كم يبلغ حجم المشاريع المدعومة من هولندا؟..
جفرا نيوز - ابراهيم عبدالمجيد القيسي.
من بين الأسئلة المحيرة جدا بالنسبة للسائل "القارىء": لما تكتب المقال بتحطّ العنوان أول ولا بتكتبه آخر شي.. سؤال يوجه لي أحيانا، وبيني وبينكم يجب احترام السائل بإجابته، لكن ماذا حين يكون المتسائل صحفيا، ويتقصى معلومة في شأن عام؟ هل يجب على الجهات المسؤولة أن تجيب الصحفيين وحاجتهم للمعلومات؟..
التقيت اذاعيا بديبلوماسية من هولندا السيدة لن أذكر اسمها لدواع مهنية، وتبادلنا أطراف الحديث حول عدة قضايا في مجال التعاون الثنائي بين المملكتين "الأردنية والهولندية"، ولعل من بين أهم المعلومات التي تلقيتها وتؤكدها الحقائق: أن الزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني قبل عام، أسفرت عن دعم هولندي متزايد للمشاريع التنموية في الأردن، وعلى الرغم من أن هذا التعاون موجود بين المملكتين منذ عقود، إلا أنه حقق قفزة ملحوظة بعد الزيارات الملكية المتبادلة بين المملكتين ...
في هذه الأثناء تقوم هولندا بدعم مشاريع في عدة قطاعات أردنية وتنفق عليها 100 مليون يورو، وفي مرحلة لاحقة تتأهب لدعم حزمة أخرى من المشاريع بدعم مالي مقداره 200 مليون يورو، فهل سمعتم شيئا عن هذه المعلومات؟ ربما..لكن لا تقلبوا الصفحة، فثمة معلومات أخرى عن هولندا وعن "بلدنا":
هولندا؛ هي ثاني منتج للغذاء عالميا، فعلاوة على انتاجها المحلي وقدراتها التصنيعية في هذا المجال، فهي وبحكم خبرتها الطويلة تعتبر نقطة ومركزا عالميا لاستيراد المنتجات الزراعية وتصنيعها ثم إعادة تصديرها الى مختلف دول العالم، وهذه فكرة مهمة في الانتاج والتنمية، تعتبر هولندا من روادها حول العالم، وفي هذا الإتجاه تقول السيدة الديبلوماسية الهولندية: الدعم المادي ليس هو المهم بالنسبة لنا حين نعمل مع الأردن على التنمية والتطوير، إنما نقل التجربة هو الأهم، فهولندا تسخر خبراتها وإمكانياتها المعرفية لدعم مختلف القطاعات التنموية في الأردن..
وتضيف السيدة بأن دولتها تولي قطاع الشباب نظرة استثنائية في دعمها للمجتمعات الصديقة، والأردن يمتاز بثروته الشبابية، التي يجب تأهليها ودعمها كي تبني مستقبلها الخاص، وكذلك تركز على مشاريع تطوير التعليم لا سيما الأساسي، حيث دعمت بعض المشاريع لتعليم الطلبة الذين لم يكملوا تعليمهم الأساسي، والمتسربون من المدارس لأسباب كثيرة، وتدعم أيضا مشاريع في القطاع الزراعي والمياه وغيرها، ومشاريع في المعلوماتية ..
السيدة الهولندية تتحدث العربية بلا مترجم، وتقول بأنها ذهبت بمعية زوجها الى مناطق أردنية في الشمال والجنوب، وهي تحب "المقلوبة"، وتمتدح نكهة المنسف، وتقول بأنها مرتاحة جدا وسعيدة بوجودها في عمان، فالاردنيون "لطفاء أو ظرفاء"..أقسم بأنها ذكرت واحد من المصطلحين وصفا لنا، وأكدت في حديثها بأن للأردن "سمات" عامة، تميزه عن غيره من الدول، فهو بلد مضياف ويحب الآخرين ويحترمهم ويرحب بهم.. "وهذه هي كلمة السر الأردنية" التي نجح الأردن ومن خلال قيادته وبعض "ممثلياته" الديبلوماسية في توصيلها للعالم..لكنها تقولها وتعبر عنها بفصاحة وقناعة، وهي تتحدث عن الصورة التي تتعزز في ذهن العالم حول الدور التاريخي للأردن، في استضافته للاجئين من مختلف الدول، واحتماله هذا البلد لكثير من الأعباء الناجمة عن أزمات اقليمية لا علاقة مباشرة تربطه بها، سوى مبادئه التاريخية المعروفة.
ثمة مشاريع زراعية كثيرة تدعمها هولندا، وتوضح الضيفة المتحدثة بأن تركيزهم على دعم مشاريع التشغيل والتدريب في هذا القطاع، ومشاريع لدعم "سلاسل القيمة" في الانتاج الزراعي، فالخبرة الهولندية في مجال صناعة الغذاء وثقافته تتجلى في مشاريع التعبئة والتدريج والتغليف للمنتجات الزراعية، وتقول بأن بعض المزارعين الأردنيين تمكنوا من المشاركة في معارض عالمية للمنتجات الزراعية، وقد تميزوا بمنتجات كالبندورة والفراولة.. ومن بين الأفكار الجميلة المهمة التي يقوم بها الهولنديون من خلال هذه المشاريع، تدشين مشروعات زراعية تحتاج فيها الى ثلث كمية الماء لانتاج 3 أضعاف الانتاج الزراعي المعهود في الأردن.
تقوم هولندا بواجبها الإنساني الفانوني في الدول النامية، لكنها تتعامل مع الأردن بناء على علاقات خاصة قديمة، تربط العائلتين المالكتين، والحكومات، وعلاقة متميزة بين الشعبين، وسوف تكون هناك حزمة أخرى من المشاريع تنطلق قريبا بقيمة 200 مليون يورو وفي مجالات متعددة..نتحدث عنها في مناسبات أخرى، هل العنوان مناسب؟ ربما، لكنني سأكتب غيره لو أعدت قراءة ما كتبت!.