نهضة وطن بهمة ملك
جفرا نيوز- جهاد أحمد مساعدة
منذ أن تولى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – مقاليد الحكم منذ عقدين من الزمن، واستلم فيها الراية، ليواصل مسيرة الأجداد والآباء، فجاء معززًا لبناء الدولة الأردنية وتطوير أركانها، فكرس نفسه في النهوض والارتقاء بها، وإعدادها لمواجهة التحديات التي قد تتعرض لها من مخاطر داخلية أو خارجية، ليكون هذا الوطن آمنًا مستقرًا، ينعم أهله بالأمن والآمان، وملاذًا للمستضعفين على الأرض، ومهدًا ومنبرًا للتعبير فيه عن الرأي.
فهو ملك حكيم وسياسي بارع أدار شّؤون البلاد الدّاخليّة والخارجيّة بكل حنكة، وأصبح مثالًا يحتذى به، وحديثًا لكثيرٍ من دول العالم تتحدث عن إنجازاته وفكره، وقربهِ إلى أبناء شعبهِ، وكيف قاد الوطن إلى بر الآمان في وقت تتلاطم الأمواج والفتن والحروب بمحيطه.
برزت إنجازاته في جميع مناحي الحياة منذ تولّيه الحكم، فبذل كل جهده لتحقيق الحياة الفضلى للأردنّيين في كافة مناحي الحياة الاجتماعية، والسياسيّة، والأمنية، والتعليميّة.
ففي مجال التعليم حرص جلالته بضرورة تكاتف جهود الجميع، شعبا وحكومة ومؤسسات خاصة وعامة، لتوفير البيئة الحاضنة، وتأمين الاحتياجات الضرورية، من أجل بناء القدرات البشرية وإحداث منظومة تعليمية ناجعة، فتم إنشاء مدارس المكرمة الملكية في المناطق النائية، وتوفير كافة الأدوات والمختبرات الحديثة المساعدة في العملية التعليمية، ليصل التعليم لكل مواطن ومواطنة في تلك المناطق، كما قام بإنشاء عدد من الجامعات، وتطوير ما تم إنشائه سابقًا، وحث تلك الجامعات على استحداث التخصصات التي ترفد سوق العمل، وتساهم بالتنمية الشاملة، لا سيما أن التعليم غير وجه العالم إلى الأجمل والأكمل والأفضل، وأصبحت فيه الأمم تتسابق إلى اقتصاد المعرفة، واستثمار الطاقات البشرية.
وقد رسم جلالته خارطة طريق للتعليم حينما قال "إننا نتطلع إلى أردن قوي يقدم لأبنائه خير تعليم، يؤهلهم لأن يواجهوا تحديات الحياة، وأن يقيموا أعمالا ناجحة، ويمارسوا حرفا قيمة، وأن ينشئوا أسرا متآلفة، وأن يبنوا مجتمعًا متماسكًا. فبناء قدراتنا البشرية من خلال التعليم المتميز وتجويد مخرجاته، هو بوابتنا نحو المستقبل، فهو يشكل أرضية مشتركة لفهم الآخر وتعميق قيم التسامح، بعيدًا عن الغلو والتعصب، كما أن تحقيق الإصلاح الشامل يرتبط ارتباطًا وثيقا بالنهضة التعليمية، مهما كانت الظروف والتحديات"
وفي المجال الاقتصادي اهتمّ جلالته بضرورة توفير البيئة الملائمة التي تضمن تحقيق التنمية الشاملة في كافة الجوانب، إضافة إلى توفير الأدوات المناسبة للأردنيين ليتمكّنوا من المشاركة في تطوير وطنهم، فأطلق جلالته مجموعة من المبادرات الملكيّة؛ بهدف تطوير مستوى المعيشة منها المشروعات الإنتاجيّة في المناطق التنموية، وصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية بهدف الاهتمام بتعزيز التنمية في جميع محافظات، وتوفير الدعم اللازم للتنمية التعليميّة، والتنمية الاجتماعيّة في المناطق النائية والأقل حظًا؛ والمساهمة في خلق بيئة تنموية مستدامة من خلال إيجاد التعاون والشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص.
ومن أهمّ مبادرات جلالته تأسيس مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير (كادبي)، وهو مُؤسسة ذات صبغة مدنيّة عسكريّة يهتمّ بعمليات التطوير والبحث الخاصة بالدفاع، سواء دوليّاً أو إقليميّاً أو محليّاً.
كما أن مركز الملك عبد الله الثاني للتميّز يُعد من أهم إنجازاته، حيث تأسس المركز ليقيس مستوى الأداء والتميّز الخاص بالمُؤسسات العامة، ومرجعاً يُحدّد التنافسيّة، ويدعم انتشار ثقافة التميّز؛ من خلال تطبيق أفضل المعايير الخاصة بالجوائز التي يمنحها المركز لكافة القطاعات.
وفي قطاع الشباب والرياضة فقد حقق هذا القطاع في عهده الكثير من الإنجازات، وشهد العديد من التطوير والاهتمام في المؤسسات الشبابية والرياضية، حيث عمت المكارم الملكية كافة مناطق الوطن، فشيدت الكثير من المنشآت والمشروعات الشبابية والرياضية من مدن ومجمعات ومراكز شبابية نموذجية شكلت قفزة نوعية وتطويرية لهذا القطاع.
كما أسهمت سياسة جلالته إلى توفير شتى الوسائل والإمكانات لإتاحة الفرصة أمام فئات الشباب، وتهيئة جميع متطلبات انطلاقاتهم نحو التميز في جميع المناشط الرياضية، والبرامج الشبابية، فبرزت بعهده الاستراتيجية الوطنية للشباب في جميع مراحلها، واستهدفت كافة شرائح المجتمع الأردني، وعملت على إيجاد الشراكة الفاعلة بين مؤسسات الدولة وتنظيم عملها للإرتقاء بالشباب الأردني.
وفي السنوات السابقة قدم جلالته عدد من الأوراق النقاشية تم من خلالها طرح سلسلة من الأفكار والرؤى التي تحفز الحوار الوطني حول مسيرة الإصلاح وعملية التحول الديمقراطي، بهدف بناء التوافق، وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، وإدامة البناء حول عملية الإصلاح، وضرورة استمرارها وتطويرها لما لها الأثر العميق على أمتنا وحاضر الأجيال ومستقبلهم.
أن الأردن قد شهد منذ تولي جلالته تحولات كبرى داخلية وخارجية، واكبها العديد من المنجزات والتطورات والإصلاحات الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، والحضور السياسي المتميز على خارطة صانعي القرار العالمي.
كما كان من أبرز إنجازات جلالته تكريس وقته في محاربة الفكر المتطرف، مما جعل للأردن دوراً كبيراً ومؤثراً في القرار العالمي في دك حصون الإرهابيين وأماكن تواجدهم؛ فأولى اهتمامه ببناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمختلف قطاعاتها وتشكيلاتها، وتزويدها بأحداث المعدات، والأسلجة النوعية، والأجهزة لضبط الحدود وتفويت الفرص على المنظمات الإرهابية التي تحاول العبث بالأمن الوطني، والاستقرار الإقليمي، فبرز دور جلالته الريادي على الصعيدين الإقليمي والعالمي في مكافحة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله، من خلال إيجاد منظومة عمل مشتركة تتضمن تبادل المعلومات على كافة الصعد، وبناء علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة ترتكز على الرؤية الموحدة للعالم المعتدل في مواجهة التطرّف والعنف والإرهاب.
وفي ختام هذه المقال، لن ننسى دور جلالته في رعاية المقدسات الإسلاميّة والمسيحية في القدس الشريف، والدفاع عن القضية الفلسطينية على كافة المنابر الدولية، ورفضه التام لكافة المساومات والصفقات للنيل من حقوق الشعب الفلسطيني، مما يؤكد على الشرعية الدينية والتاريخية للهاشميين، فهم حماة الوطن، وحملة رسالة الأمة.