواقع نقطة واحدة تبشر بالخير. لا أدري وإن كنت أدري إلى أين تذهب هذه الشآبيب المتدفقة إلى بئرنا المقعور هل هي تغور في الأرض لتتصل مع الينابيع أو مع الأنهار أو تذهب إلى أي مكان يمكن الوصول إليه أم إنها تتبخر صوب سحابة لا تمطر في بلدنا وربما نسمع عنها في سويسرا مثلاً. أقول: لبئر مذكور مرحباً بك وقد رحبت بنا لكنني أفر هلعاً حينما تقفز من الذاكرة ذكريات مؤلمة من بئرنا المقعور الذي يرتبط اسمه بملوحة صندوق النقد الدولي،أو مستنقعات الضرائب وفنون الجباية التي أوردتنا مهالك الفلاس ومهازل الذكريات. ألا بعداً للبئر المقعور إنه للشيطان مكان ومورد عذب ولنا جهنم وحرور