السنيد يكتب: الحكومة التي رافقها سوء الطالع
جفرا نيوز - كتب النائب السابق علي السنيد
رافق سوء الطالع حكومة الدكتور عمر الرزاز منذ بواكير تشكلها، وكأنها كانت لعنة اصابت الاردنيين ، واصبحت السيول والفيضانات تمثل خطرا على مدار موسم الشتاء في الاشهر الاخيرة، وهي تشكل اكبر التحديات التي واجهت الحكومة ، وكشفت قلة حيلتها ، وسوء ادارتها لمرافق الدولة، وخسرنا مع كل هطول مطري ابناء جدد جرفتهم السيول والاتربة، ومياه الامطار والمناهل، وصرنا نخشى الامطار ونخاف من تشكل الغيم .
وانكشف قصور البنية التحتية عن حماية ارواح الاردنيين في الظروف السائدة، ورغم ان الموسم المطري يقع في حدود الاعتيادي الا ان شعبية الحكومة تضررت كثيرا مع كل حالة مطرية، والتي اصبحت شؤماً في نظر الناس، وهو ما فاقم من حالة الغضب والاحتقان الشعبي ازاءها ، وخاصة مع فشلها الذريع في ادارة ملفات الحكم التي تحتاج الى التوفيق والسداد من الله سبحانه وتعالى.
ولا ادري هل طلب الرزاز – صاحب الدولة المدنية- التوفيق من الله عندما تولى قيادة المرحلة، وهل كان معني بتحقيق رضاه سبحانه من خلال عملية الحكم، ومن خلال قرارته، وفلسفته في الحكم ، واكاد اجزم انه لا يحمل اصلا برنامجا في الحكم.
وهل راعى في اختياره لوزرائه ان يكونوا مؤيدين بتوفيق الله لهم من خلال سماتهم وسلوكياتهم الشخصية، وهل كانت الحكومة ترجو رحمة ربها .
والم يشعر الرئيس ان العفو الذي كلف الدولة نحو 300 مليون دينار ذهب ادراج الرياح، ولم يحدث اثرا يذكر في مخيلة الناس او يغير في المزاج الشعبي العام، ولم يعلق بنفوس الاردنيين المعذبة سوى فضيحة عوني مطيع، وتعيينات اشقاء النواب ، وتعيينات العقود، والرواتب الخيالية، وغرق عمان، ومأساة البحر الميت ومليح.
وهل يؤمن الرزاز الذي تجاوزه الاردنيون اليوم واسقطوا ولايته العامة ان توفيق الله سبحانه وتعالى عامل مهم لتحقيق غايات واهداف عملية الحكم ، في بلد اسلامي، وان الحكومة التي تستخف بالشرع لا امل لها في النجاح، والا يذكر كيف اقيم حفل قلق الراقص على الارض الاردنية الطهور ليلتقي الاف من المراهقين والمراهقات ممن لا تزيد اعمارهم عن 12 و13 و14 و15 وحتى 30 عاما في مشهد عري فاضح، وفي مكان عام، وليعم السكر والمجون والابتذال حتى ساعات متأخرة من الليل ، ، وهو الحفل الذي خرجت عنه صور ومشاهد خادشة للاخلاقيات العامة، وربما انها لا تحدث بهذه الصورة في بلد اوروبي.
وقد ترافقت السيول الاخيرة التي اغرقت وسط عمان، وسوقها التجاري ، واظهرت فشل الامانة مع حادثة تكريم لبعض الفنانات والمطربات العرب ، وكان اولى بالتكريم الشهداء والعلماء والفضلاء والبسطاء فكان غضب الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد.
والمسلم عندما يشرع بعمل ما يبتغي فيه التوفيق يتوجه بالتضرع الى الله سبحانه وتعالى ان يذلل العقبات التي تعترض طريقه، ويقال ان نابليون عندما كان يختار بعض الضباط والعساكر لمهام معينة يسألهم عن حظوظهم، وتوفيق الله لهم في حياتهم الاعتيادية، وعندما يخبره احدهم ان لا حظ له يصرفه عن المهمة، ويقول له " اذا كان الله لا يثق بك هل اضع انا ثقتي بك ".
وهل يمكن ان يقع التوفيق لحكومة يسب احد وزرائها الدين، والذات الالهية علناً، ويعرف ذلك طاقم مكتبه، والمخفي اعظم في الخروج عن المألوف و مخالفة ابسط قواعد العمل العام ، وضرورة القدوة التي يمثلها المسؤول لشعبه.
فهل الحكومة تعمل في مجال رحماني ام انها يحوم حولها مجال شيطاني بحت بسبب عدم مراعاتها لطلب رضى الله سبحانه وتعالى الذي يجلب رضى الناس.
نعوذ بالله تعالى من سخطه، ونرجو رحمته، وكرمه ، وان يحمي هذا البلد ، وان يعيد له مسيرة البناء والعطاء والتنمية ، وان يوافق التوفيق كل من يعمل لرفعته، وخير شعبه.