"التوجيهي الأردني ووصفة للخروج من الأزمة"
جفرا نيوز - إذا كنت باحثاً عن الطرافة والدهشة،فلا تقرأ كتاب المستطرف في كل فن مستظرف،ما عليك إلا أن تراقب الأردنيين أيام التوجيهي او امتحان الثانوية العامة،طيلة العام تعبئة واستفار،وأيام الامتحانات تتحول الأسر إلى خلايا أزمة،الكل يريد أن يعبر هذا الممر الضيق،وينجو بروحه قبل أن تسد طريقه صخرة الرسوب،وهكذا مضى الحال،عبر سنوات طوال بلا تغيير ولا تبديل.عند إعلان النتائج،في كل بيت أردني،إما عرس أو مأتم،هذه السنة كانت مختلفة فحتى أفراح العرس تحولت إلى مآتم،فسخاء العلامات وقف عائقاً في طريق القبولات،ومعدلات التسعينات تستأثر بالقبولات فماذا يفعل أصحاب الثمانينات والسبعينات.
منذ سنين ونحن نقول هناك خلل في المخرجات،فالامتحان يفترض به أن يكون مقياسا للقدرات،والقدرات مصنفة إلى عالية ومتوسطة وضعيفة،فمن أين جاء جيش العباقرة هذا من الآلاف بالثمانية والتسعينات والتسعة والتسعينات وصولاً إلى المئات،وما دون ذلك فأبواب القبول مغلقات،فقد استأثر أصحاب هذه المعدلات بالغنيمة كلها.
إذا كان هناك خلل كما تشير المؤشرات في مستوى الأسئلة،وإذا كان واضعوهالا يعرفون معنى التنافس الحدي،فلتوكل المهمة إلى من يعرف،وآذا كان سخاء العلامات نوعاً من الدعاية والتسويق لنظام السنوات الجديد،وسواء نفى المسؤولون التهمة أم لا،فالحل في تخفيض معدلات القبول في الجامعات واستيعاب عدد أكبر،وليس الآنتقال من التساهل آلى التشديد،مع إبقاء معدلات القبول على ارتفاعها كما هي وتقليل عدد المتقدمين،لأن ذلك يعني توسيع الخرق بدل رتقه،واحلال خلل محل آخر،فليس التنقل بين النقيضين والانتقال من طرف قصي إلى طرف قصي آخر حلا.
وكما قلنا فإن تفاوت المستويات لا يعني حرمان طرف وإيثار آخر بل وضع المعاييرلإعطاء كل مستوى فرصته،لأن الجميع هم صناع هذا الوطن وجنوده.
نزار حسين راشد