المطبخ السياسي ايام الطفولة !

جفرا نيوز - رانيـا حداديـن
‎ايام الطفولة كان "المطبخ السياسي" مختلف معني باحتياجات مختلفة كان اقوى خطة سياسية كيف نقنع الاهل تأخير ساعة النوم قليلاً حتى نشاهد مسلسل ما بعد نشرة الاخبار ، او كيف نخطط الانتهاء من الدراسة في اليوم الثاني (ولو شلفقة) لنخرج للعب مع بنات الجيران قبل الساعة الرابعة (لان كان ممنوع الخروج قبل الرابعة لان الشمس حامية) ، ومن والممكن الوصول لخطه اوسع واشمل الاطاحة ببنت مغروره بالشلة بقرار جماعي ونكسر هيمنتها علينا ،وممكن ان اكون واحده من المخطط ضددهم لاني بتلك الايام قيادية ولا اسمح لأحد الوقوف أمامي ، ارسم الخطط وانفذها بطريقة سياسية متقنة .
‎واستذكر قول لخالي (انتي فتاه دبلوماسيه ومخيفه) وابي يقول (سوف اصبح مديرة مدرسة) عندما اكبر ودائما كان الخال يتغنى بشخصيتي وحضوري ،وبما انه مختار العشيرة كان ينسب هذه الشخصية له ويبدأ النقاش مع والدي على مهارتي بالكتابة وردودي الدبلوماسية ، كبرت واظهرت قوة شخصيتي اكثر واصبحت عريف الصف وقائد الاذاعة المدرسية ومقدمة لبرامجها، ارسم خطة اليوم الثاني ومن سيتحدث بالاذاعه وهنا كان الكل يريد ان يرضيني لأظهار قدراته ولا انكر احببت هذا الدلال من الزميلات ولكن بنفس الوقت كانت محبتهم لي قوية لاني كنت عادلة ،واوزع المهام بالتساوي بينهن دون اقصاء اياً منهن .تغيرت الصورة لدي
‎واصبح المطبخ لعبة مختلفة وترشحة لرئاسة مجلس الطلبة وبجداره واستحقاق وبفارق كبير بين الطالبات فرحت واعتبرت نفسي من المحظوظين وكأني ادير دوله ، اشبعت الغرور القيادي بداخلي وبدأت اطبخ خطتي لكي تليق بطموحي للتقرب من لجنة التدريس .
‎المديرة في ذاك الوقت كانت مدركه لقدراتي ساندت مسيرتي وثقتي بنفسي ودعمت نشاطي الثقافي والرياضي بما اني كنت اجيد لعبة السلة بجداره واغطي غياب فتيات كرة اليد واحرز تقدم حين وجودي ، مسابقات الشعر في الاذاعة الصباحية كنت ابدأها بابيات تربك المتناظرات واجيد مباغتتهم بلفظ قوي يجعل من يسمعني يهاب الوقوف أمامي ، ليس لاني شاعرة بل لاني على مقدره باستحداث اللفظ بذكاء .وكبرت اكثر وشاركة بالعمل الحزبي وحاولة ان احد منفذ للعمل التشاركي ولم انجح فالقرارات كانت منفردة حتى ولو ظهرت بصورة جماعية وكان العيب بالمنتميين وليس بمعنى العمل الحزبي وكان الحزب في الاردن صورة مصغرة عن الدولة .
‎‎وهنا اقارن اليوم ما يحدث بالشارع الاردني ومخططات التنفيذ وترتيب الاوراق ،واحادث نفسي هل مكونات الطبخة تغيرت ام نوع الطبخة ، نكهات متعدده وتيارات وثقافات مبنيه على فكر مختلف ، اجد باني اختلف برأي احدهم واساند الاخر واعترف توهان فكري احياناً يجتاحني واتوه بين الفطرة والبيئة والعامل السياسي ومكونات الدولة والصح والخطأ وجدل مع الاصدقاء وكلاً منهم لديه جبهته الذي يطلق رصاصته منها ليظهر اكثر ثقافة ، اعتف الوعي تغير والغرور تلاشى ومحبة الذات تهذبت واصبحت اعمل ضمن مجموعه ودائرة تجمع كل الاطياف ، وادركت ان العمل مع مجموعة ضمن فكر موحد هو الاقوى ويعني تماماً انكار الذات لاظهار الكل ، وما اردت هنا طرحه لما لا نعمل بأطار واحد لمصلحة الوطن .
لما لا ندرك ان الانفراد بالقرار النهائي بعيد عن المواطنه وحقوق الوطن علينا ، وأتسأل هل طبختنا السياسية تأخذ مسمى عام والمسمى الخاص مربوط فقط بشخص يتربع على هذا المقعد ويفرض فكره الاوحد وقناعاته على مجتمع واسع فيه شرائح مختلفة من الناس ،مطالبها واحتياجاتها مختلفه وحقوق الدوله عليها متبين لا يوصف بمقدار واحد ، هل اصبحنا نفكر ضمن مربع محدود المعالم مغيبه فيه الرأي والرأي الاخر ، دعونا ننظر بنظرة شمولية لكيان المجتمع نجد ان هناك طبخة مختلفة الملامح لكل جزئية وهذه الجزئيات لا تنسجم مع بعضها البعض ، ما اقصد بروايتي الاعتراف بخطأ ارتكبته بطفولتي وادركته مبكراً ، ان العمل الجماعي هو بذرة الخير ونتائجه جميله .
لا اوصي بنفسي واعظه ولكن اطرح فكر اتمنى العمل به ، يجب اشراك جميع الاراء لنخرج بألية عمل تصلح للمجتمع بأطيافه ولا ندع شخص يظهر نفسه المحارب والمدرك لنقطة القمه ونحن مغيبين ليس هو صاحب القرار الاوحد وليس هو صاحب الوصاية العامة بما ان العمل ليس جماعي ، لنرفع راية المطالبة بالتشاركية بالحل نحتاج للغة واضحة المعالم ولا تكمل الطبخة دون الملح والفلفل الاسود