وَسَائل التواصل الاجتماعي وصناعة الرعب

جفرا نيوز - د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ
وَسَائل التواصل الاجتماعي وَأبطالها فِي الأرْدُنّ فِي قفص الاتهام، وَالسَّبَب أن بَعْض أصحاب القرار، وجزء من النخبة الأردنية يتهمونها بأنها السَّبَب وَرَاء نقل أحداث يَجِبُ ألا تنقل، بَلْ وتضخيمها، وتقديمها للمواطن بِطَرِيقَة تثير فِي داخله الرعب، وَتَجْعَلهُ يَشْعر بِعَدَمِ الأمان.
ترى؟ هَلْ تشكل وَسَائل التواصل الإعْلامِي مصدرًا لصناعة الخَبَر، وتاطيره، وَاللعِب بِهِ، وَجَعَل النَّاس يتأثرون بِهِ بِشَكْل سلبي، أم هِيَ مُجَرَّد ناقل لما يَحْصل، فتصبح مثل المرآة، وَفِي حَالَة توجيه الاتهام لَهَا نَكُوُن كمن يكسر المرآة لأنها عكست صُورة وَجْهه غير المرغوب بِهِ.
بِلا شك أن وَسَائل التواصل الاجتماعي أصْبَحَت المصدر الأول للأخبارِ فِي الأرْدُنّ، وأي أخبار أخْرَى تأتي من خِلال الصحف الورقية، أو المواقع الإلكترونية إما أنها تستمد جزءًا من مضمونها من خِلال هَذِهِ الْوَسائِل، أوْ أنها تَتَعامَل مَعْهَا عَلَى أنها رافعة، ووسيلة نشر قوية تصل لِلْمُوَاطِنِينَ، وَيَتِمّ التعليق عَلَيْهَا بِشَكْل فوري، وعمل إعجاب بِهَا، أوْ مُشَارَكَة، فتزداد قوتها، وتصل إلى أكبر عدد من الجُمْهور.
وَلَوْ ألقينا نظرة عَلَى هَذِهِ الأخبار، فإنها تَكُون فِي البِدايَة إما خبرًا مصاغا بِطَرِيقَة احترافية، أو فيديو يَتِمّ التعليق عَلَيْه من النَّاس، وَمَع مُرور الوَقْت تتم صياغة خبر ضمن أطر مُعَيَّنَة، وَقَدْ أصْبَحَت التعليقات، ووجهات نظر النَّاس، والتعبير عَن غضبهم، أوْ سرورهم، أوْ عدم ارتياحهم للخبر جزءًا من قوته، وهَذَا يَتَطَلَب مِنَّا نَحْنُ الباحثين فِي مَجَال الإعلام أن ندرس الأمر، لنصل إلى إجابة عَن سؤال مُهِمٌ عَن مدى تأثير آراء الجُمْهور، ومشاعرهم عَلَى تغيير حدة الخَبَر، أوْ ردود الفِعْل عَلَيْهِ.
وَأردنيًا أثبتت وَسَائل التواصل الاجتماعي عَلَى أنها قادرة عَلَى إحداث خضات إلكترونية، وهبات افتراضية، لا تلبث أن تُؤثر بِشَكْل كَبِير عَلَى الوَاقِع الحقيقي، فما حَصَلَ خِلال السنة الـمَاضِيَة من أحداث أثبت ذلِكَ، وَقَدْ أثر بَعْض هَذِهِ الأشياء بِشَكْل إيجابي، وهَذَا ما لاحظناه من خِلال هبة النَّاس الجَمِيلَة بِاتِجَاهِ الذَّهَاب إلى البلد والشراء من هُنَاكَ من أجل دعم تجار وسط البلد، ولاحظنا كَيْفَ أن رِسَالَة انتشرت من امرأة عراقية حَول حاجتها إلى من يدفن متوفاها، فهب الدرك لِلْقيامِ بواجب الدفن والعزاء، وَفِي الـمُقَابِل فإن الأحداث المؤسفة الَّتِي حصلت بِسَبَب الملاهي الَّليْلَة انتشرت بِشَكْل أكثر من الـمُعْتَاد، وَتَمَّ تأطيرها فِي أطر سلبية أثرت عَلَى النَّاس، وجعلت بَعْضَهُم يَتَحَدَّث عَن الأمر وكأن عَمَّان لا أمان فِيهِا، وكأن الأمور تَسِير نَحْوَ الأسوأ مَع الأمر لا يعدو كونه حَوَادِث فردية تحصل فِي كل مَكَان.
وَسَائل التواصل الاجتماعي مهمة، ومؤثرة، ونتمنى أن تبقى هَذِهِ التأثيرات فِي السياق الإيجابي.
Mrajaby1971@gmail.com