العاصفة
جفرا نيوز - غرام الرباعي كانت أشبه بعاصفةٍ مدمرة، مرت على حياتي في بضع سنين ولن ابالغ الوصف ان تلك العاصفة لم تسمح لي بشرب كأسٍ من القهوة المفضلة لي بهدوء، كانت تنهمر دموعي في كل ثانيةٍ في تلك السنين، لم تسمح لي بأن أرى التغيرات التي طرأت على جسدي و وجهي النحيل وشعري الذي كان يبدو للجميع انه اصبح باهتاً، كانت عاصفةً غاضبةً لعينةً حقودة، حملت معها احقاد البشرية كافة، وأخبرتني انه ما من شيء يبقى للأبد، ولكن أخبرتني ايضاً أن العقول العظيمة تصمد وتغذي نفسها بعواصفَ شبيهةٍ بها، لم أعي تماماً ما الغذاء الذي تجلبه في حينها ولم اعي ما العبرة من هذا الظلم الإلهي الذي حل بي، أخبرتُ من هو أقرب مني الى نفسي، من صنع لي روحي وجسدي وعاتبته بكل وقاحةٍ وبكل إذلالٍ متناقض، لمَ أنا؟ أخبرني؟ ومع أن صوتي كان مسموعاً بكل وضوح ولكنه لم يصدر أيةَ ردة فعل، ولم تحصل أي معجزةً لإخباري بأنني إحدى عباده الذين يتعرضون لإختبارٍ ايمانيٍ صارمٍ، كما أخبرني أحدهم الذي كان يحمد الله على كل مضرة ومنفعة وقال لي في وقت الغضب العاصف في حياتي: هنيئاً لكِ ابنتي. لم أعي وقتها من أين اتى بكل هذا الهدوء، مرت تلك السنين العجاف وادركت بعدها أن ايماني بالله قد كبُر، و أن يقيني بالعدل أصبح راسخاً. طلبت حينها من خالقي أن يعفو عن وقاحتي واخبرته ان عقلي قد ازداد نوراً، ورجوته بكل خضوعٍ وتذلل ارجوك خالقي لا تعد لي تلك العاصفة ولا تجعلها تقترب من قلوب منهكة أذلتها الحياة بشكل مبتذل، و مع كل ايماني بعدل خالقي لكني اخاف ذكر تلك السنين ولا أعلم ما الذي جعلني اكرر ذكراها في خاطرتي هذه، مع انني كنت أخاف ان تسمع اسمها في افكاري خوفاً من عودتها. حقاً كبرتْ، وشاخ قلبي وعقلي واصبحت جسداً يسيرعلى هذه البسيطة يحتسب كل فكرةٍ وكلمةٍ وتصرف، اليوم ولهذا السبب اكتب هذه السطور وقد اخبرتني امرأةٌ تجاوزت الأربعون عاماً ان صورتي الشخصية لا تشبهني ولكن احمل ملامحها، ضحكتْ وأخبرتها أن سنين عجافٍ قد مرت على حياتي وغذت قلبي وعقلي كما وعدتني، وأنني في كلاهمها خدوش لا تُرى ولا تُلمس أو بالأحرى ندوب وجروح أعمق من ان يدركها أحد. هينئاً لي بعاصفةٍ ضربت جذور حياتي وجعلتني أقوى كما حالي هو الآن