جفرا نيوز - خاص - نضال فراعنة
سابقا لم أكن أعرف عن البحرين سوى "نقائها السياسي" وحضورها العربي الوازن بعيدا عن صغر حجمها، لكن زيارتي الأخيرة لمملكة البحرين أملت علي الكتابة عن انطباعات شخصية لمشاهد وانطباعات لاحظتها بنفسي وتأملتها مطولا وتساءلت كيف لمجموعة الجزر الصغيرة هذه أن تصنع قصة نجاح عابرة للحجم والمساحة من دون إرادة سياسية حكيمة أعطت للبحرين كل هذه المكانة السياسية والاقتصادية الوازنة.
نظافة استثنائية للمباني والشوارع. غياب تام للمظاهر الأمنية على الطرقات وهو دليل على أن هذه المملكة بتلاحم شعبها تعيش قصة أمن وأمان واستقرار خلافا لمحاولات تخريبها والتشويش عليها من منصات إقليمية اتضح دائما أن أرادت للبحرين أن تكون ساحة لها لسلوكها الشرير.
في البحرين التي تشرفت بزيارتها لأيام قليلة يستحيل أن تفرق بين مواطن عادي وبين أحد أنجال الملك إذ يشغل الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة منصب قائد الحرس الملكي، إذ يقول لي بحرينيون إن الملك حمد آل خليفة قد ربى أبنائه على أن يكونوا جزءا من الشعب، ولفتني هذا الأمر برئيس مركز دراسات الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة الذي يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، فمركز دراسات الذي يتولاه هو قصة نجاح وشغف واجتهاد تستحق أن تروى بإنصاف.
شعب مضياف وكريم تحس بطيبته من أول خطوة لك في مملكة البحرين، فالابتسامة لا يمكن أن تغادر وجوه بشوشة محبة للخير والسلام والإنجاز ، فيما شكلت زيارتي للبحرين منصة تحول حقيقية في وعيي وتطلعاتي واهتماماتي، فلم أكن أعرفها بهذا العمق أبدا، إذ أتمنى أن أحظى بزيارتها في المستقبل لأتعمق أكثر بهذه التجربة الراقية والرصينة التي تجاوزت الحلم والشغف بأشواط طويلة لتكون أيقونة نجاح مهمة ومؤثرة وملهمة.