ساندي وسوريا و زئير الأحقاد

  جفرا نيوز - كتب خلدون عبدالسلام الحباشنه 
  لم يكشف الخطأ العفوي الذي وقعت فيه المذيعة الشابة في قناة " المملكة " ساندي حباشنه  سوى عن ارهاق حقيقي وتبريرها مقبول على ما ذكرت في اعتذارها الجريء ، لكن الذي كشف عنه هذا الخطأ نفسه هو حجم الاستثمار في هذا الخطأ الذي اثبت بما لا يترك مجالا لشك ان هناك غباءا مفزعا في القراءة العامة للخطأ وما تبعه من تحليلات بلغت حدود الردح السياسي على وسائل التواصل المختلفة .

لا يمكن تبرير أي خطأ مهما كان خاصة فيما يتعلق بالاعلام الحديث والمعاصر الذي ومن المفترض انه يعنى بالضرورة بحجم التعبئة النفسية والثقافية للعاملين في هذا القطاع ، لان الرقابة الاعلامية تختلف عن الرقابة على الاسواق والبضائع وهنا نجدنا مطالبين باستجلاب عبارة الثيولوجي الشهير صاحب كتاب"  صحافة حرة ومسؤولة " رينولد نيبور والتي تتعلق بالمسؤولية في وسائل الاعلام عندما قال " بعض الفلسفة في وسائل الاتصال مطلوبه " والمقصود بالفلسفة هنا حرية ادارة الموقف ومنح مزيد من الفرص لتدارك وتلافي الخطأ . 
لن نفلسف الخطأ العفوي ولكننا سنحلل ردة الفعل التي كشفت عن حجم الخجل السياسي عند الاردنيين عندما يتعلق الامر بالأردن وقضاياه الوطنية، بينما يعيش البعض منا ثورة عارمه عندما يتعلق الامر بالخارج يبلغ حد الاستقواء  بلغت الامور مرحلة " زئير وتنمر " لدى البعض حتى وصل الامر تهديد موقع جفرا الاخباري بسبب ماده تحليليه حول حجم التابعية الحزبية او السياسية لنظام السوري ، والتساؤول المشروع حول كون هؤلاء يشكلون " قنبلة موقوتة " على الساحة الاردنية . 
نعم ... علينا الاعتراف بانهم قنابل موقوته نضرا لحجم الاحقاد التي تحرك البعض منهم ، الصبغة الايديلوجية والسياسية التي تجعل البعض يضيقون ذرعا بخطأ ويهاجمون تحليلا اعلاميا تفرض تخوفا كبيرا من تعاطيهم مع الاحداث .    في الاردن  نحن منقسمون حول النظام السوري البعض يراه نظاما يتعرض لمؤامرة كونيه شارك فيها حتى الجن والشياطين ، البعض الاخر يرى انه نظام مجرم ذبح وشرد ودمر شعبا عربيا شقيقا لكن الحقيقة الاهم ان الاردن السياسي لم يتورط في الانحياز لمحور دون الاخر وقاوم الضغوط وهو ما يجب على الرسميين السوريين تحديدا احترامه .
عندما ينبري عاجز قيميا ومفلس  دبلوماسيا للاساءة للاردن فهذا يعني ان بهجت سليمان يعيش مرحلة من غياب الوعي التي تجبرنا على ان نعطيه جرعة مؤثره تذكره ان البعثيين في العراق وسوريا تسلموا بالغدر والخيانه والانقلابات من الهاشميين المملكة العربية المتحده التي انقلب عليها العرب قبل الاستعمار الفرنسي والبريطاني وقبل سان ريمو وسايكس بيكو ، واجهزوا هم بعد الاستعمار نفسه على كل جهد لوحدتها  التاريخ العربي المعاصر يشير الى ان العهد الفيصلي في سوريا  حين كان اردني من الكرك هو مدير المخابرات العامه في دمشق  ان دما عربيا اردنيا سوريا سال في ميسلون لم يحترمه بهجت يوما ، اين سوريا اليوم واين العراق ؟ 
لا يجوز ان تنحدر لغة النقد الى مستويات يترفع عنها الاطفال ، لاننا عندها قادرون في الاردن ان نحدد بوصلتنا الوطنية ونمتلك التوازن المطلوب لادارة الموقف مع الجميع ، لكن ان احتكمنا للحقيقة التاريخية والواقع السياسي الحالي فعلى الجنرال الذي يحتمي بالحراب الايرانية والروسية ان يستفتي شعبه في الداخل السوري نفسه على الحكم الهاشمي ولكنه لن يفعلها لانه يعرف النتيجة وهو ما ينسحب تماما على العراق وغيره . 
استعمال مصطلح " حادثة فضائية المملكه " واعتبار ما جرى من خطا ينسحب على اسم المملكة الاردنية الهاشمية لا يعني سوى ان ازمة خانقه يعيشها الجنرال السوري ، ومن يتبع له في الاردن من انصار هو ايضا اشاره الى ان هؤلاء قنابل موقوته بالفعل ويجب التعامل معهم كذلك .
سيادة اللواء اترك عنك الاردن وابحث لنفسك عن مدينة سورية تتموضع فيها على المساحة السورية ، وتوقف عن اشعال الحرائق واعدك ان نحتفل جميعا معك باستعادة سوريا من امريكا وروسيا والايرانيين والارهابيين والتكفيرين .