(29) آب يوم هزاع المجالي 1919-1960
جفرا نيوز - كتب الوزير الاسبق محمد داودية على صفحته الفيس بوك اليوم الجمعة ،في يوم ذكرى استشهاد هزاع المجالي 29 آب 1919-1960. ما يلي :
"المؤابية" قصيدة حيدر محمود في الكرك والشهيد هزاع المجالي.
لا تلمنا إذا عشقناكَ يا "سيلُ "
فأنت "الطلا" ونحن الندامى.
ساهراتٌ عيوننا في لياليك
وما ينبغي لها أن تناما.
قد أتينا إليكَ، منك، هديلاً
وصهيلاً، وزعتراً، وخزامى.
وحملنا إليك منك سلاماً
كركياً معطراً وكلاما.
فكأنا، على الضفاف، غمامٌ
واعدٌ بالهطول لاقى غماما.
أو يمامٌ قد استبدّ به الشوق
فناغى، على الغصون اليماما.
لا تلمنا إذا رسمنا المؤابيات
وشماً على زنود النشامى.
أخواتُ الرّجالِ هنَّ ، وما
أنجبنَ يوماً إلاّ الأُباةَ الكراما.
يا "مؤابُ" العظيم أنجب كباراً ق
قدر ما تستطيعُ أنجب عظاما.
فلقد أطبق الصغارُ علينا
فغدونا كما ترانا يتامى.
ومساكينَ ضائعينَ حيارى
أو سكارى لما يذوقوا المداما.
وحدكَ الشامخُ الذي لم يطأطيءْ
لسوى البارئِ المصورِ هاما.
قدَرٌ أن تكون أنتَ - كما أنت -
صهيلاً معتقاً ، وحساما.
لتصدّ "الجرادَ" عن هذه الأرض
وترعى عهداً لها وذماما.
يامؤابُ العظيمُ، خذنا إلى "هزاع"
فالمجدُ في مداهُ أقاما.
وأعدنا إلى الزمانِ الذي كانَ
سيوفاً مسلولةً وسهاما.
ونخيلاً مباركاً وخيولاً
ورسولاً يزيلُ هذا الظلاما.
مدنا بالأمانِ في زَمنِ الخوف
ورُدّ العبوسَ فينا ابتساما.
يا جنوبَ الفؤادِ أمعن كما شئت
هياماً به ، وأمعن غراما.
وتدلل عليهِ فهو الجنوبيّ الذي
في هواكَ صلى وصاما.
كركُ الطيبين كانت مقاماً
للندى والفدا وتبقى المقاما!