دور التفكك الأسري في تكوين السلوك الجرمي من وجهة نظر القضاة

جفرا نيوز - احمد البخيت مدير محكمة بداية الرصيفة

تعد الأسرة اللبنة الأساسية و النواة الأولى التي تنمي شخصية أبنائها , تساهم بتشكيل و تكوين شخصيتهم , خاصة أن الفرد أبن بيئته وهناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي تؤيد مدى تقليد كثير من الأبناء لإبائهم في سلوكهم سواء كانت هذه السلوكيات إيجابية أو سلبية , فإذا كان الفرد يعيش في بيت يسوده التفكك الأسري و الانحراف فانه على الأغلب سيتأثر بذلك ويتأثر من هذه السلوكيات فكلما زادت معاملة الآباء سوءا واهما وعدم الاهتمام بالأبناء وتجاهل للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم باتجاه الأبناء وعدم المقدرة على تلبية احتياجاتهم فان هذا سيؤدي إلى انتهاج الأبناء لسلوك انحرافي ولهذا فان الأسرة تعد الركن الرئيسي للمجتمع الإنساني والتي يتم بواسطتها بناء مجتمع متماسك وقوي حيث تعمل الأسرة السليمة على خلق توافق في العلاقات الاجتماعية و تعليم أفرادها فكرة العضوية و الضبط الاجتماعي وأساليبه وتوسيع مدارك أفرادها وتغذي أفكارهم بالأفكار النبيلة والمعتقدات السليمة وتدفعهم للعمل و التعاون مع الآخرين من خلال التنشية السليمة .
لكن قد تتعرض الأسرة لهزات خارجية أو داخلية و وضغوطات وأزمات التي ستؤثر سلبا على أفراد الأسرة ونتيجة لذلك خلل سيصيب أداء وظائف الأسرة الأمر الذي ينتج اكتساب أفراد الأسرة أنماط سلوكية منحرفة والجنوح للجريمة , ومن ابرز الأمور التي يمكن أن تعرض لها الأسر العنف الأسري ذاك الداء الذي يحطم البناء الاجتماعي وفقد الأبوين أو احدهم الذي يحدث فراغ كبير بين أفراد الأسرة , والوضع الاقتصادي ومكانة الأسرة الاقتصادية المنخفضة والتي تؤثر بشكل مباشر في ارتكاب بعض إفرادها الجريمة وأثارها على المجتمع .
من خلال ملاحظة الباحث لواقع المجتمع وكذلك طبيعة عمله في المحاكم , لاحظ كثير من أنواع السلوك المنحرف وخاصة التي يحدثها بعض الأبناء حيث يقوموا بارتكاب أفعال تكون جرائم في مستويات مختلفة وبدرجات متفاوتة من فرد إلى أخر مثل الإيذاء و السرقة والنشل وتعاطي المخدرات وغيرها من الجرائم الأخرى الأمر الذي يعرضهم للمساءلة القانونية وبالتالي دخولهم السجون , وقصد الباحث دراسة هذه المشكلة دور التفكك الأسري في تكوين السلوك ألجرمي من خلال وجهة نظر القضاة , وتعمد الباحث أن تتم الدراسة من خلال وجهة نظر القضاة وذلك لطبيعة عملهم فصل والبت بالقضايا الجزائية التي تحال لهم من خلال الشكاوي التي تسجل بأقلام المحكمة أو التي ترد لهم من المراكز الأمنية , فهم لهم وجهة نظر بهذا السلوك من خلال تعاملهم المباشر واطلاعهم على ظروف وملابسات القضايا من خلال التحقيق والاستماع إلى أقوال الأطراف وإصدار الإحكام القضائية على ذلك السلوك المنحرف .
مفهوم الأسرة : الأسرة هي المؤسسة الأساسية التي أعتمد عليها بقاء المجتمعات منذ التاريخ وحتى وقتنا الحاضر , فهي التي تمد المجتمعات بالبراعم الفتية وتعلمهم طرق معينة حتى يكونوا قادرين على أن يؤدوا دورهم بالمجتمع وخاصة أن الفرد ابن بيئته فهو ابن أسرته وينطلق من هذا البناء الصغير , تعد الأسرة اللبنة الأساسية للمجتمع وبطبيعة تكوينها وتركيبها تسهم في بناء شخصية الأفراد كونها أهم مؤسسة اجتماعية تؤثر على شخصية الكائن الإنساني والتي تستقبل الوليد أولا وتحافظ عليه وتكوين شخصيته 
الأسرة هي الجماعة التي تؤثر في شخصية الطفل وتحدد معايير سلوكه وبناء شخصيته وذلك عن طريق التربية والتفاعل الداخلي المستمر والمتكرر , وتستمر الأسرة في تشكيل وصياغة شخصية الفرد لفترة طويلة من الزمن الأمر الذي يثبت ويشرب المبادئ التي تؤمن بها الأسرة في شخصية الطفل كونها مؤسسة فطرية اجتماعية أول محيط يصطدم به الطفل مباشرة لحظة الولادة ,وأول بيئة يمارس فيها علاقاته الإنسانية وضمن هذا الإطار يحدث النمو والتشكيل وتفتح الشخصية واكتساب الخبرات وتعلم أصول الاجتماع , وبالتالي فان دور التنشية الاجتماعية للفرد يقع على عاتقها وأي خلل وارتباك في نطاقها او علاقتها او تماسكها يؤثر سلبا على الأبناء ومن ثم على المجتمع .
يعتبر مفهوم الأسرة من المفاهيم التي اختلف العلماء والمختصون حوله نظرا لاختلاف بناء وتركيب الأسرة من مجتمع إلى آخر ,ولكن يوجد هناك عناصر مشتركة لمفهوم الأسرة يتمثل في الرباط الزوجي ووحدة السكن والمعيشة , وقد ورد في القران الكريم ذكر الأزواج والبنين والحفدة ,بمعنى الأسرة ,قال تعالى " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون " سورة النحل آية 72 , وفي الاصطلاح عرف بيرجس ولوك الأسرة بأنها " جماعة من الأشخاص يرتبطون معا بروابط الزواج او الدم او التبني , يعيشون معيشة واحدة في بيت واحد و يتفاعلون مع بعضهم البعض وفقا لأدوار محددة كزوج وزوجة وأبناء وأخوات وجميعهم يسهم ويحافظ على نمط ثقافي عام " (الخلف ,1994,ص22), وعرفت الأسرة بأنها "جماعة اجتماعية أساسية ودائمة ونظام اجتماعي رئيسي وهي ليست أساس وجود المجتمع فحسب بل هي وحدة الأخلاق والداعمة الأولى لضبط السلوك والإطار الذي يلتقي فيه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية " (التركي,2004,ص12).
نستنتج من تعريفات الأسرة بأنها تعتمد على محور التواجد و المشاركة في المسكن وتركز في تحليلها للأسرة على الحالة المعيشية ولهذا المفهوم أهمية خاصة من ناحية انه يعبر عن وحدة منفصلة في سكنها تشكل بيئة التفاعل الأساسي والمباشر للفرد (البديوي,2007) ,وتقوم الأسرة بالعديد من الوظائف الطبيعية والاجتماعية تلبي بها حاجات أفرادها ومن أهم تلك الوظائف :
1-حفظ النوع عن طريق الإنجاب والتناسل . 2-توفر الإطار الشرعي للإشباع الجنسي . 3-إشباع غريزتي الأمومة والأبوة . 4-تنشئة الأبناء تعليميا ثقافيا واجتماعيا ودينيا . 5-إنشاء جيل واعي يخدم المجتمع . 6-توفير الحاجات المادية والمعيشية .
وكلما قامت الأسرة بوظائفها البيولوجية والنفسية والاجتماعية على أحسن وجه كلما توطأ العلاقات بين أفراد المجتمع مما يزيد قيم التكافل الاجتماعي و الأمن الاجتماعي ومحاربة الفقر ونما التوحيد بينهم وبث الأخلاق الرفيعة بين أفراد المجتمع الواحد وعلى قيمة العلم والنقاء , وكذلك تقوم الأسرة بتعليم أفرادها فكرة العضوية والانتماء للمجتمع وفكرة الضبط الاجتماعي وأساليبه ، وتعمل على توسيع مدارك الأفراد وتغذيهم بأفكار ومعتقدات والعمل والتعاون مع الآخرين , حيث ان المجتمع الأسري يؤثر على الأبناء ويظهر ذلك من خلال سلوكهم المتزن او المضطرب , فكثيرا ما تكون الأسرة السبب المباشر في إحداث السلوكيات المضطربة لدى الأبناء ولأنها فقدت الكثير من وظائفها وأصبح الاهتمام بأبنائها من الوظائف الثانوية , فإذا كان الجو الأسري تسوده الصراعات بين الوالدين او الأخوة او بين الأبناء والأولياء الأمر الذي يؤدي إلى المجادلات المستمر الحادة والى الشعور بعدم الأمن , كما أن تعرض الأسرة لازمات أو عوائق تؤدي بها إلى القصور أيضا في أداء وظائفها على الوجه الأكمل الأمر الذي يساهم باكتساب أبنائها أنماط سلوكية منحرفة وهذه العوائق كثيرة من أبرزها التفكك الأسري وهي من ابرز المشكلات التي تغزوا البيوت .
التفكك الأسري : قد تدخل الأسرة مشاكل او صعوبات تعوق التفاهم بين أفرادها او تمنعها من القيام بوظائفها , وقد يصل المر إلى حد التأثير في وحدتها وانسجامها فيحدث التفكك , ما هو التفكك ؟
التفكك لغة من فك الشيء فكاً : أي فصل بعضه أجزائه عن بعض, رغم انه لا يوجد اتفاق بين علماء الاجتماع ويختلف الباحثون في ما بينهم في تحديد مدلول التفكك الأسري ,إلا أننا سنتعرض بعض الاصطلاحات التعريفية لمفهوم التفكك الأسري , حيث يعني " انهيار الوحدة الأسرية وتحلل او تمزق نسيج الأدوار الاجتماعية ,عندما يخفق فرد او أكثر من أفرادها في القيام بالدور المناط به على نحو سليم , وبمعنى آخر هو رفض التعاون بين أفراد الأسرة وسيادة عمليات التنافس والصراع بين أرادها "( عبد الحميد,1998,ص74) ,ويشير إلى انهيار وحدة اجتماعية وتداعي بنائها واختلال وظائفها وتدهور نظامها سواء كانت هذه الوحدة شخص او جماعة او مؤسسة او أمة بأسرها وهو عكس الترابط والتماسك , وهو وهن او سوء تكيف او انحلال الروابط التي تربط كل عضو من أعضاء الجماعة الأسرية مع الآخر ,ويمكن ان يكون كذلك وصف للأسرة التي يتناقض أطرافها الثلاثة ( الأب والأم والأبناء) بعد تكامل , وهو اضطراب التفاعل داخل الأسرة او الانفصام الداخلي الذي يؤدي إلى عجز الأسرة عن القيام بالحد الأدنى من وظائفها مما يسبب انفراط عقدها وانحلالها وتكوين انحرافات وسلوكيات جرميه لدى الأفراد .
يمكن القول أن التفكك الأسري هو أحد الموضوعات المهمة التي حظيت بقدر كبير من الاهتمام والبحث والدراسة لما للأثر الكبير الذي يسببه على شخصية الطفل وسلوكه .والتفكك الأسري له أسباب كثيرة منها :
1- الفراغ العاطفي عند الأبناء وذلك لانشغال الوالدين بالعمل دون الإدراك والاهتمام بالأبناء بسب انشغالهم وعدم الانتباه لوجودهم في الحياة كما أن الحرمان العاطفي للزوج او الزوجة نتيجة التحائهم عن بعض او أن يعيش الزوجان حالة من الجمود في العلاقة وهزال الدعم العاطفي وألا يتواصلان إلا في أضيق الحدود والحرمان من هذه العاطفة يؤدي إلى الهلاك وسلوك أي مسلك آخر يلبي هذه الغريزة المفقودة لتعويض النقص وخاصة ظهور وسائل التكنولوجيا الحديثة التي أسهمت بتصدع العلاقات الأسرية .
2-الصراعات الداخلية والمشاجرات والمشاحنات والرغبة بالسيطرة بين الزوجين تؤدي إلى تكوين شعور وحالة سلبية لدى أفراد الأسرة حيث يعم البيت الفوضى وعدم المسؤولية والتنافر والنتيجة قد تكون صدمات وأمراض نفسية تفكك الأفراد.
3-الطلاق يعتبر الطلاق من أهم أسباب تفكك الأسرة وتشتت الأبناء وضياعهم ما بين الأب وألام او العيش مع زوجة الأب الذي وهناك تبدأ من قسوة زوجة الأب والمعانة بالتفرقة ما بين أولادها وبينهم وهنا تظهر ظاهرة الغيرة والحرمان وعدم التعايش والنتيجة انحراف سلوك.
4- العولمة بظهورها وامتدادها والتي جلبت معها ثقافات مغايرة عن الثقافة الأم للفرد حيث أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة تعتبر مسبب للتفكك الأسري وفقدان القيم الاجتماعية
5-ضعف الوازع الديني والبعد عن المنهج الرباني يوقع الفرد في المعاصي والخطايا , ففقدان او الوازع الديني يضعف الرادع لدى للشخص وبالتالي يقترف الجريمة دون الشعور بالذنب .
6-الوضع الاقتصادي : يتسبب الوضع الاقتصادي للعائلة سواء كان بحالة الثراء او الفقر في نشوب حالة من التفكك الأسري حيث يعتبر أن الأغنياء ينشغلون بجمع المال بعيدين عن أفراد الأسرة او التبذير والدلال الزائد وتلبية الحاجات بشكل مبالغ فيه يسبب الانحراف , أما في حالة الفقر فقد نجد أن الأب غير قادر على توفير الحاجات الأساسية للأسرة الأمر الذي يشكل له أللجو إلى طرق غير شرعية لتأمين الحاجيات الأساسية وكذلك الأبناء ربما في حالة عدم وفر حاجياتهم يدعوهم إلى البحث عن 
مصدر آخر وبالتالي انحراف ,حيث ان حالة الفقر والعوز تشكل نسبة مرتفعة من جرائم السرقة والتشرد والتسول ويكون الفقر سببا مباشرا للإقدام على ارتكاب جرائم تؤدي إلى الحصول على بعض المال لسد بعض الحاجات , كما ان العجز غير المتعمد في القيام بمهام رعاية الأسرة في حالة إصابة احد الزوجين بمرض يسبب الفقر .
7-غياب احد الوالدين او كلاهما عن البيت أوقات طويلة في العمل وممارسة أعمال أضافية او في السفر او السجن يسبب عدم رقابة او ضعف متابعة للأبناء ومن هنا تبدأ المشكلات والنزاعات بالظهور , وكذلك صورة الأب الحاضر الغائب الذي ينشغل عن أسرته بأصدقائه وجلساته معهم ويحرم زوجته وأولاده من الجلوس او الخروج معهم ,او أن تكون الأم الحاضرة الغائبة المنشغلة بعملها عن أسرتها والتي قد لا تمنح الزوج العناية بشؤونه الخاصة واحتياجاته .
8-ثورة الاتصالات الهائلة قد تكون من أسباب التفكك الأسري رغم فوائدها الايجابية حيث أن الإفراط في التعامل معها وضياع الوقت بالانشغال بها وخاصة بمتابعة محتواها الهزيل وما يسبب مشاكل أسرية .
9-الخيانة الزوجية والإشباع العاطفي والجنسي خارج حدود الزوجية يعد من العوامل الأساسية في هدم بناء الأسرة وانهيارها . فهذه الأسباب وغيرها تساهم إلى تفكك الأسرة وانهدام اللبنات الأساسية وينعكس لمكونات المجتمع وانهيار بنائه وازدياد جنوح الأحداث , وانتهت أقدم دراسة في العالم العربي استغرقت خمس سنوات من عام 1940الى عام 1945 عن العلاقة بين تفكك الأسرة وجنوح الأحداث إلى أن نسبة الأسر المفككة من بين أسر الجانحين تصل إلى 67% مقابل 34%من أسر غير جانحين (الحناكي ,20016,ص31) ,من هنا نلاحظ انه كلما زاد التوتر والتصدع والنزاع الأسري زادت عملية التفكك الأسري وبالتالي زاد الانحراف وقد يزيد هروب الأحداث من المنزل ومقابلة رفاق السوء والتعرض المباشر لعملية الانحراف بكافة أشكاله , حيث أن الآسر المفككة تكون عاجزة عن ممارسة مهمة الضبط الاجتماعي والتي تعني التربية السليمة على الامتثال للقوانين والضبط الاجتماعي وأنماط السلوك المتوافق عليها فينتج خلل سلوكي قد يؤدي بهم إلى نوع او أكثر من الانحراف , فالأسرة المفككة تعطي قدوة سيئة للأبناء وتسهل لهم عملية الانحراف الأخلاقي .
أشكال التفكك الأسري (العمرو,2007,ص13-14) :
•التفكك الجزئي : عادة يتم هذا التفكك في حالات الهجر والانفصال المتقطع ,فعادة الهجران و زعل الزوجة او الزوج خارج البيت يحقق ه1ا النوع من التفكك الجزئي فهذا الغيب له أثر مباشر على أفراد الأسرة . •الوحدة الأسرية غير الكاملة : تكمن هذه الحالة بعجز الزوج عن أداء واجباته والتزاماته وضعف السيطرة على الأطفال . •التغيرات في تعريف الدور : تنتج مثلا عن خروج الزوجة للعمل وتوزيع المسؤولية بين الأزواج وادعاء كل طرف بمسؤوليته عن قيادة الأسرة , صراع ما بين الآباء او صراع بين جميع أفراد الأسرة وظهور مشكلة التنشئة الاجتماعية للأبناء . •الأزمات الأسرية الناتجة عن أحداث خارجية ومنها الغياب العرضي كسجن رب الأسرة او إرساله في مهمات عمل بعيد ويضعف دوره . •النكبات الذاتية : تحدث بسبب ضعف الأدوار الرئيسية بتأثير الأمراض النفسية والعقلية والبدنية وأثرها في تربية وتنشئة الأطفال وسلامة صحتهم النفسية وأثرها في الانحراف والجنوح . •أسرة القوقعة الفارغة : وهي أن يعيش الأفراد حقا كأسرة ولكن اتصالاتهم يبعضهم وتوزيع الأدوار بينهم منعدم . نلاحظ أن التفكك بشتى أنواعه الكلي والجزئي والمستمر والموقت والنفسي والاجتماعي فانه بالنتيجة قد يجعل أفراد الأسرة وخاصة الأحدث الجنوح للجريمة . لاشك فيه أن للوسط الأسري الذي يعيش فيه الأبناء أثر بالغ على تكوين شخصيتهم وقيمهم وأفكارهم وسلوكهم ,فإذا كان هذا الجو الأسري يواجه اضطرابات وارتباك وشاحنات أسرية فان النتيجة تفكك اجتماعي بين أفراد هذه الأسرة وغياب السلطة الضابطة الموجة والتي تحكم سلوك الأبناء خلال مراحل حياتهم وخاصة مرحلة الطفولة والمراهقة باعتبارها الأساس الذي تتكون فيه شخصية الفرد .
الخلاصة
1-التفكك الأسري عنصر أساسي لتكوين السلوك الجرمي لدى الأفراد . 2-العنف الأسري يولد عنف اسري لدى الأبناء بالمستقبل , أي أن الأبناء المعنفين داخل الأسرة سيمارسون العنف بالمستقبل لما تأثروا به من سلوكيات عنفيه من قبل الوالدين . 3-العنف الأسري يولد مشاكل نفسية على الأفراد الأمر الذي يؤدي بهم إلى الانحراف وبالتالي سلوك إجرامي لما تولد لديهم من مشاكل نفسية . 4-الخلافات المستمرة بين الأزواج تؤدب إلى تكوين السلوك الجرمي لبعض أفراد الأسرة . 5-العنف الجسدي من قبل الوالدين ظاهرة خطيرة وتؤثر على تفكك الأسرة وبالتالي تسبب انحرافات لدى الأفراد المعنفين التي تدفع بهم للسلوك الإجرامي . 6-العنف الأسري ينتج عنف مع الآخرين .
ونوصي بما يلي :
•يوصي الباحث على المؤسسات الاجتماعية الرسمية والخاصة عقد محاضرات وندوات توعوية تحذر من مخاطر التي تعترض الأسرة والتي تؤدي بأفرادها للهلاك وخاصة إعطاء دورة تدريبية للمقبلين على الزواج . •على الوالدين استخدام المنهج التربوي السليم في التعامل مع الأبناء واخذ النصح والمشورة من أصحاب الاختصاص في المجال التربوي . •على الآباء مراعاة فرق العمر بينهم وبين أبنائهم وتطورات الحياة من جيل إلى آخر من حيث متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية . •يجب العمل على استقرار الأسرة لما لها من اثر على المجتمع حيث أن الأسرة السليمة المترابطة أكثر فاعلية ايجابية في بناء المجتمع. •يجب على الآباء زيادة التوعية الدينية للأبناء وحثهم على المحافظة على العبادات لما لها اثر على زرع المحبة والطمأنينة في نفوسهم . • على الأزواج المحافظة على حل النزاعات فيما بينهم بطريقة سرية وبعيدا عن مسمع ومرأى الأبناء .