خليل السالم خبير الارقام الصعبة

جفرا نيوز - لا يذكر البنك المركزي الاردني الا وذكر معه رجل اسمه الدكتور خليل السالم الذي اسهم بوضع ركائز ثابتة للسياسة النقدية في الاردن ، ووظف خبرته المتراكمة لمواجهة التحديات الكبرى التي تركتها هزيمة حزيران على الاقتصاد الوطني . الدكتور خليل السالم الذي ولد في الحصن عام 1921 ، اكمل دراسته الثانوية في مدرسة السلط ، قبخليل السالم باسم اثنين من مجايليه في الدراسة والعمل والجغرافيا ، وهما الراحلان وصفي التل وحمد الفرحان ، رغم اختلاف قناعاتهم السياسية ، لذلك كان طبيعيا ان يكون اسم خليل السالم ضمن الفريق الوزاري لحكومة وصفي التل الاولى عام 1962 ، ليصبح الرجل تحت الاضواء وليشارك لاحقا في العديد من الحكومات التي تقلد فيها مناصب متعددة ، لعل ابرزها قيادته لوزارة المالية ووزارة الاقتصاد الوطني. الدكتور خليل السالم الذي ولد مع ولادة الكيان السياسي الاردني المعاصر ، ظل حاضرا في مقدمة المشهد السياسي والاقتصادي ، وربما كانت السنوات التي شغل فيها وظيفة محافظ البنك المركزي هي الاكثر حراكا في حياته المهنية التي تواصلت حتى يومه الاخير. لم يقطع ابو حاتم علاقته مع الحصن ، القرية الهادئة في حضن سهل حوران ، فهي مسقط الرأس وملعب الطفولة واذا كانت العائلة حولت منزله هناك الى مدرسة ، فان ذلك يأتي انسجاما مه اهداف الرسالة التربوية التي حمل عبئها هذا الاردني الذي قضى عمره في خدمة الوطن. اختير الدكتور خليل السالم عضوا في المجلس الوطني الاستشاري لثلاث دورات ، كما اختير عضوا في مجلس الاعيان ، وفي كل المواقع التي شغلها ظل الرجل مهموما بالاقتصاد وتداعياته ، وكان حين يتكلم في الشأن الاقتصادي يستمع الاخرون باهتمام واضح ، فالخبير المالي والاقتصادي لا يقول كلاما في الهواء. من المفارقات في حياة ابي حاتم ان وزارة سمير الرفاعي التي شغل فيها موقع وزير الاقتصاد الوطني عام 1963 ، لم تحصل على ثقة البرلمان ، فأعيد تشكيلها في اليوم نفسه بعد حل البرلمان. ثلاث سنوات قضاها الدكتور خليل السالم منذ عام 1975 سفيرا مقيما في فرنسا وغير مقيم في بلجيكا ، وهي سنوات مكنته من التعرف على اسرار الحياة السياسية والاقتصادية في اوروبا. المتخصص في الرياضيات ، تحول الى احد اهم الخبراء الاقتصاديين ، فلعبة الارقام واحدة ، وهي المفتاح السحري لمسيرة الرجل الاقتصادية ، حيث يعترف العديد من رجال الاقتصاد في الاردن انهم تخرجوا من "مدرسة" الدكتور خليل السالم ، حين كان محافظا للبنك المركزي لمدة عشرة اعوام ، ولذلك كان طبيعيا ان يجد مكانه كمدير عام للمؤسسة المالية العربية ، ورئيسا لمجلس ادارة بنك الاتحاد والاستثمار ، بعد احالته للتقاعد من الوظيفة الرسمية. في حياته المهنية التي امتدت على مساحة نصف قرن شارك فيها ابو حاتم في عشرات اللجان ، وشغل موقعه في قيادة العديد من المنظمات ، ومن بينها نائب الرئيس ثم الرئيس لمجلس ادارة جريدة الرأي ، وعضوية اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني. وخلال مسيرته الوظيفية تقلد الدكتور خليل السالم العديد من الاوسمة الرفيعة من الاردن وبعض الدول الاوروبية والاسيوية. الطالب الذي تخرج عام 1938 من ثانوية السلط ، عاد اليها عام 1941 مدرسا للرياضيات لمدة خمسة اعوام ، وقد تخرجت على يديه اجيال عديدة اسهمت في قيادة الاردن وبنائه في تلك السنوات البعيدة. الذين عملوا مع الدكتور خليل السالم يعرفون ان الرجل يملك من الحزم بقدر ما يملك من الطيبة ، لذلك لم تكن له خصومات واضحة في حياته التي امتدت لاكثر من سبعين عاما ، حيث اغمض اغماضته الاخيرة وهو على رأس عمله في بنك الاتحاد والاستثمار. وامتلك الرجل علاقات واسعة مع سياسيين واقتصاديين ومثقفين واعلاميين من داخل البلاد وخارجها. ربما كان رجل اسمه خليل السالم يتمنى ان يرى ابنه وزيرا ، لكن توزير ابنه الدكتور باسم جاء بعد وفاة الاقتصادي المعروف ، في وقت حمل فيه الابن كثيرا من صفات والده المهنية.