منتخبنا الوطني يرسخ اقدامه فوق القمة ويقترب من الحلم
جفرانيوز- رسخ منتخبنا الوطني لكرة القدم اقدامه فوق القمة وزرع راية الوطن عالية خفاقة في تصفيات كأس العالم المؤهلة الى مونديال البرازيل 2014 بعد ان تلألأت نجومه ليلة امس الاول في سماء الصين من خلال تحقيق فوز تاريخي على نظيره الصيني بهدفين مقابل هدف يتيم ضمن بهما صدارة المجموعة بـ 6 نقاط مقابل 3 لكل من العراق والصين ليعزز فرصته في التأهل الى الدور الرابع والحسم من التصفيات.
منتخبنا الوطني بفوزه التاريخي على التنين الصيني اقترب اكثر من اي وقت مضى من تحقيق انجاز جديد للكرة الاردنية ببلوغ الدور الحاسم للتصفيات وهو الدور الذي لم يسبق ان بلغه المنتخب في التصفيات السابقة, كما انه اقترب من تحويل الحلم الى حقيقة لتعم مشاهد الفرح ارجاء الوطن الذي احتفل بالنشامى حتى ساعات الصباح الاولى.
ورغم مناعة وعظمة سور الصين العظيم الا ان نشامى المنتخب الوطني عبروه باصرار كبير على تثبيت اقدامهم بين اقوياء اسيا المنافسين على بطاقات المونديال.
عصفورين بحجر واحد
وما من شك ان منتخبنا الوطني اصطاد بفوزه المنتخب الصيني عصفورين بحجر واحد , فمن خلاله اكد منتخبنا زعامته لفرق المجموعة واكتسب دفعة معنوية هائلة ستعزز مسيرته المقبلة, ومن جهة اخرى ضرب منافسا قويا في مقتل. فالمنتخب الصيني يعد من اقوى الفرق التي تشاركنا طموح المونديال والفوز عليه يعني ان حلمه قد يتبدد خاصة وان المنتخب العراقي فاز على سنغافورة في عقر دارها وبين جماهيرها.
وبالتأكيد فان الانتصار على التنين الصيني لم يكن سهلا على الاطلاق فقد كان خصما عنيدا وقويا ويمتلك اسلحة فتاكة, ولولا عزيمة الرجال التي امتلكها نجوم المنتخب ووجود اسلحة اكثر فتكا في صفوفه لتغيرت الصور ليلة امس الاول.
فنيا نستطيع القول ان النتيجة كانت عادلة وأنصفت منتخبنا الوطني وجماهيره الوفية التي ساندته بصورة مثالية, فقد عرف الجهاز الفني لمنتخبنا بقيادة المدير الفني الكابتن كيف يدير الدفة وفق الاصول بعد ان احسن قراءة مجريات اللعب واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
ومع ان البداية لم تكن كما يتمناها منتخبنا على الاطلاق فقد سعى المدير الفني للمنتخب الصيني كاماتشو تحييد جمهورنا من خلال توجيه لاعبيه للضغط المباشر على منتخبنا والتسجيل في مرمى عامر شفيع في وقت مبكر من اللقاء.
ورغم نجاح المنتخب الصيني في تحقيق مبتغاه في الاستحواذ على الكرة عبر سرعة نقل الكرات واللعب المباشر الا ان تماسك خطوط منتخبنا فوتت عليه الفرصة في هز الشباك, وهنا يحسب للاعبي منتخبنا قدرتهم على اللعب تحت ضغط الجمهور والمنافس حيث ظلت الخطورة الصينية بعيدة كليا عن مرمى شفيع الذي مثل حمى عرينه ببسالة وتصدى للمحاولات الصينية التي جاءت على شكل هبات.
الاستراتيجية الدفاعية لمنتخبنا كانت في اوجها ونجح بشار بني ياسين وانس وخليل بني عطية وباسم فتحي ومن امامهم شادي ابو هشهش وبهاء عبد الرحمن في اغلاق بوابة المرمى بأقفال منيعة ليس من خلال مطاردة لاعبي الصين ولكن بذكاء ومن خلال اللعب بخطوط متقاربة وعدم احداث اي فراغات خاصة في اطراف الملعب فكان بشار يتدخل في الوقت المناسب للتغطية في حال تمكن المنتخب الصيني من تجاوز الرفاق.
ولعل ما عزز من فاعلية استراتيجية المنتخب ان ثلاثي خط الوسط حسن عبد الفتاح والذيبين عامر وعبد الله لعبا معظم الوقت بأدوار دفاعية وحتى احمد هايل المهاجم الصريح لمنتخبنا كان يقوم بواجبات دفاعية مكثفة وكنا نلمحه بين رجال وسط الملعب.
هدف صاروخي
اختلفت الصورة تماما في الحصة الثانية من المباراة, فبعد ان نفذ منتخبنا استراتيجيته الدفاعية على نحو مثالي وبعد ان اطمأن النشامى الى حصانة الخط الخلفي بدأوا في تنفيذ الشق الثاني من الاستراتيجية, فكانت تعليمات حمد بفتح اللعب ومنح الاطراف حرية اكثر في الحركة اضافة الى منح حسن عبد الفتاح فرصة الانضمام الى احمد هايل الذي لعب متقدما اكثر من الشوط الاول.
هذه الاجراءات التكتيكية انعكست بصورة ايجابية على اداء منتخبنا الذي تحكم في ايقاع اللعب كما شاء فارضا على المنتخب الصيني العودة الى الخلف واللعب معتمدا على الكرات الطويلة التي سهلت من مهمة دفاعنا وحارسنا شفيع.
حمد راهن عبر هذه الاجراءات على براعة الثلاثي عبد الله وعامر في استثمار الكرات على حافة الجزاء فكان له ما اراد, فبعد فاصل ممتع من المراوغة تقدم عبد الله ذيب وهيأ كرة نموذجية لبهاء عبد الرحمن الذي قام بالاجراء الصحيح من خلال تسديد الكرة بقوة في الوقت الذي توقع الدفاع الصيني ان يتقدم بها او يندفع للمراوغة فسارت كرته الصاروخية في طريقها بدون احداثيات لتمزق الشباك الصينية معلنة التقدم الاردني وبداية الفرحة.
فرصة اغتنمناها
الهدف طعن الكبرياء الصيني فكان لا بد من ان ينتفض لاعبو الصين في محاولة للرد, وهذا ما انتظره لاعبو منتخبنا فقد احدثت تحركات لاعبي الصين المبالغ فيها فراغات مناسبة ليتحرك الذيبين والشاطر حسن كما يجب وينتظر حسن اللحظة المناسبة ليخطف الكرة باسلوب انيق من الدفاع الصيني ويمرر كرة قاتلة الى احمد هايل الذي اربك الدفاع وخلص بدوره الكرة وهيأها الى عامر الذيب المندفع بعيدا عن الرقابة فأرسلها في الزاوية المستحيلة للحارس الصيني معززا التقدم الاردني.
منتخبنا اغتنم فرصة الارتباك الصيني ونجح في التسجيل مرتين متتاليتين لكنه افتقد تركيزه بعدها مباشرة ليخطف المنتخب الصيني هدف التقليص وليس هذا فحسب بل زاد لاعبو الصين الضغط على ملعبنا ولولا براعة الحوت عامر شفيع واستبساله في الدفاع عن مرماه لادرك المنتخب الضيف التعادل وربما تقدم, لكن لله الحمد سرعان ما استعاد منتخبنا رباطة جأشه وعادت خطوطه للاستقرار ليكتب النهاية السعيدة للجولة الثانية للمنتخب.
المهمة لم تنته بعد
كلمات الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة والمدير الفني لمنتخبنا عدنان حمد الواثقة اكدت ان المشوار لم ينته بعد فالفوز على التنين الصيني منح الفريق خطوة اضافية نحو التأهل الا ان المشوار لم ينته بعد , وهو كلام المنطق, فمباراتي سنغافورة المقبلتين هما مباراتا التأهل ولا لمنتخبنا ان يحصل نقاطهما الست فعندها فقط بامكان منتخبنا تنفس الصعداء وهو ما يعني ان المرحلة المقبلة ستكون اكثر صعوبة ولا بد من التحضير لها كما يجب حتى يلغي منتخبنا كافة الاحتفالات ويخوض الجولتين الاخيرتين من التصفيات بصورة احتفالية بعيدا عن الضغوط.
حديث الجماهير
ضرب جمهور منتخبنا الوطني مثالا رائعا في الانتماء وفي التشجيع المثالي حين التف خلف المنتخب الوطني امام الصين وكان اللاعب الاهم والحاسم من خلال دوره الايجابي في تحفييز النجوم على تقديم اقصى طاقاتهم في الملعب.
جمهورنا المخلص تفنن في تقديم الوان جديدة في فنون التشجيع على المدرجات وارتدى ازياء مثيرة ورائعة عكست مدى انتمائه لتراب الوطن.
هذا الجمهور كان مؤثرا في فوز منتخبنا حيث لم يقنط ولم ييأس بعد ان تأخر منتخبنا في التسجيل وكانت هتافاته محفزة كثيرا للنشامى فبدأ المباراة كما انهاها بهتافات خاصة للوطن ولنجوم المنتخب ضاربا مثلا يحتذى في التشجيع المثالي.
جمهورنا الرائع كان بالفعل خلف الفوز الكبيروكان اللاعب الرقم 12 في تشكيلة عدنان حمد.