شبابنا و تحديات العصر ... غياب العقل والتكفير والإرهاب والإلحاد مثالا
جفرا نيوز - تعتمد كل أمة على ما يماثل العمود الفقري في قيادتها على أحسن وجهٍ، و بناء مستقبلها المُشرق خير بناء، فهي تعول كثيراً على قاعدة الشباب في نجاحها بمختلف ميادين الحياة، و دفع عجلة ازدهارها إلى الأمام، فهي تنظر لتلك الشريحة نظرة جادة تحمل بين طياتها الكثير من الآمال و الأحلام التي تقف عند حدٍ، و تنتظر منهم الوقفة الجادة في الحفاظ على كرامتها و عزتها، وهذا ما يضع أمام الشباب المهام الصعبة و يجعل طريقهم محفوفاً بالمخاطر وقد يُوجد فيه المعرقات فليس طريقهم مُعبد بالورد والرياحين بل ينتشر فيه الشوك لو صح التعبير، فهم سيواجهون المشاق والمتاعب التي لا يُستهان بها، ففي ظل غياب العقل و تحجيم دوره الإصلاحي
وفي ظل التلاعب بالأحداث التاريخية، وتوظيف النص الديني لصالح الإرهاب الفكري، والتكفير، وانتشار تيارات الكفر التي تنادي بالإلحاد وتبث سمومه الفتاكة، كلها تقف حجر عثرةٍ في طريق أيمشروع شبابي إصلاحي يسعى لنشر ثقافة ديننا الحنيف و التحرر و استخدام الطاقات الكامنة في نفوس هذه الشريحة المِعطاء وتسخيرها في خدمة الإنسانية أجمع ومن هنا فإن كل التحديات ورياح الإرهاب و خطر التكفير تضع الشباب نصب أعينها فتعمل على تهيئة كل الظروف والمقدمات التي من شأنها أن تعمل على ضرب قاعدة قادة المستقبل وبمختلف الطرق الممكنة والمتاحة من خلال إدخالها في دهاليز الفساد والإفساد الأخلاقي والانحراف العلمي و تغيب لغة العقل و العزف على وتر الطائفية بعد توظيف النص الديني لصالح الإرهاب ومخططاته الرامية لاستعباد الأمة بعد القضاء على مرتكزها الأساس وهو الشباب، وهذا يكون بعد إطلاق عدة مشاريع كلها تهدف إلى محور واحد يقوم على إغراق شبابنا في مستنقعات الرذيلة وانتشارالمخدرات ومظاهر الكفر وصولاً لمرحلة خطرة تدعو إلى الإلحاد العلن فيوجد هوة بين المجتمع وأبنائه وبين دينه وقيمه ومبادئه الشريفة
لكن وكما تقول الآية المباركة (ويمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين) فالسماء لم تترك الباطل يصول ويجول كيفما يشاء و متى ما يشاء بل أوجدت سبل الصلاح والإصلاح الإنساني فكان للعقل البشري الناضج والفكر الواعي المتسلح بسلاح العلم والمعرفة فكان بالمرصاد لكل الدعوات و الأفكار المنحرفة وهذا ما نجده في بحث فلسفتنا بأسلوب وبيان واضح للأستاذ المحقق الحسني وهو يكشف فيه المخططات التي تُحاك من خلف الكواليس فقد أعطى في هذا البحث الفلسفي الحلول الناجعة لخلاص الشباب من مخاطر تحديات العصر فقال : ( فلابد أن نقف عند المبدأ الإسلامي في فلسفته عن الحياة والكون، وفي فلسفته عن الاجتماع و الاقتصاد، وفي تشريعاته و مناهجه، لنحصل على المفاهيم الكاملة للوعي الإسلامي والفكر الإسلامي الشامل مقارنين بينه و بين المبادئ الأُخرى فيما يُقرر من مناهج ويتبنى من عقيدة ) .
فالإسلام هو المنظومة المتكاملة، فمنه نستخلص التجارب والدروس المهمة التي تتكفل بالخروج من نوائب الدهر وبأسهل الطرق مع حصد النتائج الباهرة لو سارت البشرية في طريقه المستقيم .
بقلم الكاتب احمد الخالدي