الاستثمار الأخطر فِي الأرْدُنّ

جفرا نيوز - د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ
الاستثمار فِي الموهوبين مثمر جِدًّا، وَيُمْكِنُ أن يؤدي إلى نَتَائِج سريعة عَلَى الاقتصاد الوطني، وَفِي حالتنا فِي الأرْدُنّ الغنية جِدًّا بالموهوبين وغالبيتهم لا يَجِدونَ حواضن إبداعية تساعدهم عَلَى تَنْمِيَة قدراتهم ومواهبهم يُصبح الأمر ملحًا، وَلا بُدَّ من العَمَل ما بَيْنَ الحُكومَة والقطاع الخاص لتوفير حواضن تُساعد هَؤلاء الموهوبين فِي تَحْوِيل ما يمتلكون من قدرات إلى مَشَارِيع إنتاجية.
لَدَيْنا موهوبون فِي مَجَال البرمجيات، وَفِي الوَقْت نَفْسه عِنْدَمَا عدد من الشَّرِكَات الناجحة فِي هَذَا المجال، وَلَكِنَّهَا لا تَسْتَطِيع استيعاب الموهوبين فِي هَذَا المجال كلهم، لِذَلِكَ يُمْكِنُ لِلْحُكُومةِ وبالشراكة مَع القطاع الخاص تسهيل مهمة بَعْض الشباب وتجميعهم من أجل إنشاء شركات صَغِيرَة تعتمد عَلَى الجهود الذَّاتِيَّة أكثر من الـمَال من أجل الدُّخُولِ فِي هَذَا المجال، وَالوَاقِع يثبت أن الأرْدُنّ ثرية فِي هَذَا المجال، وَقَدْ تَمَكَّنَ شبابها من تصدير برمجيات إلى مُخْتَلِف أنحاء العالم
وَفِي مَجَال الابتكار العلمي، نلاحظ وُجُود عدد من المخترعين وَقَدْ اقترحنا سابقًا عمل شَرِكَة متخصصة فِي الاستثمار فِي الاختراعات العِلْميِّة القابلة للتطبيق العملي، وَيُمْكِنُ أن تَقُوم مثل هَذِهِ الشَّرِكَة بِعَمَلَيَّة تَسْويق للمخترعات الَّتِي لا تَسْتَطِيع تنفيذها، وتسجلها فِي الخارج، وترعاها حَتْى تَتَمَكَّن من تَحْوِيلهَا إلى منتجات ملموسة.
أمَّا فِي المجال الأدبي، فَهُنَاكَ موهوبون كثر، وَيُمْكِنُ من خِلال دعم النشر، وتشجيع شراء الكُتُب من قبل مكتبات وزارة التَّرْبِيَة وَالتَّعْلِيم، ومكتبات أمانة عَمَّان، وبِشَكْل نافع أن يزداد إقبال هَذِهِ الدور عَلَى النشر للكاتب المحلي، ووقتها تتحول هَذِهِ المنتجات الإبداعية إلى إنتاج مادي ملموس فِي عالم الـمَال.
الإنسان الأردني أغلى ما نملك وَهذه حقيقة، وَلَدَيْنا طاقات شبابية يفتخر بِهَا، وَبِقَلِيلٍ من الإدارة، والإرادة نَسْتَطِيع أن نجترح المعجزات، وَبَعْض شبابنا يَحْتَاجُونَ فَقَطْ إلى مَشْروع جامع يستطيعون من خلاله إظهار قدراتهم، وَلا بُدَّ وَلِلْمَرَّةِ العَاشِرَة من التركيز عَلَى التعاون الحكومي والقطاع الخاص لِلوُصُولِ إلى تحقيق هَذِهِ الأهداف المشتركة، مَع ترسيخ مفهوم العدالة بالتعامل مَع الشباب، والابتعاد عَن أي مِعْيار غير الإبداع فِي اختياراتهم فِي هَذِهِ المشاريع، وَفِي الوَقْت نَفْسه مُساعدَة من يَحْتاجُ مِنْهُم إلى التدريب، أو تنقصه بَعْض الخبرات ليصل إلى مرحلة الإنتاج.
شَخصيًا متفائل بالحاضر وَالـمُسْتَقْبل، وبأننا سنتطيع أن نصل لمثل هَذِهِ الروافع الَّتِي ستجعل من مواهب أبنائنا تنطلق فِي طريقها الصحيح، والأمر يَحْتاجُ إلى الصبر، والإرادة، والإرادة، وهَذَا ليْسَ بَعَيدًا عَنا - بإذنِ اللهِ-. Mrajaby1971@gmail.com