كلام الملوك .. ملك الكلام !
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر العبادي
لا يكون ملكا إلا من آتاه " الله " الملك , ولهذا قالوا , كلام الملوك لا يعاد . وزادوا أن قالوا , " أدب الملوك " , والمعنى , أن كلام الملوك لا يمكن إلا أن يتحلى بأدب الخطاب في أزهى تجلياته .
ذلك هو حقا هو ما تسمعه ليس بين الكلمة وشقيقتها وحسب , لا بل وحتى بين الكلمة والحرف , في حديث قائد الوطن , ملك المملكة الأردنية الهاشمية , جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين .
يختصر الملك وبالخصال الكريمة آنفة الذكر , حديثه الطيب المعبر بأن , " لا خوف على الأردن " , فعلاقاتنا طيبة صريحة وواضحة مع الجميع , مؤكدا جلالته موقفه الثابت من قضية فلسطين وأية حلول مقترحة لها , تماما على غرار ما كان أكده غير مرة , وبالذات في زيارته لمحافظة الزرقاء مؤخرا , عندما برع جلالته , في حشد الصف الوطني كله , في وحدة وطنية يعتز بها كل أردني وكل عربي وكل مسلم , لا بل وكل إنسان يعتز بإنسانيته أصلا.
ولا يخفي الملك إستغرابه لمحاولات " التشويش " على موقف المملكة الصلب من فرية الوطن البديل , وغيرها من أمور يرى الملك أن لا غاية لها سوى تشويه صورة البلد وزرع المخاوف في نفوس المواطنين ! .
" لازم نوقف مع بعضنا البعض " دائما , " هكذا يقول الملك " وبالذات في هذه الظروف التي نواجه فيها مثل هذه المحاولات للتشويش وتشويه صورة بلدنا ومواقفه , ويؤكد أن لا خصومة بيننا وأحد من أشقائنا العرب وأصدقائنا في هذا العالم , كما قد يظن بعضنا مثلا .
كنا في حضرة الملك الجليلة قرابة تسعة أشخاص , رئيسي وزارء سابقين ووزراء سابقين وسفير سابق وكاتب هذه السطور . وبأدبه الجم قال جلالته , أريد أن أسمع منكم, وتحدث الجميع في سائر قضايا الساعة مبدين ملاحظاتهم ومتسائلين عن أمور غيرها , وكان الملك وكعادته , صريحا كريما في إجاباته, ومستمعا يحرص على أن يشعرك كمتحدث بأهمية ووجاهة رأيك وما تقول .
لقد تيقنت شخصيا من أن جلالته مطمئن تماما على وضع ومكانة الأردن وحضوره وحضور رأيه في كل الإقليم ودول النفوذ العالمي كافة , ورأيه السديد يتلخص في أن الأردن يدعو إلى سلام عادل دائم مشرف تقبل به الأجيال كلها ولمصلحة شعوب المنطقة كافة , لا سلاما ترفضه الأجيال ولا يقوى على الثبات والصمود .
ولم يغفل الملك بالطبع , الحديث في الشأن الإقتصادي وتقوية الشراكة الحقيقية بين القطاع والخاص , وإعطاء موضوع البطالة بين الشباب وضرورة توفير فرص عمل لهم وتنمية المحافظات زخما أكبر وإهتماما أكثر .
أن تجلس إلى " الملك " شخصيا تسمع منه مباشرة ويبادلك الرأي , هو أمر يبدد كثيرا مما يجول في نفوس العامة من مخاوف وشكوك تصنعها إشاعات ظالمة , أو معلومات خاطئة , أو تحليلات وتكهنات ليس لها أساس .
من هنا , فالملك يدرك جيدا وكلنا معه ندرك , أن مخافة الله أولا , والإنتماء والوفاء للأردن العزيز وقيادته الهاشمية الكريمة وشعبه الوفي , وما قدم لأمته من تضحيات , تقتضي كلها من كل أردني وكل عربي وكل مسلم وكل إنسان , أن يتقي الله في ما يقول بحق بلدنا وقيادتنا الهاشمية ومواقفه وتضحياته , فالكلمة الطيبة , وصفها رب العباد بشجرة طيبة , والكلمة الخبيثة والعياذ بالله وصفها سبحانه , بشجرة خبيثة , وشتان بين الكلمتين , فالأولى تبني والثانية تهدم , لا قدر الله .
حقا كلام الملوك , هو ملك الكلام ,فحيا الله الأردن ومليكه وشعبه وحماه من كل سوء , إنه سميع قريب مجيب الدعاء . والله من وراء القصد .