المجلس الانتقالي الليبي يعترف بالمجلس الوطني السوري

اعلن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مساء الاثنين الاعتراف بالمجلس الوطني السوري "ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري"، في حين "رحب" الاتحاد الاوروبي بقيام هذا المجلس من دون ان يعترف به.

فقد اعلن موسى الكوني عضو المجلس الانتقالي الليبي في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس ان "المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قرر في اجتماع اليوم الاعتراف بالمجلس الوطني في سوريا وقرر ايضا غلق السفارة السورية في ليبيا" موضحا ان النظام الليبي الجديد يعترف بالمجلس الوطني السوري "كحكومة شرعية وحيدة ممثلة عن الشعب السوري".

وبحسب "أ.ف.ب" اضاف ان "اعترافنا بهذا المجلس هو اعتراف بثورة الشعب السوري، فكما عانى الشعب الليبي فان معاناة الشعب السوري مماثلة: هناك رئيس في سوريا يقتل شعبه، وهذه الدولة (سوريا) تمارس الارهاب، وقد دعمت في السابق القذافي، ونحن كثوار ليببيين ذقنا الامرين من نظام مشابه، ومررنا بازمة الاعتراف".

وتكون ليبيا بذلك الدولة الاولى التي تعترف بالمجلس الوطني السوري.

وياتي الاعتراف الليبي غداة تحذير اطلقته سوريا من انها ستتخذ "اجراءات مشددة" ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري مؤكدة ان العمل جار على استكمال "الاصلاح السياسي" و"انهاء المظاهر المسلحة" في البلاد.

على الصعيد الاوروبي جاء في اعلان صادر عن وزراء الخارجية الاوروبيين اثر اجتماعهم في لوكسمبورغ الاثنين ان الاتحاد الاوروبي "يشيد بجهود الشعب السوري لوضع برنامج (للمعارضة) موحد ويدعو المجموعة الدولية الى القيام بالمثل".

واعتبر الاعلان "ان تاسيس المجلس الوطني السوري يشكل خطوة ايجابية".

ويرحب الاوروبيون خصوصا بالتزام المجلس الوطني السوري بالدعوة الى اللاعنف والدفاع عن "القيم الديموقراطية".

ويؤكد الاعلان مجددا ضرورة تخلي الرئيس الاسد عن السلطة "لافساح المجال امام العملية الانتقالية".

والمجلس الوطني السوري الذي اعلنت ولادته رسميا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر في اسطنبول ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متنوعة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وكذلك احزاب كردية واشورية.

من جهته، اعلن ابرز المسؤولين في المجلس الوطني السوري برهان غليون ان مصير الرئيس السوري بشار الاسد "سيكون كاي مصير مجرم اخر" في حال سقط نظامه الذي يقمع حركة الاحتجاج في سوريا، وذلك في مقابلة مساء الاثنين مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي).

وقال غليون في هذه المقابلة التي اجريت معه في باريس حيث يقيم "اذا سقط من دون ان يكون تراجع عن اخطائه، سيكون مصيره كاي مصير مجرم اخر".

واضاف "هو الان مجرم، هو المسؤول الاول عن اعطاء اوامر قتل واعتقال عشرات الالوف من السوريين".

وتساءل "كيف تريد ان يهرب من دون عقاب؟ لا ضمير بشري يتركه يهرب من دون عقاب؟ لن يهرب".

واكد انه "لا مفاوضات مع بشار ولا تسوية باي شكل من الاشكال مع النظام الاستبدادي"، مضيفا ان "الشعب السوري فهم ان هذه الاصلاحات هي كلام فارغ".

وردا على سؤال، قال غليون "لن نتقدم باي طلب للتدخل العسكري" الخارجي، مضيفا "نسعى بجميع جهودنا من اجل حماية المدنيين وليس تدخل الناتو"، مؤكدا "لا احد يعرف متى يسقط النظام ونحن نراهن على استمرار الانتفاضة".

وفي باريس اكدت فرنسا الاثنين دعمها للمعارضة السورية من دون الاعتراف بالمجلس الوطني في الوقت الحاضر، وذلك خلال اول لقاء علني بين وزير الخارجية الان جوبيه ومسؤولين في المجلس الوطني السوري ابرزهم برهان غليون.

وامام الصحافيين، صافح جوبيه غليون وكذلك بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري الذي يعتبر الهيئة الاكثر تمثيلا للمعارضة السورية، وذلك في مستهل لقاء نظمته الاوساط الثقافية الفرنسية لدعم المعارضة السورية.

وقال جوبيه قبل المشاركة في اللقاء في مسرح الاوديون في باريس "انا هنا بدعوة من رئيس المجلس (برهان غليون) والسيدة قضماني للتعبير عن دعم فرنسا للشعب السوري الذي يناضل من اجل حريته وحقوقه الاساسية في شكل سلمي".

واوضح جوبيه ان قضية اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني السوري "ليست مدرجة على جدول الاعمال لان المجلس الوطني السوري لا يطلب هذا الامر".

وتابع "سنتابع اتصالاتنا مع المعارضة السورية لمعرفة كيفية مواكبتها".

وفي ستوكهوم اجمع قادة عدد من المجموعات السورية المعارضة لنظام بشار الاسد الذين اجتمعوا في السويد خلال اليومين الماضيين، على المطالبة بارسال مراقبين دوليين الى سوريا، الا انهم اعلنوا عموما رفضهم اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا على ما افادت الجهة المنظمة الاثنين.

واتفق المشاركون "على المسائل المتعلقة بالنظام الذي يجب اسقاطه، وعلى دور المجتمع الدولي الذي عليه ارسال مراقبين، وعلى ضروة تقديم حماية للاقليات يكون لها طابع قانوني الزامي" حالما يقوم نظام جديد، على ما قال الامين العام لمركز اولوف بالمي الدولي ينس اورباك.

ودعا المشاركون ايضا الى فرض عقوبات اقتصادية على سوريا تكون موجهة بشكل لا يؤثر على الشعب السوري، بحسب تصريحات اورباك للصحافيين.

وفي موسكو، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نشرت الاثنين ان موسكو وبكين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار في مجلس الامن حول سوريا يكون "اكثر توازنا" من النسخة التي عرضها الغرب على التصويت، وتدين العنف من جهتي النظام والمعارضة.

وقال لافروف لمجلة بروفايل "نقترح اعتماد مشروع قرار متوازن يدين العنف من الجانبين". واضاف "في الوقت نفسه يجب ان نطلب من الاسد مواصلة الاصلاحات التي بدأها".

وتابع "الى جانب ذلك يجب ان نشجع المعارضة السورية على الجلوس الى طاولة المفاوضات ومحاولة التوصل الى اتفاق. نحن مستعدون مع شركائنا الصينيين لعرض مشروع قرار من هذا النوع".

وكانت روسيا والصين اثارتا الاسبوع الماضي استياء الغرب عبر استخدام حق النقض ضد مشروع قرار يدين نظام الاسد حتى بعد ان اسقطت منه كلمة "عقوبات" في محاولة لتبديد معارضة روسيا.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 2900 قتيل بحسب الامم المتحدة فيما تتهم سوريا "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.

واكد الرئيس السوري بشار الاسد الاحد خلال استقباله وفدا من تجمع البديل البوليفاري لشعوب اميركا اللاتينية (البا) ان "الخطوات التي تقوم بها سوريا ترتكز على محورين اولهما الاصلاح السياسي وثانيهما انهاء المظاهر المسلحة" في البلاد، حسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

ميدانيا سقط ثلاثة قتلى برصاص قوات الامن في مناطق عدة من سوريا.

فقد شهدت مدينة حمص (وسط) الاثنين "اعنف قصف بالرشاشات الثقيلة يشهده حي باب السباع منذ بدء الثورة" بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واكد المرصد "استشهاد مواطن وجرح خمسة في الحي المحاصر" مضيفا "كما سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي الغوطة بالقرب من فرع امن الدولة وقرب جامع خالد بن الوليد وسمعت اصوات انفجارات واطلاق رصاص كثيف قرب فرع المخابرات الجوية" في المدينة.

واضاف المرصد "كما قتل اليوم (الاثنين) شاب من اللاذقية اثر اطلاق رصاص في قرية عين البيضا التابعة لجسر الشغور اثناء محاولته عبور الشريط الحدودي الى تركيا".

ونقل المرصد ايضا ان "بائعا متجولا (25 عاما) استشهد في مدينة سقبا الاثنين اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل الامن لمنع خروج تظاهرة طلابية حسب ما ابلغ ناشط من المدينة المرصد السوري لحقوق الانسان".

كما نقل المرصد عن ناشط في محافظة ادلب (شمال غرب) ان "مسلحين مجهولين اغتالوا امين فرقة مدينة سرمين لحزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم) محمد بنشي".

من جهتها، تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا في بيان عن الوضع في مدينة حمص موضحة ان "عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة وشهدت الايام القليلة الماضية تصعيدا كبيرا" معتبرة "الهجمة الشرسة التي تتعرض لها محافظة حمص محاولة يائسة جديدة من قبل النظام لتركيع أحرارها وإخماد الثورة فيها".

جفرانيوز-وذكر بيان اللجان ان "احياء المدينة (حمص) عاشت الاحد اجواء حرب حقيقية دوت في جميع انحائها اصوات الانفجارات (...) في ظل اطلاق نار كثيف من مختلف الاسلحة الرشاشة ومضادات الطائرات ودمرت اجزاء من بيوت كثيرة ما اسفر عن سقوط تسعة شهداء وعشرات الجرحى حالة الكثير منهم خطيرة".

من جهته، اشار المرصد الى "تعرض متاجر للتكسير والحرق وتحطيم الكثير من سيارات المواطنين في حي باب السباع" لافتا الى "استمرار الحملة الامنية بشكل كثيف في معظم احياء حمص".

واوضح ان "حي الخالدية شهد صباح اليوم (الاثنين) حملة اعتقالات ومداهمات واسعة بحثا عن مطلوبين للاجهزة الامنية اسفرت عن اعتقال 27 شخصا".

ولفت الى "انتشار الحواجز بشكل كبير على مداخل احياء البياضة والقصور والخالدية وقطعت الاتصالات عن قسم كبير من المدينة صباح اليوم".

وياتي ذلك غداة مقتل 31 شخصا بينهم 14 مدنيا و17 من افراد الجيش وقوى الامن النظامية في عدد من المدن السورية، بحسب ما افاد الاثنين المرصد السوري لحقوق الانسان.