إلى من يهاجم المتقاعدين العسكريين
جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
عندما كنا بمناصبنا كنا نخاف الله. ونكافح الجريمة ولم نكن نرى أولادنا لا في الأعياد ولا في العطل الرسمية إلا ما ندر منها
، كنا نحميكم وندافع عنكم وعن الوطن ..أين أنتم يامن كنتم تمتلكون الحرية بأقلامكم وتنقلاتكم وخطاباتكم ،، وعندما تخلصنا من قيودنا وصرنا نمتلك الحرية بالتعبير والكلام والمعارضة للفساد والفاسدين، صرتم تهاجموننا وتتهموننا بالانفصام الشخصي، ،فعلا أنكم مرضى نفسيين لأنكم تحسدوننا وتخافون أن تظهروا اقنعتكم القبيحة التي سوف تخلعونها بمجرد أن تستلموا أول منصب متدني لا يساوي شيئا كان في حياتنا الوظيفية ، ولأنكم لا تستفيدوا ولا تمتلكون جرأتنا وقوتنا في قول الحق ولا تمتلكون الجرأة على ذلك .
لقد كنا نرى الوطن بعيون أولادنا وامهاتنا وعائلاتنا، وكنا نخاف عليه من تقصيركم في تربية أولادكم الذين فشلتم بتربيتهم فمنهم من تعاطوا المخدرات وسرقوا ونهبوا واحتالوا على الوطن والمواطن ،نعم أولادكم أنتم يامن كنتم لا تفارقونهم ولم تتغيبوا عنهم ولو ليلة واحدة لم تغيبوا عن حضون أمهاتكم وزوجاتكم وازواجكم .
لقد خدمنا الوطن وشبعنا من كلمة سعادة وعطوفة ومن البروتوكولات المنافقة لنا منكم انتم ، كنت تمسحون الجوخ لنا وتمجدوننا وتبجلوننا، وأنتم وبسبب جبنكم وخوفكم جعلتم البعض منا يتجاوز عليكم ويخطئ في حقوقكم ينتقصها بسبب جبنكم وضعفكم.
أما الآن وفي هذا الوقت من الزمن الذي يتعرض له الوطن من مصائب وفتن ومحن وبسببكم انتم وبسبب خنوعكم ونفاقكم وتسحيجكم للمناصب والكراسي التي شبعنا نحن من الجلوس عليها ولم نكن نرى ما ترونه ، ولم يكن هذا الوطن بمثل هذا الكم من المحن والفتن ،ومع أننا خرجنا من وظائفنا فقراء مديونين لا نملك مثل تجارتكم ولا فللكم أو قصوركم، علما انه لو أننا نومنا ضمائرنا وقبلنا هداياكم وعطاياكم لما كنا مع الفقراء الآن، ولكنا من الفاسدين أمثالكم يا من تهاجموننا.
بيوتنا تم شراءها بقروض بنكية، وسياراتنا اشتريناها بعد نهاية الخدمة، واولادنا ندرسهم على حساب تعبنا وخدمتنا التي تجاوزت ثلاثة عقود، ولهذا فإننا لن نسكت وسوف نحافظ على الوطن أثناء أن كنا نقوم بواجباتنا الرسمية وسنبقى حتى بعد ان تقاعدنا وصرنا نحمل الأمراض المزمنة من الديسك والضغط والسكري وتصلبات الشرايين والرصاصات في أجسامنا وبعض من اطرافنا المبتورة ، سوف نبقى الجنود المخلصين للوطن باقلامنا والسنتنا ونطالب بأموالنا المنهوبة والمسلوبة حت لو خسرنا ارواحنا الطاهرة في سبيل ذلك.
كفاكم غيرة وحسد وكفاكم جبنا وخوفا، اليس هذا هو من كان سببا فيما وصلنا إلى الآن من فقر وفتن ومحن وضياع لبوصلة الوطن. .